فرقة نيكاب بعد دعمها فلسطين: إلغاء الحفلات الموسيقية زاد شهرتنا

في خضم العواصف السياسية والثقافية التي تحيط بها، ترى فرقة الراب الأيرلندية نيكاب أن القيود التي فُرضت عليها لم تكن عائقًا، بل وقودًا زاد من شهرتها وتأثيرها.
وفي مقابلة مع وكالة فرانس برس، تحدث أعضاء الفرقة عن إلغاء عدد من حفلاتهم، وملاحقتهم القانونية، وموقفهم الثابت من القضية الفلسطينية، مؤكدين أن ما وُصف بالجدل لم يؤثر سلبًا على مسيرتهم، بل جعل صوتهم أكثر حضورًا.
الحظر الذي جعلهم أكثر حضورًا
خلال الأشهر الأخيرة، أُلغي للفرقة عدد من العروض في ألمانيا والنمسا، كما مُنعوا من دخول المجر، بينما واجهوا محاولات لإقصائهم من مهرجان غلاستونبري البريطاني.
ورغم ذلك، يقول العضو ليام أوهانا المعروف باسم "مو شارا": "عندما تبدأ الحكومات بتحديد ما يمكن للناس الاستماع إليه، ندخل مرحلة خطيرة". وأشار إلى أن الجدل المحيط بهم أدى إلى اهتمام إعلامي واسع، ساعد في توسيع قاعدتهم الجماهيرية.
قضية "سخيفة" في انتظار الحسم
يواجه أوهانا اتهامًا في لندن بارتكاب "جريمة إرهابية" بعد رفعه علمًا مرتبطًا بجماعة محظورة خلال حفل موسيقي، إضافة إلى هتافات اعتُبرت داعمة لحركات مناهضة لإسرائيل، إلا أن أوهانا ينفي التهم جملة وتفصيلًا، مشيرًا إلى أن ما حدث لا يعدو كونه جزءًا من أدائهم الساخر.
وتؤكد الفرقة في بيان رسمي: "لم ولن ندعم حماس أو حزب الله"، واصفين القضية بالمضحكة والمصير المتوقع لها هو الرفض.
فلسطين في قلب فنهم... والسياسة جزء من موسيقاهم
لطالما ارتبط اسم نيكاب بمواقف سياسية حادة، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، إذ يقول أوهانا: "كنا نرفع علم فلسطين منذ بداياتنا، لكن الحراك الآن أصبح أوسع". وفي حفلاتهم، تظهر بوضوح الأعلام الفلسطينية، وتعلو الهتافات الداعية لحرية غزة، وهو ما يراها البعض موقفًا شجاعًا، بينما يصفها آخرون بالتحريضي.
عضو الفرقة أو كايرالين يرى أن المزج بين الفن والسياسة أمر طبيعي، معتبرًا أن "الفن مساحة للتعبير الشعبي"، وأن شركات الإنتاج الكبرى طالما حاولت كتم هذا التداخل. وأضاف: "حفلات نيكاب باتت مساحة آمنة للتعبير عن رفض الاحتلال والحصار المفروض على غزة".
من بلفاست إلى كوتشيلا... قصة صعود مثيرة
تأسست فرقة نيكاب في بلفاست عام 2018، ولفتت الأنظار بسرعة عبر موسيقاها التي تمزج بين اللغة الأيرلندية ومضامين سياسية جريئة. اسم الفرقة ذاته مستوحى من أساليب "العقاب" التي اتبعتها جماعات جمهورية أيرلندية، حيث كان يُطلق الرصاص على أرجل المعارضين.
فيلم "Kneecap" الذي صدر عام 2024، وسلّط الضوء على حياة الفرقة، دفع بها إلى العالمية، وعزز من صورتها كرمز فني مثير للجدل. ومع استمرار الضغط السياسي، انسحبت الفرقة مؤخرًا من جولة في الولايات المتحدة بسبب التزامات أوهانا القانونية، لكنها تؤكد نيتها العودة حالما تُغلق القضية.
موقف لا يقبل المساومة
من باريس إلى كاليفورنيا، تواصل نيكاب إثارة النقاشات حول حرية التعبير وحدود الفن، وحق الفنان في تبني مواقف سياسية علنية. بالنسبة للفرقة، القضية الفلسطينية ليست شعارًا مؤقتًا، بل مبدأ لا يُساوَم عليه.
"لن نتظاهر بأننا لا نرى ما يحدث"، يقول أوهانا. "الصمت لم يعد خيارًا، والفن لم يعد مجرد ترفيه... بل مقاومة".
بهذا، تواصل نيكاب تقديم نموذج لفن ملتزم في زمن تُخنق فيه الأصوات، وترسم حدودًا جديدة للعلاقة بين الموسيقى، والسياسة، والهوية.