رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

غزة على حافة الفناء

بوابة الوفد الإلكترونية

جثامين الشهداء فى شوارع الدم.. والصحفيون يحملون الكفن

صحفية كندية تستقيل من «رويترز».. وإعلامى صهيونى يطالب بقتل من تبقى

الأمم المتحدة: العالم سلم الفلسطينيين لإسرائيل وتخلى عن مسئولياته

 

الوقت فى غزة من دم عقارب الساعة تبتلع أنفاس الحياة، فيما يحاول شاب عبثا إنقاذ والدته المصابة بسحبها على لوح من الخشب جراء استهدافها من طائرات الاحتلال الصهيونى الذى منع سيارات الإسعافات ووسائل النقل من الوصول للمناطق الخطيرة.
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلى، لليوم 690 على التوالى، جريمة الإبادة الجماعية ضد المدنيين والنازحين والعائلات الفلسطينية فى قطاع غزة، تزامنا مع زيادة وتيرة وعنف القصف الجوى والمدفعى مستهدفا التجمعات المدنية فى مختلف مناطق قطاع غزة، بما فى ذلك المدارس ومراكز الإيواء والأسواق، ما يتسبب بارتقاء أعداد كبيرة من الشهداء والجرحى.
ولم تعد غارات الاحتلال الجوية تقتصر على استهداف المواقع أو المراكز المدنية المكتظة بالمدنيين، بل باتت تعتمد بشكل متكرر على تكتيك «الضربات المزدوجة»، أى قصف موقع ما مرتين متتاليتين خلال فترة زمنية قصيرة.
كما لم يعد تكتيك الضربات المزدوجة مجرد خيار عسكرى، بل أداة ممنهجة لإرهاب المدنيين وإسكات الصحفيين وتعطيل عمل فرق الإنقاذ. واستخدامه فى غزة، وخاصة ضد المستشفيات والصحفيين، يعكس توجها خطيرا لتوسيع دائرة الضحايا وتقويض أى إمكانية لتوثيق الجرائم.
ودعا كبير معلقى قناة i24، «تسفى يحزكيلي» العبرية، إلى قتل جميع الصحفيين فى قطاع غزة قائلا: «إذا كانت إسرائيل قد قررت بالفعل تصفية الصحفيين، فالتأخر فى ذلك أفضل من عدم القيام به مطلقا». وزعم قائلا «هؤلاء صحفيون يختبئون فى المستشفيات، يفتحون هناك غرف عمليات، ويعرضون للعالم صورة معاكسة تماما، بينما يواصلون خدمة مصلحة حماس. يمكن القول إنهم يشكلون رأس الحربة للجناح العسكرى لحماس، هؤلاء الصحفيون المزعومون».
وواصل الإعلامى الصهيونى طلقاته الكاذبة «ولذلك أرى أن إسرائيل أحسنت صنعا بتصفيتهم، لكن برأيى كان ذلك متأخرا جدا، وما زال هناك الكثير منهم يسببون أضرارا على مستوى الصورة والوعى فى معركة نحن ـ للأسف ـ لا نتقنها كثيرا».
وسلط موقع «ميدل إيست آي» الضوء على أن الهدف من هذا الأسلوب الإسرائيلى هو قتل أو إصابة أكبر عدد من المسعفين، والصحفيين، والمارة الذين يسارعون إلى موقع الغارة الأولى. بينما يواصل المجتمع الدولى الاكتفاء بالبيانات الدبلوماسية، يبقى السؤال مفتوحا: متى ستتحول الإدانات إلى مساءلة حقيقية أمام المحاكم الدولية، ومتى سيكف عن التعامل مع جرائم حرب موثقة باعتبارها أحداثًا مأساوية؟.
وحمل الصحفيون الفلسطينيون الكفن... ليس لأنهم يحبون الموت... بل تنديد بالقتل. وللمطالبة بحماية دولية كصحفيين وكفلسطينيين وتأكيد التزمهم بنقل الرسالة والرواية الفلسطينية صارخين فى وجه العالم «أوقفوا الحرب جئنا نأبن الضمير الإنسانى ونترحم على زملائنا الذين سبقونا على درب الحرية».
تأتى الصرخة الفلسطينية فى الوقت الذى اختارت فيه المصورة الصحفية الكندية «فاليرى زينك» الانحياز للضمير على حساب المنصب والمال، وقدمت استقالتها من وكالة رويترز ردا على انحيازها لإسرائيل، وقالت: لا أستطيع، بضمير حى، أن أواصل العمل مع مؤسسة خانت الصحفيين فى غزة، ولها يد فى اغتيال 246 من زملائنا. وأضافت: «عندما استشهد أنس الشريف وطاقم الجزيرة فى غزة، رددت رويترز رواية إسرائيل الكاذبة بأنه عميل لحماس، إذ قتل خمسة صحفيين آخرون بينهم مصوّرها حسام المصرى فى قصف مزدوج على مستشفى ناصر».
ويعد موقف «زينك» الصادق فى رفض التواطؤ مع الأكاذيب، وجرأتها فى فضح روايات إسرائيل، هو شهادة وفاء لدماء الشهداء الصحفيين، وفى مقدمتهم أنس الشريف ورفاقه.واثبتت فاليرى أن الحقيقة لا تموت، وأن الكرامة أثمن من أى امتياز أو منصب.كما تمثل الصحفية الكندية الصحافة الحرة التى تسعى إسرائيل لقتلها.
وأعرب المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، فيليب لازارينى، عن صدمته من موقف المجتمع الدولى تجاه الأوضاع الإنسانية فى القطاع معتبرا أن لامبالاة العالم وتقاعسه أمر صادم
وفى بيان نشره عبر حسابه على منصة «إكس» أكد لازارينى أن مقتل مزيد من الصحفيين فى غزة يمثل إسكاتا لآخر الأصوات المتبقية التى تنقل معاناة الأطفال بصمت وسط المجاعة ودعا إلى اتخاذ خطوات فورية لإنهاء المجاعة التى وصفها بأنها من صنع الإنسان مشددًا على ضرورة فتح الأبواب دون قيود، وتوفير الحماية للصحفيين والعاملين فى المجالات الإنسانية والطبية.
وأثار الهجوم الإسرائيلى المزدوج على مستشفى ناصر الحكومى فى جنوب قطاع غزة، الذى أسفر عن استشهاد أكثر من عشرين شخصا بينهم خمسة صحفيين يعملون مع وكالات كبرى مثل أسوشيتد برس ورويترز وإن بى سى والجزيرة، موجة من الإدانات الدولية، مع تحذيرات من أن ما جرى قد يشكل جريمة حرب واضحة على عدة مستويات.
وأكدت أنه رغم محاولة الاحتلال تصوير ما جرى على أنه «خطأ مأساوي»، فإن تكرار مثل هذه العمليات يوحى بأنها سياسة متعمدة فاستهداف مستشفى عامل، وقتل الصحفيين، وإصابة المصابين مجددا، كل منها على حدة يمكن أن يصنف كجريمة حرب، فما بالنا حين تجتمع كلها فى هجوم واحد.
واعتبرت «رافينا شامداساني»، المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، أن استمرار قتل الصحفيين فى غزة يجب أن يصدم العالم، لا أن يتركه فى صمت مذعور»، مؤكدة أن «الصحفيين ليسوا هدفا، والمستشفيات ليست هدفا أيضا.
وشدد مدير منظمة الصحة العالمية «تيدروس أدهانوم غيبريسوس» على أن تكرار قصف المرافق الطبية يفاقم المأساة الإنسانية، قائلا: «بينما يتضور سكان غزة جوعا، يزداد تقييد وصولهم إلى الرعاية الصحية بسبب الهجمات المتكررة. أوقفوا الهجمات أوقفوا إطلاق النار الآن!».
تأتى هذه الجريمة فى سياق أوسع يتمثل فى حرب معلنة على الصحفيين فى غزة حيث قتل الاحتلال ما لا يقل عن 246 صحفيا منذ بداية الحرب.

