رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

إبسون: التعليم التقليدي يقتل الإبداع مع التقدم في العمر

بوابة الوفد الإلكترونية

أكدت شركة إبسون، على لسان جيسون ماكميلان المدير الإقليمي لمبيعاتها في الشرق الأوسط وتركيا، أن الإبداع أصبح اليوم من أهم المهارات التي يحتاج إليها الطلاب مع تسارع الاعتماد على الذكاء الاصطناعي وتزايد التحديات العالمية. 

جاء ذلك في إطار حديثه عن الدور الذي تلعبه التكنولوجيا في تنمية الابتكار، مقابل تراجع مستويات الإبداع بين الأطفال مع التقدم في العمر.

أوضحت إبسون أن الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا أصبحا متداخلين في تفاصيل حياتنا اليومية بشكل لم يسبق له مثيل، وهو ما أثّر على طريقة العمل والتعلم وحتى الخيال، فسهولة إنتاج النصوص والصور بضغطة زر جعلت الكثيرين – أطفالاً وكبارًا – أسرى للاستهلاك السلبي للمحتوى، على حساب الإبداع النشط. ومع أن الإبداع هو المحرك الأساسي للتقدم، إلا أن تراجعه الواضح في المدارس والمجتمع يثير القلق بشأن مستقبل الابتكار.

دراسة أجرتها وكالة ناسا أبرزت هذه الإشكالية بوضوح؛ إذ بيّنت أن 98% من الأطفال في عمر 4–5 سنوات يمتلكون مؤشرات "عبقرية إبداعية"، لكن هذه النسبة تهبط إلى 30% عند سن العاشرة، ولا تتجاوز 2% عند البالغين، ويعود السبب، وفقًا للتقرير، إلى أنظمة التعليم التقليدية التي تركّز على المواد الأكاديمية وتهمش الفنون والأنشطة الإبداعية، إلى جانب الاعتماد المفرط على الحلول الرقمية والشاشات، وهو ما يقيّد الخيال ويضعف القدرات الابتكارية.

وشدد ماكميلان على أن التحديات الكبرى مثل تغيّر المناخ والآثار السلبية للتحول الرقمي تتطلب جيلًا جديدًا من المفكرين الجريئين القادرين على طرح حلول أصيلة. ومن هنا تبرز الحاجة إلى إعادة التفكير في كيفية إلهام الإبداع وإعطائه الأولوية داخل المدارس والجامعات، بل وحتى في بيئات العمل.

ورأت إبسون أن التكنولوجيا ليست خصمًا للإبداع، بل يمكنها أن تكون أداة قوية لتعزيزه إذا استُخدمت بالشكل الصحيح. وتقدم الشركة حلولًا مثل أجهزة العرض التفاعلية والطابعات عالية الجودة التي تمنح الطلاب والمبدعين فرصًا للتجربة العملية والتعاون والتعبير البصري. فبدلاً من الاستهلاك السلبي للشاشات، يمكن توظيف هذه الأدوات في التعلم التفاعلي وصناعة الأفكار وتحويلها إلى مشاريع ملموسة.

وتأتي مبادرة إبسون "تخيل الإمكانيات الجديدة"، بالتعاون مع الفنانة العالمية شاكيرا، لتجسد هذا التوجه، حيث تجمع الحملة بين التكنولوجيا وروح الإبداع الفني بهدف إلهام الشباب لاعتبار أنفسهم مبدعين لا مجرد مستهلكين.

كما لفتت الشركة إلى أن التعليم يجب أن يتجاوز حدود الفصول الدراسية، مشيرة إلى دراسات مثل جلسات "تيد توك" التي أكدت أن الأنشطة الفنية والرياضية خارج أوقات الدوام تسهم في تحسين الأداء الأكاديمي وتعزيز الثقة بالنفس. ومن هذا المنطلق، تعتبر إبسون أن الإبداع حق أساسي يجب رعايته، لا مجرد ميزة يملكها البعض.

وتتبنى إبسون في حلولها الفلسفة اليابانية القديمة "شو-شو-سي"، التي تعني تصميم منتجات صغيرة ودقيقة وفعّالة ومستدامة، بهدف إتاحة التكنولوجيا للجميع. وترى أن تمكين الأجيال المقبلة من الحصول على الأدوات التقنية المناسبة سيضمن بناء مجتمع أكثر شجاعة في التخيل وأكثر حرية في الإبداع.

وختم ماكميلان حديثه بالتأكيد على أن الابتكار يبدأ بالتخيل لكنه لا يزدهر إلا بالدعم، داعيًا المؤسسات التعليمية والشركات إلى تقدير الإبداع كمهارة أساسية، وتحفيز الطلاب والشباب على التحول من الاستهلاك إلى الإنتاج، بما يفتح الطريق أمام مستقبل يقوم على الابتكار والحلول الجديدة.