أهم تصريحات المشاركين في اجتماع ترامب مع زيلينسكي والأوروبيين

عقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اجتماعًا متعدد الأطراف في البيت الأبيض يوم أمس الإثنين لمناقشة حل النزاع الأوكراني، وشارك في المحادثات فلاديمير زيلينسكي، وقادة المملكة المتحدة، وألمانيا، وإيطاليا، وفرنسا، وفنلندا، بالإضافة إلى رئيسي المفوضية الأوروبية وحلف شمال الأطلسي (الناتو).
وبحسب وكالة الأنباء الروسية "تاس"، استضاف البيت الأبيض هذا العدد الكبير من القادة الأوروبيين لأول مرة في التاريخ، وسبق هذا الحدث متعدد الأطراف اجتماع وجهًا لوجه بين ترامب وزيلينسكي، استمر قرابة الساعة.
علاوةً على ذلك، اتصل ترامب بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإطلاعه على نتائج المحادثات، واستمرت المحادثة قرابة 40 دقيقة، وأعربا عن تأييدهما لمواصلة المحادثات المباشرة بين موسكو وكييف، وناقشا إمكان رفع مستواها، وفقًا لما ذكره مساعد الكرملين يوري أوشاكوف.
جمعت وكالة تاس أهم التصريحات التي أدلى بها المشاركون في اجتماع البيت الأبيض.
موقف ترامب:
صرح ترامب عقب محادثات البيت الأبيض بأنه بدأ الترتيبات للقاء بين بوتين وزيلينسكي "في مكان سيُحدد لاحقًا".
وأضاف، أن من المفترض أن يلي هذا اللقاء محادثات ثلاثية تضم الولايات المتحدة وروسيا وأوكرانيا.
كما كتب ترامب على منصة "تروث سوشيال": "ناقشنا خلال الاجتماع الضمانات الأمنية لأوكرانيا، التي ستقدمها مختلف الدول الأوروبية، بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية". وتابع: "ينسق نائب الرئيس جيه دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف مع روسيا وأوكرانيا".
وأعرب ترامب قبل المحادثات، عن ثقته بإمكان عقد اجتماع ثلاثي بينه وبين بوتين وزيلينسكي، وفي اجتماعه مع القادة الأوروبيين وزيلينسكي، قال إن الأمر مسألة وقت لا أكثر.
ترامب: العمل على اتفاق سلام لا يتطلب وقف إطلاق النار:
وقال الرئيس الأمريكي أنه واثق من سعي روسيا لحل النزاع، مؤكدًا أنه بعد محادثاته مع زيلينسكي أن خطر استمرار العدوان الروسي على أوكرانيا مُبالغ فيه.
كما أشار ترامب إلى أن العمل على اتفاق سلام لا يتطلب وقف إطلاق النار.
وأشار الزعيم الأمريكي إلى أن روسيا وأوكرانيا يجب أن يناقشا وجود تبادل محتمل للأراضي لتسوية الأزمة.
وتوقع ترامب أن يتضح "خلال أسبوع أو أسبوعين" ما إذا كان من الممكن حل الصراع في أوكرانيا.
تصريحات زيلينسكي في لقائه مع ترامب والقادة الأوروبيون:
فيما صرح زيلينسكي بعد محادثاته مع ترامب بأنه مستعد لعقد اجتماع ثنائي مع الرئيس الروسي.
وقال في إفادة صحفية: "أكدتُ، وأيدني جميع القادة، أننا مستعدون لعقد اجتماع ثنائي مع بوتين"، مضيفًا أنه يتوقع عقد اجتماع ثلاثي مع ترامب بعد ذلك، وأنه لم يُحدد موعدٌ بعد للقاء بوتين.
وقال زيلينسكي أيضًا إنه يرغب في مناقشة "قضية الأراضي" في اجتماع ثنائي محتمل مع بوتين، مضيفًا أنه لا يصر على وقف إطلاق النار كشرط لمزيد من المفاوضات.
وزعم زيلينسكي أن جميع القضايا الحساسة، تلك المتعلقة بالأراضي وأشياء أخرى، سيتم مناقشتها في اجتماع ثلاثي بين أوكرانيا والولايات المتحدة وروسيا.
علاوة على ذلك، أضاف زيلينسكي أنه من المتوقع وضع الضمانات الأمنية لأوكرانيا وتوقيعها خلال 7-10 أيام، وحسب قوله، تتضمن هذه الضمانات ثلاثة جوانب، تتعلق بأسلحة الجيش الأوكراني، والالتزامات الحليفة، وتطوير صناعة الدفاع الأوكرانية.
وأضاف، أنه من السابق لأوانه الحديث عن تفاصيل الضمانات الأمنية وما إذا كانت ستشمل نشر قوات أجنبية في أوكرانيا.
بعد محادثات البيت الأبيض، اقترحت كييف شراء أسلحة من الولايات المتحدة بقيمة 90 مليار دولار، تشمل طائرات وأنظمة دفاع جوي.
وأوضح زيلينسكي أن حزمة الأسلحة الأمريكية ستُشير إلى "البند الثاني من الضمانات".
