رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

إسرائيل تقتلع أصحاب الأرض بالمجازر

بوابة الوفد الإلكترونية

 

نزوح تحت النار لمناطق الجحيم الصهيونى جنوب القطاع

«ريفييرا غزة» استثمار «ترامب» يعود إلى الواجهة بـ«كوشنر» و«بلير»

 

أشرقت الشمس والأرض محترقة بأهلها.. قصف لا يتوقف، وتهجير لا يرحم.. حكومة الاحتلال الصهيونية النازية بدعم أمريكى وغربى تقتلع  العائلات الفلسطينية  من بيوتها للمرة العاشرة فيما دخلت الابادة الجماعية للشعب الفلسطينى بقطاع غزة يومها 692.

صراخ الأطفال والنساء والشيوخ لم يهز قلب العالم وضميره الميت فى ليلة  جديدة من اهوال يوم القيامة مخيفة ومرعبة بأشلاء معلقة على الأعمدة  وجثامين متكدسة بالشوارع. فيما شيع عدد من الشهداء فى مستشفى ناصر جراء إطلاق النار عليهم بالقرب من منطقة الطينة فى خان يونس جنوبا.

 أجساد نحيلة تحمل على ظهورها جبال الفزع وتجر صغارها بلا نوم ولا طعام ولا شربة ماء كل شيء يسحق أمام أعينهم فشبح النزوح يطارد الأبرياء العزل فيما اصبح اكثر من 85٪ من مساحة غزة تحت سيطرة المحتل بعد إفراغها من أصحاب الأرض ومسحها بأحيائها عن الخريطة.

النزوح فى غزة ليس انتقالًا من بيت إلى آخر، بل انتقال من حياة إلى نجاة مؤقتة تحت القصف، فالموت يحاصر الجميع  بأحزمة القنابل الامريكية  الصنع وقاذفات الاحتلال الصهيونى من كل مكان فيما أعلنت الكثير من المرافق الصحية والمستشفيات خروجها عن الخدمة ونفاد كمية الأدوية وتصاعد المجاعة وشح المياه وسوء التغذية وزيادة وتيرة  القتل.

وقامت قوات الاحتلال  بإنشاء برجين فى محيط منطقة الشيخ رضوان، يتمثل كل منهما فى ذراع هيدروليكية يبلغ ارتفاعها نحو 40 مترا. وقد جهزت هذه الأبراج بأنظمة مراقبة متقدمة، تشمل كاميرات متعددة الاستخدامات، بالإضافة إلى أسلحة قنص وأسلحة نارية. وأكد شهود عيان لـ«الوفد» ان هذه الأبراج تستخدم فى تنفيذ عمليات إطلاق نار عشوائى على مناطق الشيخ رضوان وشارع الجلاء. وأكدت صحيفة «هآرتس» العبرية  أن خبيرى الخرائط «عدى بن نون» من الجامعة العبرية والبروفيسور «يعكوف غارب من جامعة بن جوريون»، كشفا عن أن مناطق أعلن المتحدث باسم قوات الاحتلال فى وقت سابق أنها مخصصة لنزوح اهالى  شمال القطاع تقع أصلا فى أماكن حددها  نفسه كمناطق خطرة لا تصلح لوجود المدنيين.

وأوضح الخبيران أن مناطق الإخلاء صغيرة جدا قياسا باحتياجات  الفلسطينيين وأضافا ان المساحة المتاحة لا تتجاوز نحو سبعة كيلومترات مربعة فقط، وليست فارغة بالكامل. وبعضها أراضٍ لا يمكن نصب الخيام عليها، وفى مناطق أخرى هناك بالفعل خيام قائمة. 

وتزامن اجتماع عقده الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى البيت الأبيض، مع تصاعد الضغوط الدولية على واشنطن ورفضها التوقيع على بيان مجلس الأمن المطالب بوقف إطلاق النار فى القطاع. وضم اجتماع ترامب شخصيات مثيرة للجدل حيث شارك فيه صهر الرئيس الأمريكى ومستشاره السابق «جاريد كوشنر»، إلى جانب رئيس الوزراء البريطانى الأسبق تونى بلير، ما يثير تساؤلات حول الرؤية الأمريكية لمستقبل القطاع وإن كان الهدف بالفعل هو هندسة «اليوم التالى للحرب» فى غزة.

