التهجير بالتفجير
80 روبوت لنسف منازل الفلسطينيين ودفعها لجنوب غزة

تضغط حكومة الاحتلال الصهيونى على اصحاب الارض بقطاع غزة بالنار للخروج من مدينة غزة. كبرى مدن القطاع بالشمال ودفعهم قسرا للجنوب المكتظ بالنازحين.
تواصل تل ابيب سياسة الارض المحروقة لليوم 695 من حرب الإبادة على غزة لمحو ما تبقى من قطاع غزة شيئا فشيئا بالروبوتات المتفجرة والصواريخ والقصف الجوى والمدفعى، لكن لا أحد يحرك ساكنا إلا من بيانات عابرة للإدانة والرفض والدعوة لوقف هذه المقتلة التى يتعرض لها 2 مليون فلسطينى.
ارتقى العشرات واصيب اخرون وسط موجة نزوح. بينما تكتظ ثلاجة الموتى فى مستشفى الشفاء كل يوم، تلك الثلاجة التى استقبلت جثامين أكثر من أى ثلاجة موتى أُخرى فى العالم. ومرت عليها الانتفاضة الثانية 2000 وحروب غزة المتعاقبة وحاليا الإبادة بهذه المأساة تدخل غزة موسوعة جينيس للأرقام القياسية اللا إنسانية.
وأكدت مصادر طبية استشهاد العشرات بنيران الاحتلال، منهم 20 شهيدا من طالبى المساعدات، بينما استشهد 10 أشخاص من سوء التغذية والتجويع خلال الساعات الـ24 الماضية. فى انتهاك صارخ وفاضح لأحكام القانون الدولى والقانون الدولى الإنسانى.
وتمثلث هذه الجرائم فى ملاحقة المدنيين العزل، بمن فيهم الأطفال والنساء، ودفع السكان قسرا نحو النزوح الجماعى، فى جريمة تهجير مكتملة الأركان.

كشف مكتب الإعلام الحكومى فى غزة عن إقدام الاحتلال على تفجير أكثر من 80 روبوت مفخخا بين أحياء سكنية مدنية خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، فى سلوك إجرامى يجسد استخدام سياسة الأرض المحروقة خلال عملياته البرية الإجرامية ضد السكان والأحياء المدنية، ما أدى إلى تدمير واسع النطاق للمنازل والممتلكات وتعريض أرواح المدنيين لأخطار جسيمة.
واشار إلى استمرار الاحتلال ارتكاب جريمة التجويع ضد أكثر من 2.4 مليون إنسان فى قطاع غزة، بينهم ما يزيد على مليون إنسان فى مدينة غزة والشمال، من خلال المنع المتعمد لدخول الغذاء والماء، فى مخالفة واضحة للمادة (54) من البروتوكول الإضافى الأول لاتفاقيات جنيف.
وأوضح أن أكثر من مليون فلسطينى ما زالوا فى مدينة غزة، يرفضون الرضوخ لسياسة التهجير القسرى والتطهير العرقى، مؤكدين صمودهم الأسطورى فى وجه آلة الحرب الإسرائيلية.
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية فى غزة، ارتفاع حصيلة ضحايا الابادة على القطاع إلى 63 ألفا و459 فلسطينيا، منذ أكتوبر 2023. وأضافت الوزارة، فى بيان، أن الغارات الإسرائيلية قتلت 100 فلسطينى، وخلفت 500 مصاب الساعات الـ24 ساعة الماضية.
واشار الدكتور بسام زقوت، مدير جمعية الإغاثة الطبية فى غزة، إلى ان نسبة استجابة الاحتلال لطلبات منظمة الصحة العالمية لإدخال المساعدات لا تتخطى 7%. وقال فى تصريحات صحفية «القطاع يشهد انتشارا لكثير من الأمراض المختلفة التى لا نستطيع تشخيصها ولا نجد لها علاجا، كما أن المساعدات الطبية التى تصل إلى قطاع غزة لا تلبى معظم الاحتياجات».
وأشار إلى أن 50% على الأقل من سكان القطاع بلا مأوى، وأن اكثر من 49 ألف طفل فى القطاع أصبحوا أيتاما، إما يتيم الأب أو الوالدين، أو أن الطفل هو الناجى الوحيد من العائلة.
وأكد أن قطاع غزة اصبح المكان الأخطر فى العالم بالنسبة للأطفال، حيث تستشهد أعداد منهم يوميا، ويحرمون من الحياة، وجزء كبير منهم يعانى من الجوع. وهناك على الأقل 4 آلاف طفل مبتور اليد أو القدم، إلى جانب 18 ألف طفل شهيد، و30 ألف طفل مصاب، بمعدل طفل واحد يستشهد كل 17 دقيقة.
واكد المدير العام لجمعية العودة الصحية والمجتمعية بغزة «رأفت مجدلاوي» أن الوضع كارثى بسبب نقص الغذاء والدواء، والموت مستمر بسبب المجاعة والقصف الإسرائيلى وأن ما تبقى من المنظومة الصحية فى مدينة غزة يقل عن 30%.
وكشف مسئول إسرائيلى عن أن حكومته ستبطئ أو توقف قريبا وصول المساعدات الإنسانية إلى أجزاء من شمال غزة، موازاة لتكثيف العمليات فى المدينة التى حولها الاحتلال قبل يومين بالكامل لمنطقة قتال.
ووفقا المصدر، ستوقف عمليات الإنزال الجوى على مدينة غزة فى الأيام المقبلة وستقلص وصول شاحنات المساعدات إلى الجزء الشمالى من القطاع، فيما تستعد لإجلاء مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى الجنوب.
وانطلق، فى وقت سابق من مدينة برشلونة الإسبانية، «أسطول الصمود العالمي» فى تحرك إنسانى تضامنى جديد يهدف إلى كسر الحصار الإسرائيلى المفروض على قطاع غزة منذ سنوات، والذى تصاعدت حدّته منذ مارس الماضى.
ويضم الأسطول عددا من المنظمات الدولية والإنسانية، أبرزها: اتحاد أسطول الحرية، حركة غزة العالمية، قافلة الصمود، ومنظمة صمود نوسانتارا الماليزية.
وقد أكمل المشاركون استعداداتهم النهائية للإبحار عبر عشرات السفن المحمّلة بالمساعدات الإنسانية، بمشاركة ناشطين من 44 دولة، إلى جانب نواب أوروبيين وشخصيات عامة، من أبرزهم رئيسة بلدية برشلونة السابقة آدا كولاو والنائبة اليسارية البرتغالية ماريانا مورتاغوا.
ووفقا للجنة التوجيهية لـ«أسطول الصمود العالمي»، فإن هذه الخطوة تهدف إلى فتح ممر إنسانى آمن نحو القطاع المحاصر، والضغط الدولى لوقف الإبادة الجماعية التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى، على حد وصفهم.
وأكد المتحدث باسم «أسطول الصمود العالمي»، سيف أبو كشك، أن المبادرة «ستعمل بلا كلل حتى كسر الحصار عن القطاع ووقف الإبادة الجماعية الجارية.
وأعرب عن استيائه من الصمت الدولى إزاء ما يحدث فى غزة، واعتبر أن «الأسطول ولد من رحم هذا الصمت اعتراضا عليه».
وقال أبو كشك إن المشاركين فى الأسطول يدركون حجم المخاطر، لكنهم يعتبرونها ضئيلة أمام «الخطر اليومى المستمر الذى يواجهه الفلسطينيون فى غزة من مجازر ومجاعة.