الإسكوتر الكهربائي يغزو شوارع الإسكندرية.. قنبلة موقوفة تهدد بكارثة

شهدت شوارع الإسكندرية في الشهور الأخيرة انتشارًا واسعًا لوسائل نقل صغيرة "الإسكوتر الكهربائي"، والتي جاءت كحلول بديلة للشباب كوسيلة انتقال سريعة نظرًا للزحام الشديد في الطريق لتسهيل الحركة اليومية، تحولت إلى قنابل موقوتة تسير في الشوارع تهدد حياة المواطنين وتثير ذعرهم، ولكن استخدامه العشوائي تحول إلى خطر متحرك خاصة مع غياب أي لوائح أو تعليمات تحكم استخدامه في الطرق العامة، حيث ارتبط اسمها بحوادث مؤسفة وجرائم صادمة أثارت غضب الشارع السكندري وطرحت تساؤلات كبيرة حول غياب التنظيم والرقابة وإهمال قواعد المرور.
رصدت "الوفد" مأساة انتشار الإسكوتر الكهربائي
"إسكوتر يصدم طفلة ويهرب قائده"
انتشر الساعات الماضية فيديو بمواقع التواصل الاجتماعي ظهر شاب يقود إسكوتر كهربائيًا بسرعة جنونية، قبل أن يصدم طفلة كانت تعبر الطريق، ما أدى إلى سقوطها على الأرض وسط صرخات المارة.
تكثف الأجهزة الأمنية جهودها حاليًا لتحديد هوية السائق، بعد موجة غضب على السوشيال ميديا طالبت بفرض ضوابط صارمة على هذه الوسائل السريعة، التي باتت منتشرة بلا أي تنظيم. ويُظهر الفيديو المتداول الشاب وهو يقود الإسكوتر بسرعة متهورة، قبل أن يصطدم بالطفلة بشكل عنيف، ما أدى إلى سقوطها أرضًا بقوة وسط حالة من الذعر بين المارة.
أثار الفيديو حالة من الغضب والاستياء عبر مواقع التواصل، وسط مطالبات بتشديد الرقابة على استخدام وسائل التنقل السريعة مثل الإسكوترات الكهربائية، وفرض ضوابط لضمان سلامة المواطنين، خاصة الأطفال.
"علقة فتاة الإسكوتر"
أثناء قيام إحدى الفتيات باستقلال الإسكوتر بطريق الكورنيش بالإسكندرية قام مستقل سيارة "ملاكي" بفتح باب السيارة فجأة مما أدى لاصطدامها به وسقوطها، ولدى معاتبتها له قام وقائد السيارة بالتعدي عليها بالسب والضرب.
أسفرت الجهود عن تحديد وضبط مرتكبي الواقعة (أحد الأشخاص، ووالده - مقيمان بدائرة قسم شرطة أول المنتزه).. وبمواجهتهما اعترفا بارتكابهما الواقعة نتيجة اصطدام المذكورة بالدراجة النارية قيادتها بالسيارة المشار إليها وتعديها عليهما بالسب والشتم. تم اتخاذ الإجراءات القانونية.
"سحل طالب كلية التجارة"
وفي عامل التوصيل، أحمد سعيد، الطالب بكلية التجارة جامعة الإسكندرية، ضحية واقعة الدهس والسحل في شوارع منطقة سموحة شرقي الإسكندرية متأثرًا بإصاباته بعد ساعات من نقله للمستشفى.
وتبين أن الطالب كان يعمل في إحدى المحلات دليفري ويقف بجوار الإسكوتر الخاص به، وأثناء قيام سيارتين بالسير مسرعًا اصطدمت السيارتان مع بعض وقامتا باصطدام الإسكوتر والمجني عليه أمام محل عمله ليصبح الإسكوتر أمام السيارة وأحمد أسفلها.
وكان كشف التقرير الطبي الأول للمستشفى الخاص عن وصول المجني عليه يعاني من صدمة نزيفية وانخفاض شديد نسبة الهيموجلوبين بالدم واضطراب شديد بدرجة الوعي على جهاز تنفس صناعي ونزيف بالمخ واشتباه كسر بعظام الجمجمة وخلع بمفصل الحوض وكسور متعددة بالساقين والقدمين واشتباه نزيف بالبطن وحروق من الدرجة الثالثة بالظهر والساعدين والطرفين السفليين.
وأشار الشهود إلى أن قائد السيارة سحل المجني عليه أسفل لمسافة قد تصل لـ 200 متر بدءًا من موقع الحادث بدوران فوزي معاذ وحتى كوبري الإبراهيمية تقريبًا ولم يستجب لأي محاولات استغاثة.
