محلل سياسي من موسكو: لا مؤشرات جدية على عقد القمة الروسية الأوكرانية

أكد الدكتور محمود الأفندي، المحلل السياسي المقيم في موسكو، أنه لا توجد حتى الآن مؤشرات حقيقية لعقد القمة المنتظرة بين الرئيسين الروسي والأوكراني، مشيرًا إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن أنها ستكون ثنائية وليست ثلاثية، فيما شددت موسكو على أن القمة تحتاج إلى تحضيرات طويلة حتى تكون جادة وليست استعراضية كما يرغب الجانب الأوكراني أو الأوروبي.
لا مؤشرات حقيقية لعقد القمة المنتظرة بين الرئيسين الروسي والأوكراني
وأوضح “الأفندي”، خلال تصريحات عبر الإنترنت على شاشة “إكسترا نيوز”، أن عدم وجود أي لقاءات تمهيدية بين وفود الدول المعنية، سواء في إسطنبول أو في أي مكان آخر، يجعل انعقاد القمة أمرًا بعيد المدى.
وفيما يخص الدعم الغربي لأوكرانيا، لفت إلى أن حلف شمال الأطلسي "الناتو" أعلن دعمه لكييف بمبلغ 33 مليار دولار حتى الآن، مع توقعات بارتفاع الرقم إلى 50 مليار دولار بنهاية 2025، لكنه اعتبر هذه الأرقام "لغة إعلامية أكثر من كونها واقعية"، موضحًا أن الحلف غير قادر على تلبية احتياجات أوكرانيا الضخمة من الذخيرة، وأن المساعدات المقدمة تختلف من دولة لأخرى وليست موحدة.
وأشار المحلل السياسي إلى وجود فجوة كبيرة بين الرؤية الأمريكية والأوروبية تصل إلى 180 درجة، وهو ما يعقّد فرص التوصل إلى حل وسط. وأضاف أن الولايات المتحدة لا ترغب في الانجرار أكثر داخل الحرب، وسط تحذيرات من تحولها إلى حرب عالمية ثالثة، مبينًا أن الرئيس ترامب لمح أكثر من مرة إلى احتمال تقليص أو وقف الدعم العسكري المباشر إذا لم تُقدم كييف تنازلات لتحقيق السلام.
وتطرق الأفندي إلى ملف الصواريخ الأمريكية بعيدة المدى التي تستخدمها أوكرانيا، مؤكدًا أنها لا تعمل دون أنظمة التوجيه الغربية والأقمار الصناعية الأمريكية، ما يجعل استخدامها بمثابة مواجهة مباشرة مع الدول المصنعة لها. ولفت إلى أن ذلك دفع روسيا إلى تعديل عقيدتها النووية والتحذير من أي تصعيد قد يقود إلى مواجهة عالمية.
وتابع :"استمرار الهجمات بالطائرات المسيّرة لا يغيّر موازين القوى على الأرض"، مشددًا على أن روسيا ما زالت تحقق تفوقًا عسكريًا، وأن الحرب ستبقى مستمرة إلى حين الوصول إلى الحسم السياسي أو العسكري.