في ختام "اليوم العالمي للسرد القرآني".. أكثر من 100 ألف مشارك من مصر وخارجها

شهدت مصر، اليوم السبت 30 أغسطس 2025، انطلاق النسخة العالمية الثانية من مبادرة "اليوم العالمي للسرد القرآني"، التي أطلقتها الإدارة العامة لشئون القرآن الكريم بقطاع المعاهد الأزهرية، برعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، لتصبح احتفالًا سنويًا عالميًا بتلاوة كتاب الله عز وجل في يوم 30 أغسطس من كل عام.
إقبال غير مسبوق.. أكثر من 100 ألف مشارك
وأكدت الإحصاءات الرسمية الصادرة عن قطاع المعاهد الأزهرية أن عدد المشاركين في فعاليات هذا العام تجاوز 100 ألف مشارك من حفظة القرآن الكريم المتقنين، سواء من داخل مصر أو خارجها، وهو ما يعكس الإقبال المتزايد على هذه المبادرة المباركة، ودورها في ترسيخ مكانة الأزهر الشريف كمنارة عالمية لحفظ القرآن ونشر علومه.
وتنوعت الجهات المشاركة في هذا اليوم ما بين مكاتب التحفيظ الأهلية تحت إشراف الأزهر، والمعاهد الأزهرية الحكومية (202 مقرًا)، والمعاهد الخاصة (66 معهدًا في 9 محافظات)، والجامعة الأزهرية بكلياتها، ومدينة البعوث الإسلامية، ومجمع البحوث الإسلامية ومناطقه الوعظية، فضلًا عن مشاركة المنظمة العالمية لخريجي الأزهر الشريف داخل مصر وخارجها، والإدارة العامة لرياض الأطفال، بالإضافة إلى مؤسسات ومراكز إسلامية على مستوى العالم.
كما شاركت عدة دول أفريقية وآسيوية في الفعالية، من بينها: إندونيسيا، نيجيريا، أوغندا، الصومال، العراق، جنوب أفريقيا، تشاد، النيجر، وتنزانيا.
من الفجر حتى المساء.. سرد متواصل للقرآن الكريم
وقال الشيخ أبو اليزيد سلامة، مدير الإدارة العامة لشئون القرآن الكريم بقطاع المعاهد الأزهرية، إن الفعاليات انطلقت مع صلاة الفجر، واستمرت حتى السادسة مساءً، حيث اجتمع آلاف الحفظة في مقرات مختلفة لسرد القرآن الكريم كاملًا في جلسة واحدة.
وأوضح أن الهدف من هذه المبادرة هو الدعوة إلى تلاوة كتاب الله، وترتيله والمحافظة عليه، والعمل به، مؤكدًا أن تلاوة القرآن من أعظم القربات، مستشهدًا بقوله تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ" [فاطر: 29]، وبحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه".
وأشار سلامة إلى أن ختم القرآن في يوم واحد جائز شرعًا، مستدلًا بما ورد عن الصحابي الجليل عثمان بن عفان رضي الله عنه، الذي كان يختم القرآن في ركعة واحدة، وكذلك ما ثبت عن الإمام الشافعي الذي كان يختم القرآن ستين مرة في شهر رمضان، أي مرتين يوميًا.
طابع عالمي وروح قرآنية
وبيّن سلامة أن اليوم العالمي للسرد القرآني يحمل طابعًا عالميًا، إذ يشارك فيه حفظة القرآن من مختلف دول العالم عبر أكثر من 6 آلاف مقر داخل مصر وخارجها، سواء في المعاهد الأزهرية أو مكاتب التحفيظ أو مقرات الفتوى.
ومن جانبه، قال الشيخ محمد جلال، موجه القرآن الكريم بالأزهر الشريف، إن مكتب تحفيظ علي بن أبي طالب بحي المرج شهد مشاركة 140 طالبًا وطالبة من حفظة القرآن المتقنين، وهو عدد يزيد عن ضعف المشاركين في العام الماضي، مما يعكس تنامي الوعي والإقبال على هذه المبادرة.
وأضاف جلال أن المشاركين تراوحت أعمارهم بين 10 و20 عامًا، وقد توافدوا منذ ساعات الصباح الباكر بعزيمة وروح عالية لختم القرآن الكريم في جلسة واحدة، مؤكدًا أن الأزهر يفتخر بهذه النماذج المشرفة من أبناء القرآن الذين يمثلون ذخيرة الأمة وحصنها الروحي.
مبادرة الأزهر.. رسالة للإنسانية
ويأتي "اليوم العالمي للسرد القرآني" في إطار رسالة الأزهر الشريف لنشر الثقافة القرآنية في العالم، وترسيخ قيمة القرآن الكريم كمنهج حياة، ودعوة للمسلمين في كل مكان للاجتماع حول كتاب الله، تلاوةً وتدبرًا وعملاً.
وقد نجحت النسخة الثانية من المبادرة في أن تتحول من احتفال محلي إلى فعالية ذات بعد عالمي، تستقطب آلاف المشاركين من مختلف الجنسيات، لتؤكد مجددًا مكانة الأزهر كمرجعية كبرى لحفظ القرآن الكريم وتعليم علومه، وحصنًا من حصون الهوية الإسلامية الوسطية.



