رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

حرية زائدة للاعبين .. مدرب المنتخب السابق يحلل فكر ريبيرو الفني مع الأهلي

ريبيرو
ريبيرو

أثار المحلل الفني والمدرب المساعد الأسبق للمنتخب الوطني محمود فايز، نقاشًا مهمًا حول فلسفة المدرب الإسباني ريبيرو المدير الفني للنادي الأهلي، مؤكدًا أن المدرسة الإسبانية التي ينتمي إليها تعتمد في الأساس على الصبر والوقت الطويل حتى تظهر بصمتها داخل الملعب، وهو ما يجعل مهمة المدرب الحالي للأهلي أكثر صعوبة في ظل ضغوط الجماهير ورغبتهم في تحقيق نتائج سريعة.

وقال فايز إن الأفكار الإسبانية لا تُطبق بين ليلة وضحاها، إذ يقوم المدرب عادة بمنح اللاعبين حرية أكبر في التحرك داخل الثلث الهجومي الأخير، وهو ما يعني ترك مساحة واسعة للابتكار الفردي. ورغم أن ذلك يمنح بعض اللاعبين ميزة في تقديم لمسات مميزة، إلا أن الأمر قد يتحول إلى سلاح ذي حدين، خاصة إذا لم يكن الفريق معتادًا على مثل هذه الحرية التكتيكية.

وأشار في تصريحات إعلامية الساعات الأخيرة ، إلى أنه أثناء تحليله لمباراة الأهلي الأخيرة شعر بحيرة في تحديد مركز محمود حسن "تريزيجيه"، حيث بدا وكأنه يتحرك بلا موقع ثابت داخل الملعب. ورغم أن هذا قد يُصنف كنوع من "المرونة التكتيكية"، إلا أن فايز شدد على أن الأمر قد يتحول إلى ارتباك إذا لم يكن اللاعب قادرًا على اتخاذ القرارات الصحيحة في اللحظة المناسبة.

الفارق بين ريبيرو وتجارب سابقة

وشرح فايز الفارق بين ما يقوم به ريبيرو وما اعتاد عليه الأهلي في تجارب سابقة مع مدربين كبار، مثل مانويل جوزيه ومارسيل كولر وفايلر. هؤلاء المدربون، بحسب وصفه، كانوا يضعون هيكلًا واضحًا للفريق، يتضمن خطوطًا أساسية وعمودًا فقريًا صلبًا، ثم يتركون بعد ذلك مساحة محدودة للاعبين للإبداع ضمن المنظومة الموضوعة.

أما في حالة ريبيرو، فالمساحة الممنوحة للاعبين تبدو أكبر من اللازم، وهو ما قد يؤدي إلى ارتجالية زائدة لا تتناسب مع عقلية بعض اللاعبين في الدوري المصري، الذين يحتاجون إلى تعليمات أكثر وضوحًا. وأكد أن اللاعب المصري بطبيعته يبدع حين يكون لديه أطر واضحة يتحرك في داخلها، بينما قد يواجه صعوبة إذا طُلب منه الاعتماد فقط على الخيال الفردي دون تعليمات دقيقة.

لماذا يحتاج الأهلي للصبر؟

وأضاف فايز أن نجاح المدرسة الإسبانية في أي مكان يتوقف على عاملين أساسيين: الأول هو الوقت الكافي لتنفيذ الأفكار، والثاني هو نوعية اللاعبين القادرين على استيعاب هذا الأسلوب. وفي حالة الأهلي، فإن الضغط الجماهيري والإعلامي الكبير قد يجعل مهمة ريبيرو أصعب، لأنه مطالب بتحقيق الانتصارات الفورية، في الوقت الذي يحتاج فيه لمزيد من المباريات حتى يرسخ طريقته.

كما شدد على أن المرونة التكتيكية ليست دائمًا ميزة إذا لم تُترجم إلى فعالية هجومية واضحة. ففي بعض اللحظات، قد يضطر اللاعب إلى اتخاذ قرار فردي سريع، وهنا يظهر الفارق بين لاعب يمتلك الفكر الأوروبي ولاعب يحتاج لمنظومة تحكم تحركاته.

واختتم فايز حديثه بالتأكيد على أن ريبيرو مدرب صاحب فكر مميز، لكن نجاحه مع الأهلي يتطلب صبرًا ودعمًا من الإدارة والجماهير. كما طالب بضرورة الموازنة بين الحرية الممنوحة للاعبين والانضباط التكتيكي داخل الملعب، حتى لا يتحول الابتكار إلى فوضى.

وأوضح أن التاريخ أثبت أن الأهلي كان أكثر نجاحًا حين امتلك عمودًا فقريًا قويًا ومنظومة واضحة، كما حدث مع جوزيه وكولر وغيرهما، بينما منح المساحة الكاملة للارتجالية لم يكن يومًا طريقًا مضمونًا لتحقيق البطولات.