حلمت بالفستان الأبيض.. فزفت إلى قبرها بالكفن

ﺣﻘﻨﺔ ﻣﻐﺸﻮﺷﺔ ﺗﻐﺘﺎل ﻋﺮوس ﺣﻠﻮان

والدتها: قلبى بينزف عليها.. وشقيقها: محدش حاسس بينا

لم تكن «إسراء كرم»، المعروفة إعلاميًا بـ «عروس حلوان»، تدرى أن خطواتها نحو مركز تجميل فى منطقة المهندسين ستكون آخر ما تخطوه فى حياتها، كانت تتهيأ لليلة العمر، تحلم بالفستان الأبيض وتعد الأيام للزفاف القريب المقرر فى 3 سبتمبر، لكن القدر خبأ لها نهاية مأساوية حوّلت الحلم إلى جنازة قبل أسبوع من حفل زفافها.

بحسب روايات أسرتها، دخلت إسراء مركز التجميل استعدادًا لحفل الزفاف، وهناك تم إعطائها حقنة تجميلية، لكن دقائق معدودة كانت كافية لانقلاب حياتها رأسًا على عقب، فجأة سقطت على الأرض، قلبها توقف لخمسة دقائق كاملة، وحاول القائمون على المركز إنعاشها لكنهم فشلوا، لم تُنقل إلى المستشفى فورًا، بل تأخروا خوفًا من المساءلة، مما زاد حالتها سوءًا وأفقدها فرص النجاة.

حين وصلت إسراء أخيرًا إلى المستشفى، كانت عضلة القلب قد توقفت، والدماغ أصيب بأضرار خطيرة، وُضعت على جهاز للتنفس الصناعى فى محاولة لإنقاذها، لكنها دخلت فى غيبوبة لم تفق منها أبدًا، بعد أيام من الصراع بين الحياة والموت، أسلمت الروح متأثرة بمضاعفات الحقن بمادة منتهية الصلاحية وغير مخصصة للاستخدام.

والدتها المكلومة قالت بوجع: «بنتى حلمت تلبس الفستان الأبيض وكانت مركزة فى كل تفاصيل اليوم ده.. فجأة لبست كفنها قبل فستانها.. حسبى الله ونعم الوكيل فى اللى كان السبب، قلبى بينزف عليها».

وأكمل شقيقها عبدالله فى مرارة: «قلب أختى وقف بعد الحقنة.. إحنا بنموت، محدش يستحمل اللى أحنا فيه.. أختى عروسة وماتت.. ومش هنرتاح غير بالقصاص».

وأضاف عبدالله أن المركز استخدم مواد منتهية الصلاحية، وجرى الحقن بشكل عشوائى دون تحاليل أو إجراءات وقائية، قائلاً: «أدوها حقنة فى الوريد.. ولما دخلنا المستشفى قالوا لنا قلبها وقف وماتت.. ومحدش حاسس بينا».

التحقيقات كشفت أن الطبيب المتهم قام بحقن العروسة بمواد «مغشوشة» وفى أماكن خاطئة بجسدها، وهو ما أدى إلى تدهور حالتها بشكل سريع، وعلى الفور، تم نقل إسراء إلى المستشفى ووضعها على أجهزة التنفس الصناعى، حيث ظلت فى غيبوبة لأيام حتى فارقت الحياة اليوم.

وأشارت المصادر إلى أن العروسة لم تخضع لأى فحوصات طبية قبل الحقن، وهو ما يعتبر إجراءً أساسيًا وضروريًا قبل أى تدخل تجميلى.

فتحت النيابة العامة بالجيزة تحقيقاتها فى الواقعة المأساوية، استمعت لأقوال الأسرة التى حررت محضرًا رسميًا ضد المركز واتهمت القائمين عليه بالإهمال والتسبب فى وفاة ابنتهم، وقررت النيابة إخلاء سبيل مدير المركز لحين ورود تقرير الطب الشرعى، مع فحص التراخيص والأدوية المستخدمة للتأكد من سلامتها.