شواكيش
عندما نُخبرك عن العالم الخفى للمُخدرات الرقمية.. رُبما يتصبيك الدهشة.. أو ينتابك القلق والخوف على أولادك من شباب اليوم.. خاصة عندما تعلم أن هذا النوع من المُخدرات.. خارج السيطرة تمامًا ولا يعاقب عليه القانون!
< الجريمة التى ندق بها أجراس الخطر، وأن بدت فى ظاهرها تكشف عن جرائم «خفية» قد يرتكبها الآلاف من شباب عصر الإنترنت بعيدًا عن رقابة الأسرة.. فإنها فى باطن الحقيقة وسطح الواقع المرير.. تُعبر عن جريمة مُنظمة.. تُرتكب فى سرية تامة خلف جُدران آلاف البيوت المصرية.. فهى أيضًا خارج نطاق سيطرة الآباء والأمهات!
< فى عالمنا الرقمى الحديث.. لم يعد الخطر محصورًا فى لفافة حشيش أو قرص مخدر.. بل ظهرت أشكال جديدة من إدمان الموسيقى.. تتجاوز الحدود التقليدية للمخدرات الكيمائية.. هذا النوع من المخدرات ليس مجرد موسيقى، بل موجات صوتية مشفرة تبث عبر منصات مشبوهة على الإنترنت.. وتعمل على إعادة برمجة المخ.. وتسبب حالة تشبه تأثير المخدرات التقليدية.
< هذا النوع من مخدرات العصر الرقمى.. بدأ ينتشر فى مصر بسرية تامة.. بعيدًا عن رقابة الأسر والسلطات المعنية بمكافحة الجريمة المنظمة.. وهى نوع من الموسيقى تشبه فى نتائجها تعاطى المخدرات التقليدية المعروفة، وهى ما تعرف باسم (Digital drugs) أو (IDOSER) وهذا النوع من المخدرات منتشر بشكل كبير فى الدول الأوروبية، وبدأ ينتشر مؤخرًا على نطاق واسع بين جيل الشاب فى بعض الدول العربية بما فيها مصر.. وهو عبارة عن إشارات تشبه المُوسيقى ولها تأثير مثل الحشيش والترامادول والكوكايين على الأعصاب والمخ.. وكل قطعة موسيقية تُعطى تأثيرًا معينًا من أنواع المخدرات التقليدية المعروفة!
< لمن لا يعلم.. المخدرات الرقمية باختصار.. هى ملف موسيقى يتم إرساله عن طريق الإنترنت يقوم ببث ذبذبات لكل أذن على حدة عن طريق سماعات الرأس الموصلة باللابتوب أو الهاتف المحمول فتؤدى إلى حالة من النشوة شبيه بحالة نشوة المخدرات الطبيعية.. ويعود اكتشاف هذا النوع من المخدرات إلى العالم الألمانى (هنرى دوف) وظهرت إلى العلن عام 1970 للعلاج النفسى كالأرق والتوتر!
< والسوق الخفى للمخدرات الرقمية فى عالمنا المعاصر يتمثل فى صفحات على الفيس بوك وتليجرام.. حيث تُعرض قوائم جرعات موسيقية تبدأ من 5 دولارات للجلسة الواحدة.. إضافة إلى بعض المواقع تُقدم اشتراكات شهرية لتحميل الترددات المخدرة.. الغريب أن كثيرًا من هذه الأموال يتم تدويرها فى عمليات غسيل أموال عبر العملات الرقمية.. والأخطر من ذلك لا توجد فى مصر تشريعات قانونية واضحة تُجرم المخدرات الرقمية.. ومن هنا ندق ناقوس الخطر ونطالب السلطات المعنية بالتحرك سريعًا لمواجهة هذه الكارثة التى تضرب عقول شبابنا !
< وفى النهاية، لا ننسى أن الخطر الأكبر لهذا النوع من المخدرات الرقمية.. يتمثل فى كونه أكثر فتكًا من المخدرات التقليدية نظرًا لسهولة الحصول عليها من خلال الإنترنت.. حيث وضع مروجيها ترددات سرية يصعب اختراقها.. بأسعار تتناسب مع أصحاب الدخول المتوسطة.. والأخطر من هذا وذاك لا يوجد حتى الآن نص تشريعى صريح، يُجرم هذا النوع من المخدرات الذى خرج بالفعل عن سيطرة التشريع وقبضة القانون !
آَخِر شَوْكَشَة
فى المشهد الإعلامى.. الحكومة بتلعب فى الوقت «بدل الضايع».. كُنا نتمنى تلعب «صوت وصورة» فى «الوقت الأصلى».. وعجبى عليك يا زمن!