رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

هالة فهيم لـ"الوفد": سطوة الإنجليزية تقود أطفالنا لمراكز التخاطب وتهدد هويتنا

بوابة الوفد الإلكترونية

تشهد مجتمعاتنا العربية في السنوات الأخيرة ظاهرة لافتة ومقلقة، تتمثل في إقبال الأبناء، بل والأطفال في سن مبكرة، على استخدام اللغة الإنجليزية في حياتهم اليومية، مقابل تراجع ملحوظ للغة العربية، حتى بات من يصرّ على التحدث بالعربية يُنظر إليه أحيانًا كأنه أقل شأنًا أو غير مواكب للعصر، وهذه الظاهرة لم تعد مقتصرة على الشباب، بل امتدت لتشكل ملامح جديدة في طرق التواصل داخل الأسرة والمجتمع.

وفي هذا السياق، كشفت دكتورة هالة فهيم عماره، استشاري التخاطب والتربية الخاصة بمستشفى الهلال الأحمر في تصريح خاص لـ"بوابة الوفد الإلكترونية"، عن رؤيتها تجاه هذه الظاهرة، مؤكدة أنها تحمل آثارًا تربوية وثقافية خطيرة، وموضحة تفاصيل دور الأسرة والمؤسسات التعليمية في مواجهتها.

 

تعلم الإنجليزية
تعلم الإنجليزية


الأسرة سبب رئيسي في انتشار الظاهرة

أوضحت د. هالة فهيم عماره أن جزءًا كبيرًا من هذه الظاهرة يرجع إلى الأسرة، حيث يعتبر بعض الآباء والأمهات استخدام اللغة الإنجليزية نوعًا من التباهي ومظهرًا من مظاهر "الرقي"، فيتفاخرون بأطفالهم حين يتحدثون بها، متناسين أن الأمر لم يعد مجرد عادة تخص الشباب، بل وصل حتى إلى الأطفال في سن صغيرة رغم أن أصولهم عربية خالصة.


الهوية العربية واللغة الأم

وأضافت: "أنا لا أعارض تعلم الإنجليزية أو أي لغة أخرى، لكن استخدامها يجب أن يكون في موضعه المناسب: في الدراسة، أو العمل، أو عند الحاجة، أما التحدث بالإنجليزية طوال الوقت فلا يعني الثقافة أو التحضر".
وأكدت أن اللغة الأم هي الهوية والأصل والجذور، وقبل كل شيء هي لغة القرآن الكريم، متسائلة: "وهل هناك ما هو أرقى وأسمى من لغة كتاب الله؟".

دكتورة هالة فهيم عماره
دكتورة هالة فهيم عماره

التوازن في تعلم اللغات

وشددت د. هالة فهيم عماره على أن تعلم اللغات الأخرى أمر مهم وضروري، لكن دون أن يُنسي الإنسان من يكون، فاللغة العربية يجب أن تبقى حاضرة وسائدة ويفتخر بها كل فرد في المجتمع، مشيرة إلى أن المؤسسات التعليمية، والأسر، والمربين، بل وكل شخص في موقعه، عليهم مسؤولية دعم لغتنا الأم وإبراز جمالها وغناها، وغرس هذا الاعتزاز في نفوس الأبناء.


خطأ تربوي في تعليم الأطفال

ولفتت إلى أن تعليم الطفل الإنجليزية منذ أولى محاولاته للكلام يُعد خطأ تربويًا كبيرًا، مؤكدة أن الأفضل أن يتقن العربية أولًا، نظرًا لصعوبتها وتعقيدها مقارنة بالإنجليزية.

وأضافت أن تجاهل ذلك يؤدي إلى مشكلات واضحة في النطق واللغة، وهو ما يُلاحظ يوميًا في مراكز التخاطب.


رسالة إلى الأسر

واختتمت د. هالة فهيم عماره تصريحها قائلة: "تحية تقدير لكل أب وأم يملكان الوعي، ويسعيان لغرس الاعتزاز باللغة العربية في نفوس أطفالهم، مع الحرص على التوازن الصحيح في تعلم اللغات الأخرى".