رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

خُلق الأنبياء ورفعة للإنسان.. تعلمه من رسول الله

بوابة الوفد الإلكترونية

أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، أن التواضع هو خُلق جليل يقابل الكبر والغرور، ويعني إظهار البساطة والاعتدال في التعامل مع الناس، مع إنصاف النفس وعدم ادعاء ما ليس لها أو إذلالها بما لا يليق.

التواضع في القرآن الكريم

أوضح جمعة أن القرآن الكريم عرض صورة واضحة للتواضع في موعظة لقمان لابنه، حيث قال تعالى:
﴿يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ، وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ، وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ﴾ [لقمان: 17-19].

الرسول ﷺ.. قمة التواضع

وأشار جمعة إلى أن النبي ﷺ كان المثل الأعلى في التواضع، فقد كان يبدأ الناس بالسلام، ويستمع إلى الكبير والصغير، ولا يسحب يده من المصافحة حتى يسحبها الآخر.

 وكان يضع الصدقة بيده في يد المحتاج، ويجلس حيث ينتهي به المجلس، ولا يتكبر عن قضاء حاجته بنفسه، بل يذهب إلى السوق ويحمل متاعه ويقول: «أنا أولى بحمله». كما كان يشارك أهل بيته أعمالهم، فيخصف نعله ويرقع ثوبه بيده.

احترام العمل.. أساس التواضع

بيّن جمعة أن من أهم أركان التواضع احترام العمل، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ: «ما بعث الله نبيا إلا رعى الغنم»، موضحًا أن هذا الحديث يرسخ لقيمة احترام العمل الشريف وعدم الترفع عنه، إذ مارس النبي ﷺ الرعي والتجارة، وغرس في أصحابه قيمة الكسب الحلال والعمل الجاد.

التواضع في البيت والحياة اليومية

أورد جمعة أحاديث السيدة عائشة رضي الله عنها التي روت أن النبي ﷺ كان يشارك في أعمال البيت، فيخصف نعله ويخيط ثوبه ويحلب شاته ويخدم نفسه، ليضرب أروع الأمثلة في التواضع الأسري.

التحذير من الكبر ومصيره

وختم جمعة بالتأكيد على أن التواضع ضد الكبر، وقد نهى النبي ﷺ عن التكبر، محذرًا من عاقبة المتكبرين بقوله: «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر»، موضحًا أن الكبر لا يعني حسن المظهر، بل هو رد الحق واحتقار الناس، بينما يحب الله الجمال ويحب أن يرى أثر نعمته على عباده دون تعالٍ أو استعلاء.