وكشفت والدته إن أحمد يدرس في الفرقة الرابعة بكلية تجارة جامعة الإسكندرية ويعمل في وظيفتين إحداهما عامل دليفري وأخرى في صيدلية ليوفر لها مصاريف المعيشة بعد وفاة والده، قائلة: "ابني العربية خبطته واتسحل 200 متر كسروا عضمه".
"الإسكوتر قنبلة موقوتة"
أكد محمد عبد المنعم طبيب أن أغلبية الحوادث التي تعرض علينا في المستشفى سببها الإسكوتر لأنه قنبلة موقوتة منتشرة بشوارع المحافظة يستخدمها الشباب والأطفال في أعمار مختلفة ويتخذونه وسيلة نقل، ولكن للأسف تهدد حياتهم بالخطر لأن إسكوتر الأطفال الكهربائي غير القابل للترخيص والذي يقوده الصبية كلعبة للأطفال وتكون النتيجة حصد الأرواح بشوارع المحافظة وبؤرة إجرامية متحركة لنشر جرائم السرقة وتجارة المخدرات والاغتصاب بعد استيراده بكميات كبيرة وتأجيره لطلبة المدارس أصبح خطرًا على المجتمع بأسره.
وطالب المسئولين بإصدار قرار وزاري يقضي بتنظيم استيراد وتداول الإسكوتر الكهربائي للأطفال "Hoverboard" لأن المخاطر الناتجة عن استخدامه، وما يشكله من مخاطر على حياة قائده والمارة وما نتج عنه من حوادث ومن إصابات بالغة، وصدور قرارات وزارية بتنظيم استيراده وتداوله بالبيع أو الإيجار والأمر باقتصار عملية البيع على محال المستلزمات الرياضية فقط.
يجب أن يتم تفعيل ذلك القرار من خلال الرقابة الأمنية والتأكد من سلامة الإجراءات الوقائية لضمان سلامة المارة ومن يقود إسكوتر الأطفال، كما تشكل بطاريات الإسكوتر خطورة بالغة حال انفجارها بسبب سوء الاستخدام.
"منع قيادة الأطفال الإسكوتر"
قال أحمد سلامة منسق حقوق الإنسان: “الإسكوتر الذي يسير بلا ترخيص أو قيود في يد الأطفال الذين استخدموه كلعبة بديلة للدراجة، تضع أرواح المواطنين في الشارع على حافة الخطر يوميًا، حيث أصبحت الطرق ساحة مفتوحة للدماء والحوادث، فلا يمر يوم دون سماع عن حادث دهس أو انقلاب وإصابة عدد من الأشخاص أو ربما يتطور الأمر إلى مصرع بعض الأشخاص، وفي ظل غياب واضح للتنظيم أو أي قوانين تضمن سلامة المواطنين، باتت هذه المشاهد المأساوية هي الطالع على صفحات الحوادث ومواقع التواصل الاجتماعي، سواء كانت صدمة طفل دهسته عجلات إسكوتر، أو فتاة تُنتهك طفولتها، أو أب يفقد حياته في حادث سير، تستدعي التوقف والتفكير الجاد في مستقبل المواطنين والخطر الذي يهددهم كل ثانية في الشارع، قبل أن تصبح هذه الوسائل أدوات موت بدلًا من أن تكون وسائل حياة”.
وناشد الأهالي والأسر ضرورة حماية أطفالهم من مثل هذه المخاطر، والمساهمة في منع قيادة الأطفال للإسكوتر الكهربائي دون رقابة منهم، ومنع قيادته في الطرق العامة والسريعة، وأن يتحملوا مسئولية أطفالهم وحمايتهم، مؤكدًا على أن أمن وسلامة الأطفال والمواطنين أمر لا يمكن التهاون فيه.
"ضرورة سن تشريع للتصدي للإسكوتر الكهربائي"
كشفت إيمان السيد موظفة أن للأسف الشباب والأطفال ينجذبون لهذه الوسيلة "الإسكوتر" نتيجة حملات تسويقية واسعة تعرض على مواقع التواصل الاجتماعي دون إرشادات أمان كافية، مما يجعلها تبدو لعبة أكثر منها وسيلة تتطلب مسئولية مرورية.
وطالب المواطنون بضرورة سن تشريع واضح ينظم استخدام وسائل التنقل الفردي الخفيفة مثل "الإسكوتر الكهربائي"، خاصة مع دخول أنواع متعددة منه إلى الأسواق المصرية في ظل غياب إطار قانوني يحدد العمر المناسب لاستخدامها، أو الشروط الفنية للسلامة، أو حدود السير المسموح بها.