 

رهبان كنائس القطاع: صامدون.. التهجير حكم بالإعدام

أصدرت بطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية والبطريركية اللاتينية فى القدس المحتلة بيانا مشتركا، أكدت فيه أن الرهبان والراهبات فى مدينة غزة قرروا البقاء فى الكنائس وعدم النزوح إلى جنوب القطاع، رغم قرار حكومة الاحتلال الإسرائيلى بالسيطرة على المدينة وإجلاء سكانها.
وأوضح البيان أن مجمع كنيسة مار بورفيريوس للروم الأرثوذكس ومجمع كنيسة العائلة المقدسة، تحولا منذ اندلاع الحرب إلى ملاذ لمئات المدنيين، بينهم كبار السن والنساء والأطفال، فى حين يضم مجمع كنيسة اللاتين أشخاصًا من ذوى الإعاقة يتلقون الرعاية على يد جمعية «مرسلات المحبة».
وأشار إلى أن الكثير من اللاجئين داخل هذين المجمعين يعانون من الهزال وسوء التغذية بسبب الظروف القاسية المستمرة منذ أشهر، فيما أصرّ الكهنة والراهبات على البقاء بجانبهم والاستمرار فى رعايتهم، رغم المخاطر المتزايدة.
وأشارت البطريركية، فى بيان، إلى أن حكومة الاحتلال أعلنت قبل بضعة أسابيع عن قرارها بالسيطرة على مدينة غزة التى يعيش فيها مئات الآلاف من المدنيين، وحيث تقع أيضا كنائسنا وسيتم إجلاؤهم ونقلهم إلى جنوبى القطاع.
وقالت إن مغادرة مدينة غزة ومحاولة الفرار إلى جنوب القطاع ستكونان بمثابة إعلان حُكمٍ بالإعدام على هؤلاء، مشددة على أنه لا يوجد أى مبرر للتهجير الجماعى المتعمد والقسرى للمدنيين، وأكدت أن الكهنة والراهبات قرروا البقاء والاستمرار فى رعاية جميع من سيبقَون فى رحاب المجمعين، وناشدت البطريركية الأرثوذكسية واللاتينية المجتمع الدولى التحرك العاجل لإنهاء ما وصفته بالحرب العبثية والمدمرة والعمل من أجل عودة المفقودين والرهائن الإسرائيليين.
واختتم البيان بكلمات من سفر الأمثال: «طريق العدل يؤدى إلى الحياة، والسير فيه يُنجّى من الموت»، داعيًا إلى التوبة والسير فى دروب العدل والحياة «من أجل غزة ومن أجل الأرض المقدسة بأسرها».
وبدعم أمريكى، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، خلفت أكثر من 62،192 شهيدا، و157،114 مصابا، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات الآلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.