هَذَا رَأْيِي
ما تطلبه إسرائيل وتصر عليه هو نزع سلاح حزب الله فى لبنان وسلاح المقاومة فى غزة لتصبح الجبهة الشمالية والجنوبية لإسرائيل منزوعة السلاح لإنهاء المقاومة وتنهتى معها القضية الفلسطينية للأبد.. هل حققت اتفاقية أوسلو حلم الدولة الفلسطينية؟.. الجواب..لا.. بل مزيدًا من المستوطنات والاعتقالات.. ضغوط المجتمع الدولى فى هذا الاتجاه والمطالبة بأن يكون السلاح بيد الدولة هى دعاوى حق يُراد بها باطل.. فأين الدولة فى فلسطين التى تحمى أرضها وشعبها وحدودها حتى ننزع سلاح المقاومة ويكون بيد الدولة؟ هل الدولة هى السلطة الفلسطينية التى تعيش تحت حصار الجيش الإسرائيلى وتأتمر بأوامره ؟!..هل الدولة فى لبنان التى يعجز جيشها عن تحرير أرضه وحماية لبنان وحدوده قادر على حماية نفسه ودولته؟
يريدون أن ينزعوا سلاح المقاومة التى لا تريد سوى تحرير أرضها ومقدساتها التى هى مقدسات العالم العربى والإسلامى.. إسرائيل تريد المنطقة منزوعة السلاح حتى تحقق ما يحلم به قادتها من وهم إسرائيل الكبرى..حزب الله وفصائل المقاومة فى غزة هما العقبة الكبرى أمام تحقيق حلم إسرائيل.. إسرائيل تحاول إقناع العالم أن الاستقرار يكمن فى نزع سلاح حزب الله وفصائل المقاومة فى غزة بعدما جردت سوريا من جيشها لتصبح الساحة ملائمة لمزيد من العربدة الإسرائيلية وفرض سيطرتها على المنطقة وغياب قوة الردع.. العالم كله يدرك أن الاستقرار يكمن فى حل الدولتين ووجود دولة فلسطينية ذات سيادة وتحرير أرض لبنان ولكن البلطجة الأمريكية والكيان الغاصب لهما اليد العليا فى فرض شروطهما ومخططاتهما واجنداتهما على المنطقة.. سلاح المقاومة نتيجة مباشرة للاحتلال. هو وسيلة بقاء وضمانة ردع، وليس مجرد بند على طاولة المفاوضات.
الحقيقة أن أى نقاش عن نزع السلاح قبل إنهاء الاحتلال هو قلب للمعادلة. فالمشكلة ليست فى السلاح، بل فى الاحتلال الذى أوجده.. لذلك ستبقى معركة السلاح عنوانًا لصراع أعمق صراع على الكرامة، والوجود، والحق فى أن يكون للشعوب صوت وقوة فى مواجهة آلة عسكرية غاشمة هدفها الأرض وتحقيق حلم إسرائيل الكبرى..حزب الله فى لبنان، والمقاومة فى غزة يمثلان الكابوس الذى يقض مضاجع جنرالات إسرائيل.. نزع سلاح المقاومة بالنسبة للكيان الغاصب ليس مطلبًا أمنيًا فحسب، بل هو مشروع استراتيجى ينهى فكرة المقاومة ذاتها، ويجعل الردع معادلة من طرف واحد.. الغرب يغض الطرف عن ترسانة إسرائيل النووية، وعن الاحتلال الذى هو أصل كل فوضى ويطالب بنزع سلاح المقاومة!.. سلاح المقاومة هو رمز لدماء الشهداء، وهوية شعب لا يريد أن يُمحى.. سلاح المقاومة شهادة على أن الشعوب لا تستسلم، وأن الحقوق لا تُسترد بالوعود وحدها. من يُطالب بوأد السلاح قبل وأد الاحتلال إنما يطلب من الشعوب أن تموت واقفة بلا حول ولا قوة.
[email protected]