صحتك فى أمان (194)
لا أظن انسانًا ليس بطبيب حاول أن يقرأ تقرير «الهولتر» او حتى يعرف ماذا يحدث يومياً فى القلب وفى الجسد كل يوم ولا أظن أحداً من غير المتخصصين يعرف عدد ضربات القلب فى اليوم الكامل بل ان كثيراً من الناس اذا طُلب منه عمل قياس ضربات القلب يقول لك «خليها 48 ساعة أحسن من 24» وهو لا يعرف من الأصل ما الفرق بينهما ولماذا نطلبه وما فائدته؟
المهم أنك لا بد أن تعرف شيئاً عن «الضربات» وعن تاريخ هذا الجهاز العجيب الذى بدأ استخدامه فى عام 1962 وتطور عمله من التسجيل المغناطيسى إلى التسجيل الرقمى وزادت مدة القياس من يوم واحد إلى اسبوعين ولا بد لأى انسان أن يعرف أن عدد ضربات القلب العادية فى اليوم تكون 100000 ضربة وهذا تجده فى كل الكتب أما الذى لا بد أن تعرفه أن هذا العدد قد يزداد وقد ينقص ولكنه يظل فى حدود الطبيعى ويختلف فى الرجل عن المرأة قليلاً وفى الطفل عن البالغين كثيراً أما ضربات القلب غير العادية فهى كثيرة وأنواعها أكثر ومنها المقبول ومنها القاتل ولا تسألنى الآن عنها لأنها تحتاج إلى كتاب مرجع وليس مقالا والأخطر ما يكتب فى تقرير «الهولتر» فتسجيل 24 ساعة يختلف عن 48 ساعة عن الأسبوع والأسبوعين ويأتى التقرير الدقيق مناسبا لما نبحث عنه فى كل مريض على حدة وستجد أن ضربات القلب تتسارع مع الانفعالات وتنخفض مع النوم وغير ذلك وستجد هناك كثيرا من الضربات غير الطبيعية Ventricular ectopic beats فى حدود الألف ضربة يومياً ولكن لا يشعر الانسان بها وتعتبر معقولة وهناك ضربات أخرى غير عادية تأتى من الأذين وهى غير مقبولة وقد تستوجب أخذ العلاج والمتابعة أيضًا.
وستجد هناك أنواعاً كثيرة أخرى من الضربات مثل الرجفان الأذينى والبطينى وهى ضربات حادة وخطيرة وتستوجب العلاج وعمل ملف للمريض محترم يحمله معه بالتفصيل على هاتفه لكى يكون معه فى أى مكان والعلم حدد أكثر من طريقة حديثة لعلاج هذه الضربات بعد عمل الهولتر وهذا يفتح أبواباً كبيرة أمام الناس للعلاج ولا تظن أن هذه التكنولوجيا هى من باب «الفانتازيا» بل انها اليوم من الضرورات ولا تبيح المحظورات وقد تكون ضرورة لحياتك وقد تفاجئأ أنك لم تعرف عنها شيئًا ولم تستمع إلى أحد ينبهك إلى شيء.
وفى الطب نتعلم الجديد كل يوم وفى المرض نرى أكثر وسيكون الطب مكتملًا اذا كان الممارسات الطبية صادقة وصارمة وبالتفاصيل ممنها «السرى للغاية» ومنها ما يتم مناقشته مع المريض ولكن ليس «حكاوى القهاوى» بل كل كلمة يذكرها المريض لها قيمة فى طريقة العلاج وعلاج «الضربات» يتراوح بين البعد عن المسببات مثل الكافيين والتدخين والعلاج الدوائى والكى.
ويقول العارفون بالضربات إنها زخمات أو زنات وآهات من الصمامات تنبه الانسان عن الفوات قبل الممات وهى ليست رنات أو نغمات بل قياسات ومعادلات حسابات نعالج «الضربات القاتلة» منها بالصدمات.
استشارى القلب - معهد القلب
[email protected]