صلاة التهجد.. حبل النجاة في جوف الليل وسبيل استجابة الدعاء

كشف مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية عن فضل صلاة التهجد ومكانتها العظيمة في الإسلام، مؤكدًا أنها من السنن النبوية التي واظب عليها رسول الله ﷺ، وأرشد إليها المسلمين لما تحمله من بركات وأثر عظيم في حياة المؤمن الروحية والإيمانية.

سنة نبوية وقيام روحي

أوضح المركز أن صلاة التهجد تُعد من صلوات التطوع التي تبدأ بعد صلاة العشاء وتمتد حتى آخر الليل، مبينًا أن أفضل أوقاتها هو ثلث الليل الأخير، إذ يتنزل الله تعالى برحماته على عباده، فيستجيب دعاء الداعين ويغفر للمستغفرين.

واستشهد المركز بحديث رسول الله ﷺ:«أَحَبُّ الصَّلَاةِ إِلَى الله صَلَاةُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَأَحَبُّ الصِّيَامِ إِلَى الله صِيَامُ دَاوُدَ؛ وَكَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَيَقُومُ ثُلُثَهُ، وَيَنَامُ سُدُسَهُ، وَيَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا» [متفق عليه].

التهجد وتميّزه عن قيام الليل

لفت المركز إلى أن صلاة التهجد تختلف عن مطلق صلاة قيام الليل، حيث يشترط أن يسبقها نوم، ولو كان يسيرًا، ثم يقوم المسلم في جوف الليل لأداء هذه الصلاة، ما يمنحها خصوصية روحانية مميزة.

وبيّن أن المسلم يمكنه أن يصلي ركعتين خفيفتين في البداية، ثم يستكمل ما شاء من الركعات مثنى مثنى، على أن يختمها بصلاة الوتر، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ:
«صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَنْصَرِفَ فَارْكَعْ رَكْعَةً تُوتِرُ لَكَ مَا صَلَّيْتَ» [متفق عليه].

وقت الصفاء والخشوع

وأشار المركز إلى أن الثلث الأخير من الليل هو الوقت الأمثل للتهجد، حيث يصفه العلماء بأنه وقت السحر، وقت الصفاء والخشوع، وموطن استجابة الدعاء وتجلّي الفيوضات الربانية على القائمين والمستغفرين والذاكرين.

أثر التهجد في حياة المسلم

وأكدت الفتوى أن صلاة التهجد تربي المسلم على الإخلاص والانقطاع لله، وتساعده على مجاهدة النفس، كما تفتح له أبواب السكينة وتغرس في قلبه حلاوة الإيمان، وهي من العلامات الدالة على صدق المحبة لله، إذ يترك المسلم راحته ونومه ليقف بين يدي ربه.