رحيل أحد أعلام العربية.. شيخ الأزهر ينعى الدكتور صابر عبد الدايم

في لحظة مؤثرة وحزينة، نعى الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، العالم الجليل الدكتور صابر عبد الدايم، العميد الأسبق لكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، والحاصل على وسام الدولة للعلوم والفنون من الطبقة الأولى، والذي وافته المنية اليوم الاثنين، بعد رحلة طويلة حافلة بالعلم والعطاء وخدمة القرآن الكريم واللغة العربية.
مسيرة علمية حافلة بالإنجازات
الدكتور صابر عبد الدايم لم يكن مجرد أستاذ جامعي عابر في تاريخ الأزهر، بل كان أحد الأعلام الذين تركوا بصمة بارزة في ميدان الدراسات العربية والقرآنية. فقد عرف عنه التفاني في التدريس، والحرص على غرس حب اللغة العربية في نفوس طلابه، إلى جانب جهوده البحثية التي ساهمت في إثراء المكتبة العربية والإسلامية.
لقد تولى الراحل عمادة كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر بالزقازيق، وهناك قدم نموذجًا فريدًا في القيادة العلمية والإدارية، جعل منه قدوة لزملائه وأبنائه من الباحثين والطلاب، حتى استحق أن يُكرَّم بوسام الدولة للعلوم والفنون من الطبقة الأولى، وهو تقدير مستحق لمسيرة امتدت عقودًا.
شيخ الأزهر: أنموذج في الجد والاجتهاد
شيخ الأزهر الشريف، الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، أكد في نعيه أن الفقيد كان أنموذجًا في الجد والاجتهاد والحرص على طلب العلم، وأنه سيظل حاضرًا في ذاكرة الأزهر وطلابه بما تركه من إرث علمي راسخ.
وأوضح أن ما خلّفه الدكتور صابر من كتب وبحوث ومؤلفات يعد منهلًا لا ينضب لطلاب اللغة العربية ودارسي علوم القرآن الكريم، وأن ذكراه ستظل باقية بما نشره من نور العلم، وما غرَسه من قيم أصيلة في نفوس طلابه.
إرث علمي سيبقى خالدًا
لم تكن مؤلفات الراحل مجرد أوراق في مكتبات الجامعات، بل كانت جسورًا للمعرفة تربط بين التراث العربي الأصيل واحتياجات العصر الحديث. ومن خلال جهوده في التدريس والتأليف، ساهم في الحفاظ على الهوية اللغوية والدينية، ليبقى أثره ممتدًا في أجيال متعاقبة من العلماء والطلاب.
عزاء الأزهر ودعوات بالمغفرة
الأزهر الشريف، في بيانه، تقدم بخالص العزاء إلى أسرة الراحل وطلابه وزملائه في كليات اللغة العربية، داعيًا الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يُلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
واختتم الأزهر بيانه بالتأكيد على أن فقدان الدكتور صابر عبد الدايم خسارة كبيرة للمؤسسة العلمية والدينية، لكنه سيظل حيًا بما قدمه من علم وأثر خالد في قلوب وعقول طلابه ومحبيه.
برحيل الدكتور صابر عبد الدايم، يفقد الأزهر الشريف والعالم الإسلامي أحد أعلام اللغة العربية وعلوم القرآن، لكنه يترك إرثًا خالدًا سيظل شاهدًا على إخلاصه للعلم وخدمته للغة القرآن الكريم، ليبقى اسمه مضيئًا في سماء الأزهر، ومنارة تهدي طلاب العلم في كل زمان ومكان.