كاريزما
هذا العنوان ليس منى فهو تعليق المخرجة اللبنانية الواعية جوانا حجى توما؛ كانت تعلق على فرح اللبنانيين بعد هدوء الحرب مع إسرائيل.. متمنين ان تنتهى إلى الأبد.. فى مساحات شاسعة وسط الهواء الطلق تقيم صالة ميتروبوليس ضمن برنامج فى (الصيف يغنين ويرقصن) وتنظمه هانية مروة مؤسسة ومديرة المنتدى الثقافى الفنى التى تقول: كنا بحاجة إلى متنفس؛ إلى مساحة من الفرح بعد الخروج من حرب مدمرة مع إسرائيل وجراح العاصمة لم تلتئم بعد تفجير المرفأ ولا من وطأة التأثر المالى؛ فيما الجو العام مثقل بمآسى الحرب المستمرة فى غزة.
< المنتدى قام بتقديم نسخ مرممة من أفلام قديمة مثل انتصار الشباب اخراج أحمد بدرخان عام ١٩٤١ بطولة أسمهان والعيش والملح للمخرج حسين فوزى عام ١٩٤٩ بطولة نعيمة عاكف وعفريت مراتى للمخرج فطين عبدالوهاب عام ١٩٦٨ بطولة شادية وصلاح ذو الفقار؛ وصولًا إلى فيلم خللى بالك من زوزو للمخرج حسن الامام عام ١٩٧٢ وبطولة سعاد حسنى.
< جوانا حاجى توما المخرجة اللبنانية تقول: صحيح أننا يمكن أن نشاهد هذه الأفلام وغيرها فى التليفزيون أو شاشات الكمبيوتر. ولكن رؤيتها فى الهواء الطلق له طعم آخر يمكن يخرجنا من الأزمة وتقول جوانا: قررنا انا وصديقتى أن نعيش الدور بإتقان؛ ارتدينا فساتين بيضاء يشبهان ما كانت ترتديه امهاتنا فى صور السبعينيات من القرن الماضى.. بدونا كأننا عدنا بالزمن خمسين عاما إلى الوراء ولم يكن ينقصنا إلا شبيهة حسين فهمى بجانب كل واحدة منا!
< هذا المنتدى انتهت فعالياته يوم ٢٦ أغسطس الماضى.. ولكنى استحضرت هذا الحدث لكى نعرف كيف يعيش الشعب اللبنانى العربى الحبيب فى المحاولة للخروج من آثار الحرب المدمرة؛ وتأثرت جدًا من جمله (نقص حاد فى الفرح)!
< تبقى لبنان بلدًا حيًا لا تعرف الأحزان ولا تعرف السقوط؛ أثناء اشتعال الحرب الأهلية هناك فى سنوات السبعينيات من القرن الماضى.. احترقت دور نشر الكتب فلم تتوقف حركة النشر وتحدى الناشرون الأحداث واجتمعوا على قلب رجل واحد ونقلوا نشاطهم تحت الأرض.. أقيمت دور النشر بكل كيانها وانتجت أعظم الكتب التى ادهشت العالم.. وبعد سبعة أشهر تم تدمير دور الصحف اليومية والمجلات الأسبوعية والشهرية؛ وتم نقلها تحت الأرض مثلما حدث مع دور نشر الكتب.
< شعب لبنان يخرج دائمًا من حروبه وأزماته أقوى وأشد عودًا؛ لديهم خبرة فى تطهير الذات وتصدير السعادة إلى الآخرين.
منذ سبع سنوات انفجرت ميادين وشوارع بيروت بمظاهرات جارفة؛ وفوجئت أنهم فى عز اشتعال التظاهرات وصراع المطالب أنهم حولها إلى مهرجان فنى ممتع وفعال؛ وكان تخوفى أنا شخصيًا؛ هو أن تندس فرق إرهابية أو على الأقل مشاغبة تفسد هذا الجو الديمقراطى الفريد من نوعه ليس على مستوى لبنان أو العرب بل حتى على مستوى العالم.