هَذَا رَأْيِي
على مدار ما يقرب من عامين ونتنياهو وحكومته المتطرفة يقولون للداخل والخارج طظ فيكم..هذه العبارة تذكرنى بمقولة مهدى عاكف مرشد الجماعة السابق حينما قال: طظ فى مصر.. وكلمة طظ هى كلمة تركية كانت تطلق على الملح فحينما تم استثناء الملح من فرض أى ضرائب أو رسوم إبان الحكم العثمانى كان التجار الأتراك يضحكون على نقاط التفتيش التى يمرون بها وحينما يسألهم المفتشون ماذا تحملون؟ يقولون لهم ظظ أى ملح حتى لا يدفعوا أى ضرائب على اعتبار أن ما يحملونه شىء لا قيمة له.. وكعادة المصريين استخدموا هذه الكلمة للاستهزاء والسخرية ممن يريدون التقليل من شأنه أو تسفيه ما يقوله.. هكذا قول مجرم الحرب نتنياهو وزمرته المتطرفة للعالم أجمع.. فكم من بيانات صدرت تطالب بوقف الحرب، وكان الرد طظ.. نشجب وندين ونستنكر حرب الإبادة، وكان الرد طز.. لا للتهجير ولا للتجويع وكان الرد، طظ فيكم.. طظ لم تكن للعرب والمسلمين وحسب بل كانت أيضاً من نصيب الجمعية العامة للأمم المتحدة.. وكانت من نصيب مجلس الأمن وأمينه العام أنطونيو جوتيريش فى كل بياناته ونداءته وتوجيهاته وتحذيراته فكان الجواب من نتنياهو وزمرته: طظ فيك.. حتى أسر وعائلات الرهائن وتظاهراتهم كان رد نتنياهو لهم: طظ فيكم وفى الأسرى والرهائن.. حتى المعارضة الإسرائيلية ولابيد ومَن على شاكلته، جاء جواب نتنياهو طظ فيكم..بيان من ٢٨ دولة أوروبية وعربية يطالب بوقف الحرب فى غزة ودخول المساعدات.. وجاء رد لنتنياهو طظ فيكم.. بيانات عن جامعة الدول العربية والدول الإسلامية بوقف الحرب.. وجاء الردع طظ فيكم.. قرارات محكمة العدل الدولية والجنائية الدولية، وكان الرد طظ فيكم.. المظاهرات حول العالم لوقف الحرب، وكان الرد طظ فيكم.
العالم يطالب بوقف بناء المستوطنات لكونه يقوض بل يهدم فكرة وجود دولة فلسطينية، ونتنياهو وزمرته يقول: طظ فيكم..
نتنياهو وزمرته تعتبر أن كل القرارات مجرد «ضغط سياسى» بلا قوة إلزامية.
نتنياهو وزمرته تعتمد على الفيتو الأمريكى
الدعم الغربى السياسى والعسكرى باعتبارها «حليفاً إستراتيجياً».. نتنياهو وزمرته يعتمدون على الانقسام العربى والفلسطينى.. إسرائيل تستخدم المفاوضات كغطاء للالتفاف على القرارات الدولية.
إسرائيل تعتبر نفسها فوق القانون.. والعالم يندّد، ثم لا شىء يحدث. غير أن التاريخ يعلمنا أن موازين القوة لا تبقى على حالها. فكم من أنظمة استعمارية كبرى سقطت رغم حمايتها بالقوة والقوانين..علينا كعرب ومسلمين وفى القلب الفلسطينيين أن نغتنم فرصة التحولات الدولية الراهنة من تراجع الهيمنة الأمريكية، إلى صعود قوى جديدة تطالب بعالم أكثر عدلاً؛ هذا قد يفتح ثغرات فى الجدار الصلب الذى يحمى إسرائيل.. علينا أن تستغل تراكم الوعى الشعبى العالمى، وازدياد عزلة إسرائيل بسبب سياساتها العنصرية، حتى يصبح احتمال المحاسبة أقرب مما كان يبدو فى الماضى.
وحتى ذلك الحين، تبقى الشرعية الدولية رهينة إرادة القوة.. وإذا لم تتوحد الإرادة العربية والفلسطينية، ويُترجم الغضب الشعبى إلى ضغط سياسى منظم، فستظل القرارات الدولية مجرد حبر على ورق فيما الواقع على الأرض يُكتب بلغة أخرى وهى لغة الاحتلال..
لا بد من تغيير سياسة التعامل مع إسرائيل وأمريكا خاصة مع وجود ترامب.. مطلوب سياسات تُفرض على الأرض أهمها محاصرة إسرائيل وأمريكا اقتصادياً وسياسياً وواقعياً وعزلهما إذا كنا نريد دولة فلسطينية وهدوءاً واستقراراً لمنطقة الشرق الأوسط.. حينها نقول لإسرائيل وأمريكا: طظ فيكم.
[email protected]