الحزن والغضب والخوف وراء متلازمة القلب المنكسر
«دكتور عندى مشاكل جامدة مع زوجى قد تصل إلى الطلاق وجالى بعدها ألم فى الصدر وضيق نفس، وسمعت أن الزعل بيكسر القلب فهل هذا صحيح؟
نعم سيدتى هناك متلازمة تسمى متلازمة القلب المنكسر.
وبالنسبة للبعض «قلبى مكسور» ليست مجرد تعبير مجازى عن شدة الحزن على فراق حبيب، بل قد يكون توصيفاً حقيقياً لما يشعرون به جراء الإجهاد العاطفى أو المرور بمواقف عصيبة، وهى متلازمة علمية تسمى «متلازمة القلب المكسور».
قد لا يتحمل القلب ألم فراق أحد الأحبة أو وقع صدمة كبيرة، ويؤدى ذلك إلى تسارع نبضاته والشعور بأعراض مشابهة لحالات الإصابة بنوبة قلبية. وفى الواقع هذا ما يسمى متلازمة القلب المكسور، فما هى؟ وهل من طريقة لمعالجتها؟
تشير الدراسات إلى أن متلازمة القلب المنكسر يمكن أن تحدث نتيجة مجموعة متنوعة من عوامل التوتر العاطفى مثل الحزن والغضب الشديد والخوف والمفاجآت المدوية. ويتسبب أى من هذه العوامل فى إفراز كميات كبيرة من الهرمونات مثل الأدرينالين والنورادرينالين للتعامل مع الإجهاد فى الجسم. ومن ثم تتداخل الكميات الكبيرة من هذه الهرمونات مع حجرة ضخ القلب (البطين الأيسر) وتسبب تغيرات فى شكلها لتصبح مثل مصيدة الأخطبوط، ما يؤدى إلى انخفاض مؤقت فى إمداد القلب بالدم. ومن الأمثلة على المسببات الشائعة لمتلازمة القلب المنكسر: الأزمات المالية الحادة أو المفاجئة ووفاة أحد أفراد الأسرة والضغط العاطفى المرتبط بالمهنة والعنف المنزلى والتعرض لحادث والانخراط فى جدال حاد وحالات الطلاق ومفاجآت غير متوقعة مثل الفوز بمبلغ ضخم من المال والحماسة المفرطة أثناء الخطابة.
يقول الدكتور هانى أمين، استشارى القلب وقلب الأطفال فى جامعة عين شمس: تتعدد الأسباب العاطفية التى يمكن أن تؤدى إلى الإصابة بمتلازمة القلب المنكسر مثل التعرض لفقدان عزيز أو التعرض لمشكلات ناجمة عن الخلافات الزوجية، وكذلك المشكلات التى تنم عن فقدان الثقة فى أحد الأشخاص، كالخيانة مثلاً.
وتعد النساء أكثر الفئات تعرضاً لهذا النوع من الأمراض، نظراً لشدة تعلقهن عاطفياً، ويأتى الأطفال وكبار السن فى المرتبة الثانية نظراً لشدة احتياجهم للرعاية والاهتمام، فيكون فقدان الأحبة، أو عدم وجود المخلصين من حولهم، سبباً فى الإصابة بهذه المتلازمة.و لحسن الحظ، إنها حالة قلبية مؤقتة وقابلة للشفاء التام لدى معظم الناس. ولكن ما الذى يسبب متلازمة القلب المنكسر؟
يضيف الدكتور هانى أمين لا يزال السبب الدقيق وراء الإصابة بمتلازمة القلب المنكسر غير معروف، ولكن رجح العلماء أنه عند حدوث ضغوط جسدية أو عاطفية، يفرز جسمك هرمونات التوتر فى دمك مثل الأدرينالين والنورادرينالين وهى التى تؤثر مؤقتاً على وظائف قلبك فيحدث الآتى: يعطل الإيقاع الطبيعى والثابت لقلبك «اضطراب ضربات القلب.»و يتسبب فى تضخم جزء من قلبك مؤقتاً «الجزء السفلى من البطين الأيسر» ويؤدى إلى تقلصات أكثر قوة فى مناطق أخرى من قلبك. هذه التغييرات تسبب قصور مؤقت فى عضلة القلب.
ويوضح الدكتور هانى أمين أعراض متلازمة القلب المنكسر قد تشعر بالأعراض فى غضون دقائق تصل إلى ساعات بعد حدوث الزعل الشديد أو الصدمة العصبية.
تتضمن علامات متلازمة القلب المنكسر وأعراضها ما يلي:ألم الصدر المفاجئ والشديد «الذبحة الصدرية» وضيق فى التنفس ومن الأعراض الرئيسية ضعف البطين الأيسر لقلبك وارتشاح رئوى وعدم انتظام ضربات القلب وانخفاض ضغط الدم.
وتؤدى الإصابة بمتلازمة القلب المنكسر إلى خطر كبير فى بعض الحالات قد تصل إلى الموت المفاجئ جراء هذه المشكلة حيث ربما تكررت مرات الإصابة، وكانت درجة شدتها عالية، ما ينذر بتوقف القلب عن العمل والموت المفاجئ ولكن الحمد لله هذه حالات نادرة.
ويضيف الدكتور هانى أمين فى حال حدوث ألم الصدر وضيق النفس عليك الذهاب إلى طبيب القلب وعمل رسم قلب وقد يطلب منك عمل موجات صوتية للقلب أو رسم قلب بالمجهود وقد تحتاج لدخول المستشفى تحت الملاحظة اذا كانت الأعراض شديدة.
وتتم معالجة القلب المنكسر بالصورة نفسها التى يتم التعامل بها مع مرضى القلب، فيبقى المريض تحت الملاحظة مع إعطائه الأدوية المناسبة للحالة، حتى يتخطى الأزمة. ويصف الطبيب بعد ذلك مجموعة من الأدوية التى تعمل على تثبيط زيادة الإنزيمات، وكذلك العمل على تقليل الضغط على القلب وبعض الأدوية المهدئة.
وتبقى أهم جزئية للوقاية والعلاج من هذا المرض فى التهيئة النفسية لتقبل أى نوع من المفاجآت، بقدر كبير من التسامح والرضا والإيمان بأن قدر الله كله خير وأن ما تخيلته أنه بلوى أصابتك قد يعوضك الله عنها بكل خير.