رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

الطقس الجاف يكشف أسرارًا دفينة في أديرة بريطانيا القديمة

أديرة قديمة
أديرة قديمة

في صيف استثنائي يشهد أربع موجات حر وجفاف شديدة، بدأت الأرض في بعض المواقع التاريخية التابعة للصندوق الوطني البريطاني في كشف أسرارها. 

وبحسب صحيفة “اندبيدنت” البريطانية، أظهرت ظروف الجفاف الشديدة هذا الموسم ملامح غير مرئية سابقًا لبقايا مبانٍ دينية مدفونة، لم تُكتشف سوى عبر ما يعرف بعلامات الرق

تتشكل هذه العلامات نتيجة جفاف العشب بشكل غير منتظم فوق الجدران المدفونة، حيث يجف بشكل أسرع من المناطق المحيطة، ما يخلق نمطًا واضحًا يكشف عن مواقع الهياكل المعمارية التي طمرها الزمن

دير موتيسفونت يكشف عن بنيته الأصلية


في موقع دير موتيسفونت في هامبشاير، ظهرت خطوط دقيقة ترسم خرائط لبقايا مبانٍ ديرية تعود للفترة ما بين القرنين الثالث عشر والسادس عشر. 

وكان الدير سابقًا جزءًا من جماعة أوغسطينية، وقد تم حلّه بأمر من الملك هنري الثامن في عام 1536، لينتقل لاحقًا إلى السير ويليام ساندي الذي حوّله إلى منزل تيودوري

عالم الآثار جيمس براون من الصندوق الوطني أوضح أن هذه الاكتشافات النادرة لم تكن ممكنة إلا في ظل هذه الظروف المناخية غير الاعتيادية.

 وأكد أن المسوحات الجيوفيزيائية السابقة لم تنجح في إظهار التفاصيل التي كشفتها الطبيعة هذا الصيف

قاعة ضيوف دير فاونتنز تظهر من جديد


في دير فاونتنز الواقع في شمال يوركشاير، كشفت آثار الجفاف عن معالم واضحة لقاعة ضيوف ضخمة، كانت تستقبل المئات من الزوار. العلامات الأرضية أوضحت وجود ممرات وأعمدة داخل القاعة، ما يشير إلى تعقيد البناء وأهمية الضيافة في التقاليد الرهبانية

مارك نيومان، عالم الآثار في الموقع، أشار إلى أن هذه القاعة تُعدّ واحدة من أبرز رموز كرم الدير وارتباطه بالمجتمع. كما تعكس تلك الآثار الأثر الاجتماعي والديني العميق الذي كانت تلعبه هذه المؤسسات

مناخ متغير يكشف التاريخ ويهدد المستقبل


أكدت هيئة الأرصاد الجوية أن شهري يونيو ويوليو كانا من بين الأشهر الأشد حرارة منذ بدء التسجيل، مع انخفاض حاد في معدل الأمطار. 

وأعلنت الجهات المختصة حالة "حادثة ذات أهمية وطنية" بسبب الجفاف المتواصل

توم دوميت، رئيس قسم البيئة التاريخية في الصندوق الوطني، قال إن علامات الرق باتت تظهر مبكرًا وتكررت خلال السنوات الأخيرة، خصوصًا في أعوام 2018 و2022. 

وأضاف أن التغير المناخي يسهم في زيادة احتمالية هذه الظواهر التي رغم خطورتها البيئية، تُقدم في بعض الأحيان نافذة نادرة على الماضي

التاريخ يخرج من الأرض في زمن الجفاف
رغم التحديات المناخية، تبدو هذه الاكتشافات الأثرية بمثابة مكافأة غير متوقعة تتيح للعلماء والجمهور إعادة الاتصال بجذور تاريخية عميقة، ظلّت مدفونة لعقود وربما لقرون. 

وفي وقت يُنظر فيه إلى الجفاف كأزمة بيئية، يُمكن أيضًا اعتباره فرصة لإعادة اكتشاف ما فقده الزمن