رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

أحمد محمود الجمال رئيس مجلس إدارة شركة النعيم للوساطة فى الأوراق المالية:

فرص الاستثمار الذهبية تفتح بوابة تدفق الأموال

أحمد محمود الجمال
أحمد محمود الجمال رئيس مجلس إدارة شركة النعيم للوساطة فى الأ

 

 

2026 عام انطلاقة التحول الرقمى بالشركة

 

 

احذر أن يسرق منك اليأس عزيمتك، أو أن يجرك الاستسلام بعيدا عن حلمك، فأنت تسير فى دروب، سلكها أولئك الذين صنعوا التاريخ بصلابتهم، وتجاوزوا محطات الانكسار بإيمانهم.. دروب مضاءة بذكريات المجتهدين، الذين لم يروا فى العقبات سوى جسور للعبور، ولم يعتبروا الألم إلا وقودًا يدفعهم نحو قمم المجد.. امضِ بخطوات واثقة، أنت لست عابر سبيل، بل امتداد لسيرة الذين أثبتوا أن المستحيل وهم يتلاشى أمام إرادة لا تنكسر، وكذلك محدثى رسم إبداعاته كما لو كان يسير على الرمال، لا يحدث صوتا، ولكن يترك أثرا، وبصمة تبقى شاهدة على وجوده.

اجعل الإيجابية نهجك فى التفكير، فهى المفتاح الذى يحوّل العثرات إلى فرص، والظلال إلى أنوار، واليأس إلى طاقة تدفعك قدمًا.. تفكيرك الإيجابى ليس ترفًا، بل قوة خفية تعيد صياغة الواقع، وتفتح أمامك أبوابا لم تكن تراها، وعلى هذا الحال كانت مسيرة الرجل.

أحمد محمود الجمال رئيس مجلس إدارة شركة النعيم للوساطة فى الأوراق المالية.. يفتش عن الهدف بين تفاصيل الطريق، لا يرضى أن يكون عابرًا بلا غاية، صنع من كل عثرة دليلاً يقوده إلى مبتغاه.

فى قلب المدينة الذكية، حيث تتداخل التكنولوجيا مع تفاصيل الحياة اليومية، مبنى صُمّم ليكون تحفة من الحداثة؛ كل ركن فيه تحكمه منظومة ذكية تدير الحركة.. عند الطابق الثالث، وبالتحديد عند المدخل الرئيسى، يسود هدوء يثير الدهشة؛ لا تسمع سوى وقع خطوات متتابعة، منتظمة كإيقاع آلة موسيقية. كلٌّ منشغل فى عالمه.. بنهاية الممر الطويل، تنتظرك غرفة استثنائية، جدرانها الزجاجية لا تفصل الداخل عن الخارج بل تجعلهما فى حالة تواصل بصرى دائم، تنقل شعورًا بالصفاء.. المكتب فى وسط الغرفة، مرآة صادقة لتصميمها؛ بسيط لكنه صارم، أنيق لكنه عملى، تغطيه ملفات مرتبة بدقة، بين الأوراق تتناثر قصاصات صغيرة، كُتبت عليها بخط اليد سطور عابرة تحمل أثقال جدول أعمال مزدحم، وخطط مستقبلية ترسم ملامح الغد.

خلف هذه الأوراق، تكمن قصة أكبر من مجرد تنظيم يومى، ملحمة شخصية كُتبت عبر سنوات من التجربة. سِجلّ لرحلة شاقة مليئة بالدروس، مواقف عصيبة شكلت صاحبها، عراقيل ومطبات لم تكسر عزيمته بل زادت من صلابته، لتصيغ من التحديات وقودًا دفعه نحو نجاحات متتالية.. فى مقدمة صفحات أجندة ذكرياته، تتجلى العبرة بأن الاستمرار فى التعلم، مقرونًا بإرادة لا تعرف الانكسار، هو التوقيع الحقيقى على كل رحلة نجاح خالدة.

