رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

ع الطاير

فى القاهرة وبالتحديد يوم الأحد الماضى انطلقت فعاليات المؤتمر العربى التاسع لأمن المعلومات وسط حضور رفيع المستوى يجسد إدراكًا كبيرًا بأن الأمن السيبرانى لم يعد ترفًا، بل هو أحد أعمدة الأمن القومى وركيزة أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية فى كل دولة.
الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات كان دائم التحذير من أن الاعتماد المتزايد على التكنولوجيا وتغلغل الذكاء الاصطناعى فى مؤسسات الدولة والقطاع الخاص يقابله تصاعد غير مسبوق فى حجم التهديدات الرقمية، وكشف الوزير حجم الخطر بالأرقام، حيث هناك هجمة فدية كل 11 ثانية وأكثر من 300 مليون شخص تعرضوا لاختراقات فى عام واحد، وتكلفة عالمية للجرائم الإلكترونية بلغت 9.5 تريليون دولار عام 2024.
هذه الأرقام الصادمة ليست للتخويف بالطبع بل لتأكيد أن الفضاء الرقمى أصبح ساحة مواجهة حقيقية وأن الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبرانى (2023-2027) تمثل خط الدفاع المتقدم لمصر بتركيزها على تطوير التشريعات وتعزيز الثقافة المجتمعية وبناء مراكز متخصصة وتشجيع البحث والابتكار بالإضافة إلى توسيع التعاون الدولى.
شدد الدكتور بهاء حسن رئيس المؤتمر على أن التحديات السيبرانية لا تعترف بالحدود وأن مواجهة الجرائم الإلكترونية العابرة للقارات تحتاج إلى تعاون عربى ودولى واسع وهو ما يعكسه نجاح المؤتمر عبر تسع دورات متتالية فى إعداد جيل من الكوادر الشابة ودعم الشركات الوطنية.
المهندس أحمد بهاء كشف أن الأمن الرقمى أصبح صناعة واستثمارًا لا يقل أهمية عن الطاقة أو البنية التحتية، ولا يقلل أحد من قيمة ما أعلنه وليد زكريا حول احتلال مصر المركز الثانى عشر عالميًا فى تقرير الاتحاد الدولى للاتصالات، وهو إنجاز يعكس جدية الدولة فى بناء مكانة إقليمية رائدة.
لكن التحدى الأكبر الذى يلوح فى الأفق– كما أشار الدكتور شريف حازم– يتمثل فى الذكاء الاصطناعى، ذلك السلاح المزدوج الذى يمدنا بأنظمة دفاعية متطورة، لكنه أيضاً أداة فى أيدى المخترقين، يكفى أن نعلم أن عام 2025 شهد أكثر من 1200 هجوم إلكترونى اعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعى.
ولأن الوعى هو خط الدفاع الأول، جاء إعلان الدكتورة ريهام بهاء عن تنظيم جوائز وبطولات عربية للأمن السيبرانى بمشاركة آلاف المتسابقين من 25 دولة، ليؤكد أن الشباب العربى جزء أصيل من هذه المعركة.
إن ما يقدمه المؤتمر العربى التاسع لأمن المعلومات ليس مجرد نقاش أكاديمى، بل هو رسالة واضحة مفادها بأن الأمن السيبرانى لم يعد اختياريًا، بل ضرورة بقاء وفى عالم تسوده الحروب الرقمية فإن الدول التى تتأخر عن بناء جدرانها الدفاعية ستدفع ثمناً باهظًا من أمنها واقتصادها.