قطوف
نصوص

من بين ثمار الإبداع المتناثرة هنا وهناك، تطفو على السطح قطوف دانية، تخلق بنضجها متعة تستحق التأمل، والثناء، بل تستحق أن نشير إليها بأطراف البنان قائلين: ها هنا يوجد إبداع..
هكذا تصبح "قطوف"، نافذة أكثر اتساعًا على إبداعات الشباب في مختلف ضروبها؛ قصة، شعر، خواطر، ترجمات، وغيرها، آملين أن نضع عبرها هذا الإبداع بين أيدي القراء، علّه يحصل على بعض حقه في الظهور والتحقق.
"سمية عبدالمنعم"

مرة وحيدة
مررت بشارعنا
حينها إتكأت على حجر لتستريحي
الآن كل من يدخل حجرة نومي يتساءل:
ماذا يفعل هذا الحجر على السرير؟.
*
يومان بالتمام والكمال
وأنا أقف أمام بيتها
فقط لأرى يدها
وهي تخرج من الباب
كي تأخذ من البائع حزمة الجرجير.
*
وما أنا إلا شبح
حين تذكرين اسمي
ينبت لي جسد.
*
وانا أسير معك
حين تفرقنا شجرة
يقتلني إحساس الغربة
وحين نلتقي بعدها
أشعر كأنني ولدت من جديد
*
أحب بيتكم
الذي لم أتجاوزه مرة
الذي عنده تنتهي الأرض
وخلفه تماما
توجد هاوية.
...
ثلاث سنوات مروا
وأنا في نفس الموضع أترقب
أن تقول:
صباح الخير
كي تضع حدا لهذا الليل المتواصل.
...
حتى الشيخ الطاعن في السن
تسابق مع الصبية
كي يعيد لك دجاجتك الهاربة.
*
لم كلما رأتني أمك
تتذكر إرسال أجولة القمح للطاحون؟
يا طيبة..
لم أكسب من غرامك
سوى انحناء الظهر.