قطوف
فكرة حرة!

من بين ثمار الإبداع المتناثرة هنا وهناك، تطفو على السطح قطوف دانية، تخلق بنضجها متعة تستحق التأمل، والثناء، بل تستحق أن نشير إليها بأطراف البنان قائلين: ها هنا يوجد إبداع.. هكذا تصبح "قطوف"، نافذة أكثر اتساعًا على إبداعات الشباب في مختلف ضروبها؛ قصة، شعر، خواطر، ترجمات، وغيرها، آملين أن نضع عبرها هذا الإبداع بين أيدي القراء، علّه يحصل على بعض حقه في الظهور والتحقق.
"سمية عبدالمنعم"

كنت أعتقد أن بإمكاني أن أكتب هذه الأفكار بسهولة،
فكرة، فكرة،
ولكنها بالفعل تتطاير،
حتى أني فكرت في أن أصطادها،
كما يصطادون العصافير،
تذكرت أنهم يتحدثون عن أن الأفكار "حرة" .. لا يمكن "تقييدها"
نعم،
أريد فكرة حرة من هذه الأفكار،
حتى أقيدها بالكتابة،
سأشد وثاقها بقوة عندي لكي لا تفلت،
لا أستطيع أن أكتب بدون فكرة
فكرة واحدة يارب،
أكتبها بصدق،
وتصل إلى الناس بسهولة،
الفكرة الواحدة،
التي يمكن تقييدها بسهولة،
حتى تصل للناس،
لا تكفي!
يجب أن تكون الأفكار كثيرة،
في هذا العصر المزدحم جدًا،
لأن الأفكار الكثيرة يمكن أن تجد لها حظًا أوفر،
عندما نطلقها إلى الناس،
بصياغة جيدة طبعًا
وأسلوب مناسب،
أفكر فعلاً في الأفكار
التي تشبه طلقات الرصاص،
حتى الطلقات، تصل أسهل
وتصيب بدقة
أفكر في فكرة كالرصاصة،
ورصاصة كالفكرة التي تصل
وتنهي كل هذا العبث!
..............................................
الكلام والإشارة!
أشعر أني توقفت منذ فترة طويلة عن الكلام،
أصبحت أشير بيدي أحيانا،
ويمرون من أمامي بلا مبالاة،
.
طبعا لم تعد الكلمات تصل،
لأنها لا تخرج من الحناجر،
ولم تعد الإشارات ترى،
ربما لأن الأيدي متحجرة،
.
أشعر أننا نهتف كثيرا في الفراغ
وأن أصواتنا العالية مجرد صدى يتردد،
.
أفكر الآن في نغمة واحدة،
حزينة ..
تتكرر بلا توقف،
ربما يفهم منها القادمون،
أنا كنا هنا ذات يوم،
وكنا نتكلم،
وكان لنا صوت،
وحركة،
ووجود،
.
ربما يبقى شيء من الأثر،
ربما ننجو!