إحياء ذكرى زعماء مصر.. «سعد» و«النحاس» و«سراج الدين»
رئيس حزب الوفد يدعو المصريين إلى التمسك بقيم الوحدة الوطنية ورفض محاولات التفرقة بين أبناء الشعب

أكد الأستاذ الدكتور عبدالسند يمامة رئيس حزب الوفد أن الوحدة الوطنية كانت - ولاتزال - حجر الزاوية فى المشروع الوطنى الكبير لهذه الأمة وهو المشروع الذى أرست قواعده ثورة ١٩١٩ المجيدة التى جمعت كل أبناء الوطن تحت لواء واحد.
ودعا رئيس حزب الوفد إلى التمسك بهذه الوحدة ومواجهة كل مَن يحاول النيل منها، مضيفاً أن حزب الوفد رمز الوطنية وإحدى ركائز المشهد السياسى.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها أمس من أمام ضريح سعد زغلول، بحضور قيادات الوفد وجموع الوفديين بمناسبة احتفال الحزب بذكرى زعمائه الثلاثة: سعد زغلول ومصطفى النحاس وفؤاد سراج الدين، مؤكداً أن زعماء الوفد جمعهم الكفاح من أجل الحرية والديمقراطية وترسيخ قيم الوحدة الوطنية وهى المبادئ التى يسير عليها حزب الوفد حتى جمعهم أيضاً الرحيل فى شهر أغسطس.. وفيما يلى نص كلمة رئيس الوفد خلال الاحتفالية..
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الوفديون..
السادة الحضور..
شعب مصر العظيم..
قبل أيام احتفلنا بذكرى عزيزة على قلوب المصريين، وهى الذكرى الخامسة والعشرون لرحيل الزعيم فؤاد سراج الدين..
واليوم نحتفل بذكرى جليلة، ويوم رسُمت ملامحه فى قلوب المصريين، وهو يوم 23 أغسطس والذى يوافق ذكرى رحيل الزعيم سعد زغلول عام 1927 والزعيم مصطفى النحاس عام 1965.
جئنا اليوم إلى ضريح سعد، بما يمثله من قيمة غالية فى قلوب المصريين، لنحيى ذكرى عزيزة على قلوبنا، عظيمة فى نفوسنا، مجيدة فى تأثيرها.. تلك الذكرى الخالدة للزعيمين الجليلين سعد باشا زغلول ومصطفى باشا النحاس.
اليوم نقف أمام ضريح مؤسس الوفد المصرى وزعيم الثورة المصرية العظمى عام 1919 الزعيم سعد زغلول، نستلهم عبق الوطنية من زعيم قاد الأمة المصرية نحو الحرية والاستقلال.. هذا الرجل الذى ضرب المثال فى الوطنية الخالصة، والعمل من أجل مصر، فى مواجهة محتل غاشم، ووضع الأساس لأهم وأكبر الأحزاب المصرية فى تاريخ مصر الحديث، وهو حزب الوفد المصرى، الذى ولد من رحم الأمة المصرية، وظل على مدى أكثر من مائة عام معبراً عن تطلعاتها.
كذلك تبقى فى رحلة الخلود، ذكرى الرئيس الجليل مصطفى النحاس باشا، الذى كافح وخاض أعنف المعارك من أجل القضية الوطنية فى الداخل والخارج، ومن أجل الدستور الذى دافعت عنه الأمة المصرية بكل ما تملك.
شاء القدر أن يرحل الزعيمان سعد والنحاس، فى يوم واحد ليتركا لنا الأثر والحكمة.
شعب مصر العظيم..
من أبرز السمات التى جمعت بين زعماء الأمة الثلاثة: «سعد، النحاس، سراج الدين» إيمانهم العميق والراسخ بالوحدة الوطنية الحقيقية بين أبناء الوطن من مختلف الطوائف، تلك الوحدة التى تنبع من وجدان الشعب وضميره، لا تلك التى تُفرض بقوانين أو أوامر.
كانت الوحدة بين عنصرى الأمة المسلمين والأقباط -وما زالت- حجر الزاوية فى المشروع الوطنى الكبير لهذه الأمة، وهو المشروع الذى أرست قواعده ثورة 1919 المجيدة، التى جمعت كل أبناء الوطن تحت لواء واحد يقوده الوفد المصرى المشكَّل بتوكيل وتفويض من الأمة المصرية للدفاع عن حريتها والبحث عن الاستقلال.
إن هذا الوطن بتاريخه وعمقه الحضارى يدعونا جميعاً إلى التوحد من أجل الاستقرار، والعمل من أجل رفعة الوطن، وسط تحديات يموج بها الإقليم من حولنا.
أدعوكم جميعاً إلى التمسك بهذه الوحدة .. ومواجهة كل من يحاول النيل منها..
عاشت مصر حرة .. وعاش الوفد ضميراً للأمة.
وكان الاحتفال قد بدأ بكلمة للزميل شريف عارف، المستشار الإعلامى لحزب الوفد ومدير معهد الدراسات السياسية قال فيها:
أهلاً بكم فى ضريح سعد وأم المصريين.. أهلاً بكم فى ضريح زعيم الأمة.. ملك الفلاحين.. أبومصر.. رسول الوطنية.. هكذا لقبه المصريون وهكذا رأوا فيه الزعيم الملهم.. عندما هاجم الملك فؤاد، سعد ووصفه بأنه زعيم الرعاع.. وعندما علم سعد بهذا الوصف قال: «أنا ابن هذه الطبقة وأتشرف بأننى زعيم الرعاع».
اليوم نحتفل بذكرى عظيمة على قلوبنا.. ذكرى جعل منها المصريون يوماً للتأمل فى عظمة مصر وأبنائها.. يوماً للقدوة. اليوم ذكرى رحيل سعد والنحاس زعيمى مصر والوفد.. هذه الذكرى العظيمة التى ستبقى خالدة يحييها المصريون كل عام. حينما اشتدت الخلافات بين قيادات الوفد أثناء مفاوضات سعد مع اللورد ملنر بين عامى 1919 و1920 قال سعد: «فليرحل الأشخاص وليبقَ الوفد».. هذه هى المقولة التى تصلح فى كل عصر.. المهم أن يبقى الوفد.