يزن الأمور بميزان الخبرة والعقل، منظم فى طرح أفكاره، ينسجها بخطوط واضحة، دون ارتباك، فتخرج رؤيته متماسكة كخريطة دقيقة.. يقول إن «الاقتصاد الوطنى لم يكن يسير فى طريق مفروش بالورد، بل واجه عواصف عاتية وأزمات متلاحقة، كبّلت خطواته وأبطأت انطلاقته، بعضها كان من الخارج، حيث المتغيرات الدولية المتسارعة، والتوترات الجيوسياسية التى جعلت المنطقة أشبه ببركان؛ أحداث لا تهدأ، والبعض الآخر كان من الداخل، تحديات ثقيلة حاولت الحكومة التعامل معها وتخفيف وطأتها».

فى صدارة تلك التحديات، وفقا لرؤيته تبرز قضية الديون الخارجية، بما تحمله من أعباء مالية وضغوط متزايدة تتجسد فى خدمة الدين وأقساطه المستحقة، مما يعد ثقلا على صدر الاقتصاد.. يضاف إلى ذلك شبح التضخم الذى يلتهم القوة الشرائية ويصعّب على المواطن تفاصيل حياته اليومية، بينما تظل محاولات السيطرة عليه كمعركة مستمرة.

وكذلك القطاع الخاص، الذى بمثابة بوصلة التنمية واللاعب الرئيسى فى أى نهضة اقتصادية حقيقية، غير أن مسيرته ما زالت تعترضها حواجز، من غياب العدالة التنافسية مع مؤسسات الدولة، إلى قيود تحدّ من قدرته على الانطلاق.

< كيف ترى مستقبل الاقتصاد الوطنى فى ظل المتغيرات الخارجية والتحديات الداخلية؟

< بابتسامة تمتزج فيها الثقة مع حذر الحكيم، يجيبنى قائلاً: «صحيح أن التحديات الداخلية لا تزال قائمة، من أثقال الديون الخارجية التى تثقل كاهل الاقتصاد، مرورًا بوطأة التضخم الذى يضغط على تفاصيل الحياة اليومية، إلا أن الحكومة لا تقف مكتوفة الأيدى؛ بل تسعى بخطوات مدروسة لمعالجة هذه المعوقات».

يستطرد وهو يرسم ملامح صورة أكثر إشراقًا: «هناك مؤشرات إيجابية لا يمكن تجاهلها؛ أبرزها مرونة سعر الصرف التى تعكس قدرة على التكيّف مع المتغيرات، وحركة السياحة التى حققت قفزات غير مسبوقة مؤخرًا، فضلًا عن التدفقات المتزايدة من تحويلات العاملين بالخارج، والتى تمثل شريانًا حيويًا للعملة الصعبة. يضاف إلى ذلك سلسلة من المحفزات والمبادرات التى أُطلقت فى قطاعات متعددة، لتفتح أبوابًا جديدة للنمو والتنمية».

برؤية متجددة تتجاوز حدود المألوف، ينظر إلى المشهد الاقتصادى وكأنه لوحة مرسومة بخطوط دقيقة يتناول ملف السياسة النقدية، التى لم تكن مجرد أداة مالية جامدة، بل درع واقٍ لعب دورًا محوريًا فى تثبيت أركان الاقتصاد وسط عواصف متلاحقة، حيث استخدمت الدولة أدواتها المتاحة، فواجهت التضخم، وفى الوقت ذاته حافظت على تدفقات الأموال الساخنة، تلك الاستثمارات سريعة الحركة التى تحتاج إلى مناخ من الثقة والاستقرار. وكان رفع أسعار الفائدة أحد أبرز هذه الأدوات؛ قرار صعب لكنه محسوب، وجذب رؤوس الأموال التى تبحث عن العائد الآمن، ومع مرور الوقت، أثبتت هذه الاستراتيجية نجاحها؛ إذ استطاعت الحكومة أن توازن بين السيطرة على التضخم من جهة، وضمان استمرار تدفق الأموال الساخنة من جهة أخرى..

