تصفيق حار وهتافات "ستيفن" لكولبير في حفل إيمي بعد إلغاء "ذا ليت شو"

 في لحظة مؤثرة ومفعمة بالاحترام، صعد ستيفن كولبير إلى خشبة المسرح مساء الأحد خلال حفل توزيع جوائز إيمي لعام 2025، ليُقابل بعاصفة من التصفيق وهتافات "ستيفن! ستيفن!" من جمهور امتلأ بالعواطف تجاه نجم طالما كان صوتًا ساخرًا وناقدًا لاذعًا في عالم البرامج الليلية.

 جاءت هذه اللحظة بعد أسابيع قليلة من الإعلان المفاجئ عن إلغاء برنامج "ذا ليت شو مع ستيفن كولبير"، الذي يُبث على قناة CBS. 

 ومع أن القرار أثار جدلًا واسعًا، إلا أن كولبير بدا كعادته حاضرًا بخفة الظل وروح الفكاهة، حيث مازح الحضور قائلًا: "بينما أنتم مهتمون... هل من أحد يُوظف؟" قبل أن يُسلم سيرته الذاتية إلى هاريسون فورد على أمل أن تصل إلى ستيفن سبيلبرج، وسط ضحكات الحضور.

جائزة رغم الوداع:

 من المفارقات اللافتة، أن البرنامج الذي تقرر إنهاؤه في مايو 2026، فاز بأول جائزة إيمي له في فئة الإخراج المتميز لبرنامج منوعات ضمن جوائز "الفنون الإبداعية" التي أُعلنت الأسبوع الماضي. هذا الإنجاز جاء بعد أكثر من عقدين من تأسيس البرنامج الذي انطلق لأول مرة في 1993 مع ديفيد ليترمان، وتحوّل لاحقًا إلى كولبير في 2015، ليصبح منبرًا سياسيًا لاذعًا خلال عهده.

إلغاء مثير للجدل:

 إلغاء البرنامج لم يكن قرارًا عاديًا، إذ أُعلن بعد وقت قصير من تسوية قضائية بين الشركة الأم "باراماونت" وإدارة ترامب، أعقبها اندماج مثير للجدل مع شركة "سكاي دانس ميديا". العلاقة بين كولبير وترامب كانت دائمًا على صفيحٍ ساخن، فرغم أن ترامب ظهر كضيف في البرنامج عام 2015، إلا أن تبادل الانتقادات بين الطرفين لم يتوقف أبدًا. وبعد الإعلان عن الإلغاء، لم يتردد ترامب في التعبير عن سعادته، حيث كتب على منصته "تروث سوشيال":
"أُعجب حقًا بطرد كولبير... موهبته كانت أقل من نسب المشاهدة التي حظي بها".

مسيرة حافلة بالجوائز:

 رغم أن جائزة الإخراج هي الأولى للبرنامج، إلا أن ستيفن كولبير ليس غريبًا عن منصة الجوائز. فقد رُشّح خلال مسيرته المهنية لـ44 جائزة إيمي، فاز بعشرٍ منها عن أعماله السابقة في "ذا ديلي شو" و"ذا كولبير ريبورت". 

 كما حصد جائزتي جرامي، وخمس جوائز بيبودي، وسبع جوائز من نقابة المنتجين، وأربع من نقابة الكتاب.

 وبينما يتجه البرنامج نحو محطته الأخيرة، تُثبت لحظة كولبير على مسرح الإيمي أن أثره يتجاوز مجرد برنامج تلفزيوني — إنه صوت جريء في زمنٍ يحتاج فيه التلفزيون إلى من لا يخشى قول الحقيقة بابتسامة.