وعلى الرغم  من خروجه من الفريق الرئاسى، عاد «كوشنر»، مستشار ترامب السابق للشرق الأوسط، إلى المشهد السياسى عبر هذا الاجتماع. وربط مراقبون حضوره برؤيته القديمة التى تبناها ترامب لتحويل غزة إلى «منطقة اقتصادية ودولية» تستغل فيها موارد الغاز، وتقام فيها مشاريع كبرى مثل «قناة بن جوريون» كبديل لقناة السويس.

وسبق أن وصف «كوشنر» الصراع الفلسطينى الإسرائيلى على أنه «ليس أكثر من نزاع عقاري» مضيفا أن العقارات على الواجهة البحرية لغزة يمكن أن يكون ذات قيمة كبيرة، وأكد أنه سيبذل ما بوسعه لتهجير الفلسطينيين وتنظيف المكان وفقا لتصريحات أدلى بها كوشنر فى جامعة هارفارد فى العام الماضى.

ويرى مراقبون أن مشاركة كوشنر الاجتماع إنما هى إشارة إلى الدفع باتجاه الخطط الرامية إلى تحويل القطاع إلى «منتجع سياحى ساحلي» بعد تهجير اصحاب الارض الحقيقيين وفق مشروع أطلق عليه ترامب «ريفييرا غزة». أكثر من كونها مشاركة أو مسعى حقيقى لوقف الحرب فى القطاع.

وأشار تقرير لصحيفة فاينانشال تايمز الأمريكية إلى أن معهد «بلير» المعنى بشئون الشرق الأوسط شارك فى صياغة خطط لإدارة قطاع غزة فى اليوم التالى للحرب بالتنسيق مع أطراف إقليمية ودولية، تتضمن إعادة بناء القطاع وجذب استثمارات خاصة. فيما أشارت تقارير أخرى إلى أن بعض الأفكار تضمنت «توطين مليون غزاوي» خارج القطاع مقابل ضمانات مالية.

ويصف محللون مشاركة بلير فى اجتماع ترامب بأنها محاولة تجعل منه «مندوبا ساميا» يشرف على إعادة الإعمار بغطاء أمريكى إسرائيلي، وتشير التقاريرالى أن اجتماعا جمع بين المبعوث الأمريكى «ستيف ويتكوف» فى البيت الأبيض بتونى بلير، تزامنا مع لقاء ترامب الأخير برئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو.

وأشارت صحيفة «هآرتس» العبرية إلى تقارير تفيد بمشاركة بلير من خلال مركز أبحاثه بالتخطيط لمشروع «ريفييرا غزة» الذى يشمل بناء جزر اصطناعية ومناطق اقتصادية خاصة، مع استخدام نماذج طورتها مجموعة بوسطن الاستشارية، وفقا لما نقلته الصحيفة. ونشرته «الوفد» فى صدر صفحتها الاولى قبل شهرين.

وبحسب التقرير، يقترح المشروع دفع نحو 9 آلاف دولار لكل فلسطينى من نصف مليون غزاوى مقابل مغادرته القطاع، وتحويل غزة إلى مركز اقتصادى متكامل يضم مناطق للتصنيع الذكي، ومبادرات قائمة على البلوك تشين.

وقال مسئول آخر فى الإدارة الامريكية إن ترامب أخبر فريقه «لم أعد أستطيع مشاهدة أحداث غزة.. إنها مأساة». ونقل موقع أكسيوس قول ترامب إنه يعتقد أن «نتنياهو سيفعل ما يريده»، فيما سأل عن «إمكانية الإسراع فى التدخل ورعاية الناس».

وعلى الرغم من هذه اللغة العاطفية، رفضت واشنطن الانضمام، إلى بيان مجلس الأمن حول وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية، فى وقت أعلنت فيه الأمم المتحدة قبل أيام وبشكل رسمى عن تفشى المجاعة فى القطاع بينما تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية تمهيداً لاحتلال مدينة غزة متجاهلة جهود الوسطاء للتوصل إلى هدنة، وكل النداءات والتحذيرات الدولية والأممية من خطورة تصعيد العمليات العسكرية الإسرائيلية على حياة أكثر من مليونى فلسطينى فى القطاع المنكوب.