ماذا قدم حسام حسن مع منتخب مصر؟

واصل منتخب مصر الأول لكرة القدم عروضه القوية في تصفيات كأس العالم 2026، بتحقيق فوز مهم على منتخب إثيوبيا بهدفين دون رد، في المباراة التي أقيمت مساء أمس، ليقترب "الفراعنة" من حسم بطاقة التأهل إلى المونديال المقبل، المقرر إقامته في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

 شوط أول مثالي بقيادة "صلاح" و"مرموش"

جاءت بداية المباراة قوية من جانب المنتخب الوطني، حيث فرض حسام حسن، المدير الفني للفراعنة، أسلوبه المعتاد القائم على الضغط العالي والهجوم المبكر. 

وتمكن المنتخب من تسجيل هدفين في الشوط الأول عن طريق محمد صلاح وعمر مرموش، ليفرض سيطرته على مجريات اللقاء في أول 45 دقيقة.

هذا السيناريو الهجومي بات سمة أساسية لأداء المنتخب المصري منذ تولي حسام حسن القيادة الفنية، حيث يتميز الشوط الأول دومًا بالسرعة، والانضباط التكتيكي، والتحركات الجماعية التي تضع المنافس تحت ضغط مستمر.

 تراجع الأداء في الشوط الثاني.. أزمة تحتاج إلى حل

رغم التقدم المريح في النتيجة، إلا أن الشوط الثاني من المباراة شهد تراجعًا واضحًا في الأداء والفعالية الهجومية، وهو ما تكرر في أغلب مباريات المنتخب تحت قيادة حسام حسن.

 وظهرت الخطورة فقط في ثلاث محاولات: الأولى كانت لتريزيجيه ثم زيزو وأسامة فيصل، تلتها فرصة لإبراهيم عادل، وأخرى من جديد عبر فيصل، لكن دون ترجمتها إلى أهداف.

هذا التراجع في الأداء أثار تساؤلات جماهيرية وإعلامية، خاصة مع غياب الأهداف في الشوط الثاني للمباراة السابعة على التوالي، حيث يعود آخر هدف للفراعنة في النصف الثاني من المباريات إلى أكتوبر 2024، عندما سجل إبراهيم عادل هدفًا رائعًا في مرمى موريتانيا.

 الأرقام تحت قيادة "العميد"

قاد حسام حسن منتخب مصر في 11 مباراة رسمية حتى الآن، ما بين تصفيات كأس الأمم الإفريقية وتصفيات كأس العالم، وحقق خلالها أرقامًا إيجابية:

20 هدفًا سجله الفراعنة، منهم 13 هدفًا في الشوط الأول، و7 أهداف فقط في الشوط الثاني.
4 أهداف فقط استقبلها مرمى المنتخب، بواقع هدفين في كل شوط.

تعكس هذه الأرقام قوة المنتخب المصري هجوميًا في البدايات، لكن أيضًا تشير إلى وجود تحدٍ بدني وفني في المحافظة على نفس المستوى خلال الشوط الثاني.

 تحديات قادمة.. وتطلعات جماهيرية

ستكون المواجهة المقبلة أمام بوركينا فاسو في الجولة الثامنة من التصفيات، اختبارًا حقيقيًا للفراعنة، خاصة مع الصراع المباشر على بطاقة التأهل. كما أن بطولة كأس الأمم الإفريقية المنتظرة، ستشكل محطة محورية في تقييم مشروع حسام حسن مع المنتخب الوطني.

وفي هذا السياق، شدد العميد في تصريحاته بعد لقاء إثيوبيا على أهمية علاج مشكلة انخفاض الأداء في الشوط الثاني، مشيرًا إلى أن الجهاز الفني يعمل على تحسين الجانب البدني والتكتيكي للاعبين، مؤكدًا أن المنتخب سيكون على الموعد في التحديات القادمة.

فوز مصر على إثيوبيا يرسخ ثقة الجمهور في المنتخب الوطني، ويقربه من حلم طال انتظاره، وهو العودة إلى كأس العالم. لكن في الوقت ذاته، يؤكد على ضرورة تحسين الأداء في النصف الثاني من المباريات، وهو ما سيكون مفتاحًا أساسيًا في المواجهات الأصعب القادمة.