رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

احذروا كلمات الغضب.. لماذا قد يغيّر دعاء الأم على أبنائها مصير حياتهم؟

بوابة الوفد الإلكترونية

من منبر دار الإفتاء المصرية، جاءت رسالة قوية على لسان الشيخ محمد كمال، أمين الفتوى، موجهة إلى كل أم غاضبة: لا تدعوا على أبنائكن.


فالشكوى التي تقدمت بها "نجلاء من سوهاج" عن ابنها الذي يكثر شجاره مع أخواته البنات، لم تلقَ تعاطفًا في شكل تأييد للدعاء عليه، بل تحولت إلى إنذارٍ واضح: كلمات الأم قد تُفتح لها أبواب السماء في لحظة، فتُستجاب وهي لا تدري.

الدعاء سلاح ذو حدين

أوضح الشيخ محمد كمال أن النبي ﷺ نهى صراحة عن الدعاء بالسوء على الأولاد أو النفس أو المال، لأنه قد يوافق ساعة استجابة، فتتحول لحظة غضب عابرة إلى ندمٍ دائم. ولهذا أكد أن الأم التي تُخرج من قلبها دعاءً سلبيًا ضد ابنها، كمن يوجّه سهمًا إلى قلبه بيدها.

بديل الغضب.. دعاء بالرحمة والهداية

الفتوى وضعت الأمهات أمام خيار بديل: بدلًا من الدعاء على الأبناء، ليكن الدعاء لهم. كلمات مثل: «اللهم اهده»، «اللهم اجعله من الصالحين»، قد تصنع من الابن المشاكس إنسانًا صالحًا ببركة الدعاء الصادق. فالدعاء الطيب لا يُغيّر فقط مصير الأبناء، بل يُعيد تشكيل العلاقة العاطفية بين الأم وولدها.

لغة الحب لا لغة الصراخ

لم يكتفِ الشيخ محمد كمال بالتحذير من الدعاء السلبي، بل أشار إلى أن الأسلوب الحسن في الحوار مفتاح التربية الصحيحة.

 الأم التي تخاطب ابنها بهدوء: «يا محمد، اللي بتعمله غلط ومينفعش تتعامل كده مع إخواتك»، تزرع في قلبه احترامًا واستعدادًا للتغيير، بخلاف الصراخ أو اللعن الذي يزيد العناد ويُعمّق الفجوة.

ثقافة تحتاج تغيير

المجتمع المصري والعربي اعتاد عبارات مثل «ربنا ياخدك» أو «ياريتك ما جيت»، لكنها في ميزان الشرع كلمات خطيرة لا تليق بأمومة ولا بدين. ما نحتاجه، بحسب الفتوى، هو استعادة ثقافة الدعاء الطيب التي كانت الأمهات قديمًا يلتزمن بها، فتنزل البركة على الأبناء والبيوت.

 

الكلمة قد ترفع أو تهدم، وقد تُصلح أو تُفسد. واللسان، كما يصفه العلماء، أخطر أداة في تربية الأبناء. ومن هنا، فإن رسالة دار الإفتاء حاسمة: إذا أردتِ صلاح أبنائك، لا تدعي عليهم في لحظة غضب، بل ادعي لهم بصدق.. فقد يكون مفتاح سعادتهم وسعادتك بين دعواتك.