زيلينسكي: إجراء انتخابات في أوكرانيا لن يتم إلا بعد انتهاء الأعمال العدائية:
وفي اجتماعه الثنائي مع ترامب، قال زيلينسكي (الذي انتهت ولايته الرئاسية في 20 مايو 2024) إنه منفتح على إجراء انتخابات في أوكرانيا، ولكن فقط بعد انتهاء الأعمال العدائية.
القادة الأوروبيون ورئيس حلف شمال الأطلسي:
رحّب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بفكرة عقد اجتماع ثلاثي بين قادة روسيا والولايات المتحدة وأوكرانيا.
ومع ذلك، يرى ماكرون ضرورة عقد اجتماع رباعي يضم أوروبا.
فرنسا..إمكان تشديد العقوبات على روسيا:
صرح ماكرون بأن اجتماع البيت الأبيض ناقش إمكان تشديد العقوبات على روسيا، مشيرًا إلى أن القادة الأوروبيين وترامب يتوقعون ترتيب اتصال مباشر بين بوتين وزيلينسكي خلال الأيام أو الأسابيع المقبلة.
ووفقًا لماكرون، سيتم تحديد مكان الاجتماع اليوم 19 أغسطس، ولكن بحسب ماكرون، فإن المشاركين في الاجتماع لم يتطرقوا إلى القضايا المتعلقة بالأراضي، لأن التركيز كان على الضمانات الأمنية.
قال ماكرون إن إعلان الولايات المتحدة عن "التزامها الواضح" بالمشاركة في تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا يُمثل "تقدمًا مهمًا".
وفي معرض حديثه عن الضمانات، أعرب الرئيس الفرنسي عن رأيه بأن أوكرانيا ستحتاج إلى الحفاظ على جيش قوامه مئات الآلاف من الجنود، بينما يقوم حلفاء كييف بتدريبه وتوفير المعدات له وتمويله على مدى فترة زمنية طويلة.
ألمانيا تؤكد ضرورة وقف إطلاق النار قبل بدء المحادثات:
على عكس ترامب، أكد المستشار الألماني فريدريش ميرز على ضرورة ضمان وقف إطلاق النار في أوكرانيا قبل بدء المرحلة التالية من محادثات السلام، كما يرى ميرز ضرورة الضغط على روسيا.
الأمين العام لحلف شمال الأطلسي يوافق على ضم أوكرانيا والولايات المتحدة ترفض:
فيما صرح الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، مارك روته، لقناة فوكس نيوز بعد محادثات البيت الأبيض أن المناقشات بشأن أوكرانيا ستستمر عبر الإنترنت.
وأشار روته إلى أنه على الرغم من وجود مسار لا رجعة فيه لانضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي، إلا أن الأمر غير مطروح حاليًا بسبب معارضة الولايات المتحدة ودول أخرى لعضوية أوكرانيا.
أمين عام الناتو: إمدادات الأسلحة الأمريكية لأوكرانيا ستستمر وسنتحمل تكلفتها:
كما صرّح أمين عام الناتو، بأن التنازلات الإقليمية لم تُناقش خلال الاجتماع، مؤكدًا أن إمدادات الأسلحة الأمريكية لأوكرانيا ستستمر، وأن "شركاء الناتو في أوروبا" سيتحملون تكلفتها.
بريطانيا تثق في قدرة الدول الأوروبية وواشنطن لتحقيق أمن اوكرانيا:
أعرب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر خلال الاجتماع عن ثقته بقدرة الدول الأوروبية والولايات المتحدة على ضمان إحراز تقدم حقيقي في مسألة الضمانات الأمنية لأوكرانيا.
ويرى ستارمر أن الاجتماع المحتمل بين ترامب وبوتين وزيلينسكي هو الخطوة المنطقية التالية.
إيطاليا:
دعت رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، إلى الوحدة في البحث عن مخرج من الأزمة الأوكرانية، وترى أن ترامب نجح في إطلاق مرحلة جديدة من هذه الجهود.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بعد الاجتماع إن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة سيعملان على تطوير "ضمانات أمنية قوية" لأوكرانيا.
أعرب الرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب عن رأيه بأن الأمر سيستغرق حوالي أسبوع للتوصل إلى تفاصيل الضمانات الأمنية.
وسائل الإعلام الأمريكية: زيلينسكي والقادة الأوروبيون يشيدون بترامب:
وفقًا لصحيفة واشنطن بوست، شكر زيلينسكي ترامب حوالي إحدى عشرة مرة خلال أربع دقائق ونصف الدقيقة التي خاطبه فيها علنًا في اجتماعات متعددة.
وأشارت الصحيفة إلى أن زيلينسكي أوضح أنه تكيف مع الوضع خلال الأشهر الستة التي انقضت منذ زيارته الأخيرة للبيت الأبيض، التي انتهت "بكارثة".
وتشير صحيفة واشنطن بوست إلى أن زيلينسكي لم يكن الوحيد الذي أشاد بالرئيس الأمريكي، حيث "شكر الزعماء الأوروبيون وحلف شمال الأطلسي ترامب وأثنوا عليه مرارًا وتكرارًا خلال اجتماعهم في البيت الأبيض".