التحديات ليست نهايات مسدودة، بل تتحول إلى دروس عميقة ومعابر تمهد الطريق نحو النجاح. بهذه الرؤية يتناول ملف الاقتراض الخارجى، لا كعبء مطلق، بل خيار استراتيجى فرضته الضرورة، حين اضطرت الدولة إلى اللجوء إليه لاستكمال مشروعاتها العملاقة، تلك التى تهدف إلى إعادة رسم الخريطة الاقتصادية والتنموية، وترتّب على ذلك زيادة فى حجم الدين الخارجى، غير أن الأمر لا يُعَد عيبًا فى ذاته؛ فحتى كبرى الاقتصاديات العالمية تعتمد على القروض كأداة للنمو، الفارق يكمن فى فن الإدارة. فحسن إدارة هذه القروض هو ما يحوّلها من عبء ثقيل إلى رافعة تنموية، شرط أن توظَّف بما يحقق عوائد اقتصادية قادرة على تغطية التزاماتها وسداد أقساطها فى الوقت نفسه.

< كيف ترى المشهد فى ملف السياسة المالية؟

علامات تركيز ترتسم على ملامحه قبل أن يجيبنى قائلا إن «منظومة الضرائب مورد أساسى للتدفقات النقدية للدولة، وبند رئيسى للموازنة، وبالتالى كانت الإعفاءات الضريبية، التى تسهم فى زيادة الحصيلة الضريبية، بالإضافة إلى أن مرونة التعاون مع الممولين تسهم فى استقطاب المزيد من العملاء، واستقطاب الاقتصاد غير الرسمى، وضمه إلى الاقتصاد الرسمى، مع دعم القطاع غير الرسمى، بتقديم المزيد من المحفزات، والإعفاءات الضريبية».

محطات متتابعة شكلت ملامح شخصيته ومنحته خبرة ناضجة، يتجلى أثرها بوضوح حين يتحدث عن ملف الاستثمار الأجنبى المباشر، حيث يدرك أن تدفق الاستثمارات لا يتأثر بعامل محلى فحسب، بل يتقاطع مع شبكة من المتغيرات الخارجية والاضطرابات العالمية التى طالت كل الاقتصاديات بلا استثناء، ورغم ذلك يرى أن السوق المحلى استطاع أن يثبت جدارته فى جذب الأموال الأجنبية، خاصة فى الآونة الأخيرة، حيث أبدى العديد من المستثمرين الأجانب اهتمامًا متزايدًا بفرص الاستثمار داخله، ويعزز ذلك بما يتمتع به السوق من مزايا صناعية تنافسية، أبرزها وفرة الأيدى العاملة منخفضة التكلفة، وهو ما يمنحه ثقلًا إضافيًا فى موازين المستثمرين الباحثين عن فرص عالية الجدوى.

رؤيته لا تقتصر على الخارج، بل يولى اهتمامًا أكبر بالمستثمر المحلى، الذى يعتبره العمود الفقرى الحقيقى للاستثمار والتنمية. فوجوده واستمراره هو الضمانة الأولى لاستدامة النمو، ومن هنا يؤكد أن الحكومة مطالبة بتقديم حزمة متكاملة من الحوافز والتسهيلات، تبدأ من الإعفاءات الضريبية ولا تنتهى عند توفير بيئة أعمال أكثر مرونة.. ذلك أن دعم المستثمر المحلى لا يعنى فقط تعزيز رأس المال الوطنى، بل أيضا تمكينه من خلق فرص عمل جديدة، والمساهمة فى تقليص البطالة، ودفع عجلة الاقتصاد نحو مسار أكثر استقرارًا واستدامة.

