النحافة المفرطة تثر الجدل في فيلم The Devil Wears Prada 2 المنتظر

النحافة المفرطة في الفيلم الجديد.. أثارت تصريحات الممثلة البريطانية إيميلي بلانت اهتمامًا واسعًا بعد أن تحدثت عن الجزء الثاني المنتظر من فيلم "The Devil Wears Prada" مشيرة مازحة إلى أنها تتجنب تناول المعكرونة كي تبدو ملائمة لعرض أزياء ضمن أحداث الفيلم لكنها رغم طابعها الطريف كشفت جانبًا مزعجًا في ثقافة الموضة والسينما وهو الهوس المزمن بالنحافة.

ولم تبتعد بلانت التي تلعب دور إيميلي منذ الجزء الأول عام 2006 كثيرًا عن روح الشخصية التي أدتها قبل قرابة عشرين عامًا حيث كانت تسخر من اتباعها حمية صارمة لا تتضمن أكثر من مكعب جبن حين تشعر بالإغماء أما الآن ورغم حملات تمكين الجسد وترويج التنوع الجمالي إلا أن الثقافة نفسها تبدو حاضرة بل وأصبحت أكثر تطرفًا.

عالم الموضة لا يتغير بسهولة

من واقع تجارب صحفية وميدانية في أسابيع الموضة خلال العقد الأخير ما زالت مشاهد التجويع منتشرة خلف الكواليس ما زالت العارضات يتعرضن للإغماء والمحررات يتبادلن أسرار الحميات القاسية التي تُغلف غالبًا بثقافة العافية وعلى الرغم من الإعلانات المكررة عن دعم الأجسام المختلفة إلا أن منصات العرض تظل حكراً على النحيفات

وفي ظل ظهور أدوية مثل "أوزمبيك" و"ويغوفي" المخصصة لمرضى السكري من النوع الثاني والتي تحولت إلى وسيلة منتشرة لإنقاص الوزن سريعًا تفاقمت المشكلة إذ تسربت هذه الأدوية إلى داخل عالم الموضة من دون إشراف طبي ما تسبب في آثار صحية خطيرة على بعض المستخدمين

المقاسات الكبيرة تتراجع من جديد

أرقام العارضات من ذوات المقاسات الكبيرة تشهد تراجعًا لافتًا فقد أظهرت تقارير أن نسبة مشاركتهن في أسبوع الموضة بباريس انخفضت بأكثر من أربعين بالمئة في موسم واحد أما في نيويورك ولندن فانخفضت النسب إلى ما دون النصف وهو مؤشر واضح على التراجع المستمر في قبول التنوع الجسدي داخل الصناعة

رسائل خفية ومؤثرة على المجتمع

فيلم "The Devil Wears Prada" في جزئه الأول قدم مفارقة بين بطلة "عادية" من خارج عالم الموضة وشخصيات مهووسة بالمظهر لكنه في نسخته الجديدة قد يواجه واقعًا أكثر تعقيدًا وسط مجتمع تغزوه منصات التواصل وتنتشر فيه صور الأجسام المثالية بكل سهولة وهو ما يعمق من تأثير هذه الثقافة على الشابات في كل مكان

النحافة لا تزال مرادفًا للنجاح

رغم الجهود الإعلامية لتغيير هذا المفهوم تظل النحافة مرتبطة بالجمال والنجاح داخل دوائر الموضة والسينما بل أصبحت مدعومة بأدوات طبية تسهّل الوصول إليها مما يجعل المشهد أكثر خطورة من مجرد تصريح ساخر من ممثلة بل هو انعكاس لواقع لا يبدو أنه سيتغير قريبًا