رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

نبض الكلمات


 السياسة بلا أخلاق تتحول إلى مافيا مقننة، والساسة بلا ضمير يتحولون إلى تجار دماء وأحلام.  
  من أراد أن يحكم بشرف، عليه أن يدرك أن الدهاء ضرورة، لكن القذارة خيانة، والشعوب التي لا تميز بين الاثنين، تدفع الثمن مضاعفا من حريتها، ومن كرامتها، ومن مستقبل أبنائها، والخصم الفاجر لا يخجل، بل يتباهى بقذارته السياسية وكأنها وسام شرف، يمشي فوق جثث المبادئ، ويأكل من موائد الفساد، ويتاجر بالشرف الوطني في أسواق الصفقات، هو ذلك النوع من البشر الذي يبيع نفسه أولًا، ثم يبيع حلفاءه، ثم يبيع وطنه… بثمن بخس، وربما مجانًا إذا كان المقابل كرسيًّا أو نفوذًا.
السياسي الخبيث ليس مجرد شخص يتصدر المشهد العام بوجه بشوش وكلمات معسولة، بل هو مشروع مدروس للهيمنة والسيطرة، يعرف متى يتقمص دور المخلص ومتى يتلون بثوب الضحية. هو الذي يحترف لعبة الأقنعة، يوزع الوعود يمينًا ويسارًا وهو يدرك تمامًا أنه لا ينوي الوفاء بها، ويُغرق الناس في بحر من الشعارات البراقة ليغطي على واقعه المظلم، والخبيث في السياسة، يدرك أن قوته لا تكمن في ذاته فقط، بل في شبكة الأعوان التي تحيط به. هؤلاء الأعوان يشبهونه في المكر، فهم أدواته المطيعة، وجوقة التصفيق التي تبرر أخطاءه، بل وتحوّل خطاياه إلى "إنجازات". بعضهم يتسابق في تزوير الحقائق وتزييف الوعي خدمةً له، والبعض الآخر يحتمي بمصالحه الخاصة، فيتحول من صاحب موقف إلى تابع ذليل.
أعوان السياسي الخبيث هم أخطر من الخبيث نفسه، لأنهم يتغلغلون بين الناس كالإبرة في الثوب، لا تراهم بوضوح ولكنك تشعر بلسعتهم. هم من يروّجون الأكاذيب في المقاهي والبيوت ووسائل الإعلام، ويزرعون الشكوك في كل صوت حر. وهم من يمارسون الترهيب تارةً والإغراء تارةً أخرى لضمان استمرار نفوذ سيدهم.
والسياسي الخبيث وأعوانه يشبهون السرطان في جسد الدولة: يبدأون بخلايا صغيرة تتسلل بصمت، ثم لا يلبثون أن ينهشوا كل مؤسساتها، حتى يترسخ الفساد كأنه أمر طبيعي. وإذا حاول الشعب استئصالهم، يرفعون رايات الوطنية الكاذبة ويستحضرون شعارات "الاستقرار" ليخيفوا الجماهير من التغيير ، لكن التاريخ علمنا أن هؤلاء، مهما طال مكرهم، نهايتهم محتومة. فالشعوب قد تُخدع لبعض الوقت، لكنها لا تُخدع للأبد. والسياسي الخبيث مهما حصّن نفسه بالأعوان، فإن لحظة السقوط تأتي حين ينقلبون عليه أولًا، لأن من خان وطنه لن يتورع عن خيانة قائده.
رئيس لجنة المرأة بالقليوبية وسكرتير عام اتحاد المرأة الوفديه [email protected]