< إذن ما تقييمك للقطاع الخاص؟

ساد الصمت للحظات، وكأن المكان بأسره يتأمل ما سيقال، قبل أن يقطعه صوته بنبرة حاسمة تحمل ثقل الحقيقة أن «القطاع الخاص لا يزال يعانى، ويصارع صعوبات متعددة، حيث أن الحكومة لم تخط بعد الخطوة الجادة المنتظرة، بالتخارج من شركاتها المتناثرة عبر قطاعات مختلفة، والتخارج الذى لا يعنى انسحابًا بقدر ما يعنى تحرير المجال أمام القطاع الخاص ليقوم بدوره الطبيعى، وليتحول من لاعب ثانوى إلى محرك رئيسى للنمو».

فى رؤيته، لا سبيل إلى تنمية مستدامة حقيقية دون تقليص دور القطاع العام وإفساح المجال للقطاع الخاص، بما يملكه من مرونة، وقدرة على جذب الاستثمارات، وتحفيز الابتكار، وخلق فرص العمل. إنها ليست مجرد معادلة اقتصادية، بل خيار استراتيجى يحدد ملامح المستقبل.

يفتش عن الهدف باستمرار، ليضيف قيمة حقيقية عندما يتناول برنامج الطروحات الحكومية، يقدمه بقراءة دقيقة، يرى أن تأخير الحكومة فى المضى بالطرح ليس وليد التباطؤ فقط، بل نابع من بحثها عن مستثمر نوعى قادر على توفير عملة صعبة، كما أن السوق يترقب ملف التقييمات القادمة، لما لها من أثر على حركة السوق، ويشير أيضا إلى بعض الشركات التى قيدت بالبورصة مؤخرا، حيث يرى أن هناك مغالاة واضحة فى تقييم أسعار الطرح لبعض هذه الشركات، حيث هذه المبالغة تؤدى إلى صورة مضللة، رغم الإقبال الواسع، والتغطيات التى تتجاوز التوقعات، لكن سرعان ما تكشف الحقيقة عن نفسها عند بدء التداول، حين تنخفض الأسهم لتتحرك تحت قيمة الطرح، محدثة فجوة بين التوقعات والواقع.

لا يخفى تحيزه لمجال عمله، الذى يعتبر شغفه الأول وهاجسه الدائم، يشغله العديد من الملفات، ومنها تبرز ضريبة الأرباح الرأسمالية، التى ما زالت معلّقة على طاولة النقاش بلا حسم، تُلقى بظلالها الثقيلة على قرارات المستثمرين وتؤثر فى حركة السوق، وإلى جانب ذلك، ينشغل بالعمل على قضايا أخرى لا تقل أهمية، واضعًا نصب عينيه هدفًا واحدًا بأن يظل السوق أكثر كفاءة، وأكثر جذبًا للاستثمار، ومنها تفعيل العديد من الأدوات المالية التى تم إقرارها، ولم يتم العمل بها.

اجتهاده كان البوصلة التى لم تخطئ الاتجاه، لذلك كانت مسيرته ناجحة فى كل مكان عمل به، وهو ما تحقق معه بالشركة، حينما استطاع أن ينقلها فى «حتة تانية» وتصحيح مسار بهيكلة إدارية وفنية ومالية، وفقا لخطة أكثر احترافية، تلاها استراتيجية تطوير وفقا لأرقام الشركة، واستمرارا للمسيرة الناجحة، واصلت الشركة تطوير وتحديث البنية التكنولوجية، والتحول الرقمى الكامل، وتقديم خدمة متكاملة للعملاء، تسهم فى زيادة قاعدة المستثمرين، مما يجعل عام 2026 انطلاقة التحول الرقمى للشركة.

يمنح لكل خطوة معنى، ولكل تعب قيمة وهو سر عزيمته، يحرص على حث أولاده على التعلم المستمر والاستثمار الصحيح بالنفس، من أجل تحقيق أهدافهم.. لكن يظل شغله الشاغل الحفاظ مع مجلس الإدارة على ريادة الشركة.. فهل ينجح فى تحقيق ذلك؟