احذر.. مسكن شائع يسبب الهلوسة ويؤدي إلى تشخيصات خاطئة بالفصام
الفصام .. أثار أطباء من جامعة ولاية لويزيانا الأمريكية تحذيرًا عاجلًا بشأن دواء "نوركو"، أحد المسكنات الأفيونية الشائعة، بعدما تبين أن تناوله لفترات طويلة قد يؤدي إلى هلوسات سمعية وبصرية حادة، وقد يخلط الأطباء بين أعراضه وأمراض عقلية مثل الفصام.
وترتبط الحالة التي أثارت القلق برجل يبلغ من العمر 67 عامًا من مدينة شريفبورت في ولاية لويزيانا، بدأ يعاني من هلوسات شديدة تزامنت مع زيادة جرعته من نوركو لعلاج آلام الظهر المزمنة.
وجرى تشخيصه مبدئيًا بالفصام، إلا أن الأعراض اختفت تمامًا بعد توقفه عن تناول الدواء.
أعراض مشابهة للفصام..ولكن السبب مختلف
بدأت معاناة المريض قبل عامين من ظهور الأعراض، عقب خضوعه لعلاج طويل باستخدام نوركو، وهو تركيبة تحتوي على الهيدروكودون والأسيتامينوفين.
وأفاد بأنه شاهد أشخاصًا يهاجمونه، ورأى حيوانات غير موجودة، وحتى ديدانًا تزحف على سقف منزله، كما عانى من شعور دائم بأنه مُراقب.
وجرى إعطاؤه دواءً مضادًا للذهان من نوع كويتيابين، مما ساعد مؤقتًا في تهدئة الأعراض، لكن عودتها تزامنت بدقة مع زيادة جرعة نوركو إلى أربع أقراص يوميًا، وهي جرعة لا تزال ضمن النطاق الموصوف طبيًا.
تفاعل عصبي خطير
يرجّح الأطباء أن المادة الفعالة في نوركو تتفاعل مع الدماغ بشكل قد يؤدي إلى تسمم عصبي بمرور الوقت، خاصة مع الاستخدام طويل الأمد.
وأوضح الفريق أن هذه الأعراض غالبًا ما تُنسب خطأً إلى أمراض عقلية، في حين أنها تأثيرات جانبية للدواء لم تُوثّق بالشكل الكافي.
تشخيص خاطئ يغيّر حياة المريض
لا يملك المريض أي تاريخ عائلي للاضطرابات العقلية أو الخرف، كما أن تجربته الأولى مع الهلوسة بدأت بعد نوبة صرع أصيب بها في عمر 63.
وبعد توقفه عن تناول نوركو، اختفت الأعراض نهائيًا ولم يُصب بأي نوبة هلوسة مجددًا.
تحذيرات قديمة تتجدد بقوة
لطالما حذرت الهيئات الصحية، مثل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، من الاستخدام طويل الأمد لنوركو بسبب مخاطر الإدمان والجرعة الزائدة.
وتشير الدراسات الحديثة إلى أن الجرعات العالية من المواد الأفيونية ترتبط بزيادة احتمالية حدوث أعراض عصبية حادة، من بينها الهلوسة والذهان.
أزمة متفاقمة بعد الجائحة
تضاعف اعتماد المرضى على المسكنات الأفيونية مثل نوركو منذ تفشي جائحة كوفيد-19، نتيجة تأخر العمليات الجراحية وزيادة فترات الانتظار في المستشفيات.
وأظهرت بيانات حديثة أن وصف هذه الأدوية في المملكة المتحدة ارتفع بنسبة 40%، مما زاد من حالات الاعتماد عليها والمضاعفات الناتجة عنها.
أعراض الفصام والخلط المحتمل
الفصام عادةً ما يظهر بين سن 16 و30، ويتضمن أعراضًا مثل الهلوسة، التفكير المشوش، والكلام غير المنطقي، بالإضافة إلى الانعزال الاجتماعي.
وتشير الإحصاءات إلى أن 1% من سكان العالم يعانون من هذا الاضطراب، أي ما يقارب 685 ألف شخص في المملكة المتحدة ومليوني شخص في الولايات المتحدة.
دعوة إلى التوعية وإعادة التقييم
حالة المريض الأمريكي تسلط الضوء على ضرورة إعادة تقييم استخدام الأدوية الأفيونية ومراقبة تأثيراتها النفسية والعصبية، خاصة عند كبار السن، كما تدعو إلى توعية الأطباء بضرورة استبعاد العوامل الدوائية قبل تثبيت تشخيصات نفسية خطيرة مثل الفصام.
وأكد الأطباء أن "ظهور الهلوسة بشكل مفاجئ لدى شخص في منتصف الستينيات دون تاريخ نفسي واضح يجب أن يدفع الأطباء إلى البحث عن أسباب دوائية أولًا قبل الخوض في تشخيصات دائمة ومؤثرة على حياة المرضى".