رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

شراكة مايكروسوفت وOpenAI تدخل مرحلة جديدة نحو مستقبل الذكاء الاصطناعي

بوابة الوفد الإلكترونية

أعلنت شركتا مايكروسوفت وOpenAI عن توقيع مذكرة تفاهم غير ملزمة تمثل الخطوة التالية في شراكتهما الاستراتيجية، التي تعد واحدة من أبرز التحالفات في مجال الذكاء الاصطناعي عالميًا.

 وبينما لا تزال تفاصيل الاتفاقية قيد المراجعة النهائية، فإن المؤشرات تكشف عن تحولات جوهرية في كيفية تقاسم الطرفين للتقنيات والإيرادات، وفقًا لما نشرته صحيفة نيويورك تايمز.

تشير التقارير إلى أن الاتفاقية الجديدة ستُدخل تعديلًا على أحد البنود الجوهرية في الاتفاق السابق، والذي كان يمنع مايكروسوفت من الوصول إلى أقوى تقنيات OpenAI إذا اعتبر مجلس إدارتها أن الشركة وصلت إلى مستوى الذكاء الاصطناعي العام (AGI)، أي الذكاء الشبيه بالبشري. هذا التعديل يعكس إدراك الطرفين لحجم التحديات المقبلة في هذا المجال، ومحاولة تهيئة أرضية مشتركة للتوسع دون قيود صارمة قد تحد من فرص التطوير.

تحول هيكلي بمليارات الدولارات

بعيدًا عن الاتفاقية مع مايكروسوفت، كشفت صحيفة التايمز أن OpenAI بصدد إجراء تغيير كبير في هيكلها المؤسسي، يتمثل في منح حصة أسهم تتجاوز قيمتها 100 مليار دولار لذراعها غير الربحية، التي ستواصل الإشراف على المنظمة والتحكم في توجهاتها. هذا التحول يُعد خطوة تمهيدية لتحويل OpenAI إلى شركة ذات منفعة عامة، وهو نموذج يوازن بين الربحية والأثر الاجتماعي الإيجابي.

هذه الخطوة تفتح الباب أمام إمكانية طرح عام أولي للشركة في المستقبل، وهو تطور كان متعذرًا في ظل هيكلها غير الربحي المعقد. لكن قبل المضي في هذا التحول، كان لا بد من التوصل إلى اتفاق مرضٍ مع مايكروسوفت يحدد حصتها داخل الكيان الجديد. جدير بالذكر أن مايكروسوفت استثمرت أكثر من 13 مليار دولار في OpenAI، وتحصل بموجب الاتفاقيات الحالية على 49% من أرباحها المستقبلية.

من منظمة غير ربحية إلى شركة مؤثرة عالميًا

بدأت مؤشرات التحول في استراتيجية OpenAI بالظهور أواخر عام 2024، حين أعلنت الشركة رسميًا نيتها الانتقال من هيكلها غير الربحي إلى كيان ذو منفعة عامة يمتلك أسهماً عادية. وأوضحت وقتها أن هذه الخطوة ستُتيح لها جمع رأس المال بشروط مماثلة لما يحدث في باقي شركات التكنولوجيا العملاقة.

مع ذلك، شددت OpenAI على أن مجلس إدارتها غير الربحي سيبقى الجهة المشرفة على ذراعها الربحية، مؤكدة في بيان سابق: "تأسست OpenAI كمنظمة غير ربحية، وهي اليوم تحت إشرافها وسيطرتها، وستظل كذلك مستقبلًا". هذا المزيج بين الانفتاح على رؤوس الأموال الكبيرة والحفاظ على إشراف غير ربحي يهدف إلى ضمان التوازن بين الابتكار والمصلحة العامة.

انعكاسات على مستقبل الذكاء الاصطناعي

تأتي هذه التطورات في وقت يشهد فيه العالم سباقًا محمومًا للسيطرة على تقنيات الذكاء الاصطناعي. فبينما تستمر NVIDIA في الهيمنة على سوق الشرائح المخصصة لتدريب النماذج الذكية، تسعى شركات مثل مايكروسوفت وOpenAI إلى بناء شراكات طويلة الأمد تُمكّنها من تعزيز مكانتها في هذا المجال.

ويُتوقع أن يفتح الاتفاق الجديد الباب أمام ابتكارات أوسع في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، سواء في منصات الحوسبة السحابية التابعة لمايكروسوفت أو في خدمات OpenAI المباشرة مثل ChatGPT. كما أن التحول المحتمل إلى شركة عامة قد يُغير ملامح المنافسة العالمية، مع دخول OpenAI إلى دائرة الشركات التكنولوجية الكبرى التي توازن بين الأرباح والاستثمار في التقنيات المستقبلية.

خطوة تعيد رسم المشهد

باختصار، مايكروسوفت وOpenAI لا تكتفيان بتعزيز شراكة قائمة، بل تعيدان صياغة مستقبل التعاون بين شركات التكنولوجيا العملاقة ومؤسسات الذكاء الاصطناعي. وإذا ما اكتمل هذا التحول إلى شركة ذات منفعة عامة مع طرح أسهمها مستقبلًا، فإن OpenAI ستتحول من مجرد مختبر ابتكار إلى لاعب اقتصادي واجتماعي عالمي، يساهم في رسم ملامح المرحلة المقبلة من الذكاء الاصطناعي.