آبل تعيد ميزة قياس الأكسجين في الدم إلى Apple Watch بعد نزاع قانوني طويل
أعلنت شركة آبل رسميًا عن إعادة طرح ميزة قياس مستوى الأكسجين في الدم على بعض طرازات ساعاتها الذكية، بعد أكثر من عام من الإيقاف القسري نتيجة النزاع القضائي مع شركة الأجهزة الطبية "ماسيمو".
الخطوة الجديدة تأتي عبر تحديث برمجي، وتفتح الباب أمام المستخدمين في الولايات المتحدة لاستعادة واحدة من أبرز خصائص Apple Watch التي أُزيلت سابقًا.
وفقًا لما نشرته الشركة على موقعها الإلكتروني، ستتاح الميزة مجددًا لمستخدمي Apple Watch Series 9 وSeries 10 وWatch Ultra 2.
وسيكون تفعيلها مشروطًا بتحديث الأجهزة إلى أحدث إصدارات الأنظمة، وهي iOS 18.6.1 للهواتف وwatchOS 11.6.1 للساعات.
وبمجرد تثبيت التحديثات، ستُسجل بيانات الأكسجين الملتقطة بواسطة الساعة مباشرة على جهاز الـ iPhone، حيث ستظهر ضمن قسم الجهاز التنفسي في تطبيق Health.
وأكدت آبل أن هذه الخطوة لن تؤثر على الوحدات المباعة سابقًا خارج الولايات المتحدة، ولا على الإصدارات القديمة التي تضمنت الميزة الأصلية قبل قرار الحظر. بمعنى آخر، التغيير يخص السوق الأمريكية بالأساس، نظرًا لارتباطه بالنزاع القانوني هناك.
خلفية النزاع مع ماسيمو
القصة بدأت عام 2021 عندما رفعت شركة Masimo، المتخصصة في الأجهزة الطبية، دعوى قضائية ضد آبل متهمة إياها بانتهاك حقوقها الفكرية المتعلقة بتقنيات قياس الأكسجين عبر مقياس التأكسج النبضي. القضية استمرت لأكثر من عامين، وتخللها سجال قانوني واسع بين الشركتين.
وفي 2023، أيّدت لجنة التجارة الدولية الأمريكية (ITC) حكمًا سابقًا ضد آبل، معتبرة أن الشركة بالفعل انتهكت براءات اختراع تعود إلى ماسيمو.
ورغم أن البيت الأبيض كان يمتلك صلاحية استخدام حق النقض لوقف القرار، فإن الرئيس الأمريكي حينها جو بايدن لم يتدخل.
النتيجة كانت إيقاف مبيعات Apple Watch Series 9 وUltra 2 داخل السوق الأمريكية بشكل مؤقت، وهو ما أحدث جدلًا واسعًا بين المستهلكين والمتابعين.
لاحقًا، عادت آبل لطرح هذه الطرازات للبيع بعد أن أجرت تعديلات برمجية أزالت منها ميزة قياس الأكسجين، لتتفادى العقوبات القانونية. لكن غياب الخاصية أثار استياء عدد من المستخدمين الذين اعتادوا على الاستفادة منها في متابعة مؤشراتهم الصحية.
عودة الميزة بتصميم معدل
التطور الجديد جاء بعدما حصلت آبل على موافقة من هيئة الجمارك الأمريكية تتيح لها إعادة تقديم الميزة لكن بصيغة "معدلة". التفاصيل الدقيقة للتعديل لم تُكشف بالكامل، إلا أن آبل أشارت إلى أن إعادة التصميم تضمن التوافق مع المتطلبات القانونية وتجنب الاصطدام مجددًا ببراءات اختراع ماسيمو.
من الناحية العملية، لن تختلف تجربة المستخدم كثيرًا؛ فالساعات ستظل قادرة على قياس مستوى الأكسجين في الدم، لكن معالجة البيانات وعرضها سيكون عبر iPhone بشكل أكبر من الاعتماد على الساعة نفسها. هذا التغيير ربما يكون هو الجانب الفني الذي مكن الشركة من تجاوز النزاع القانوني.
تأثير الخطوة على السوق
إعادة الميزة تعني أن ساعات آبل الذكية ستستعيد جزءًا مهمًا من تنافسيتها في سوق الأجهزة القابلة للارتداء، خصوصًا أن الصحة واللياقة البدنية هما محور رئيسي لتسويق هذه الأجهزة. كما أن هذا التطور قد يضع ضغوطًا جديدة على ماسيمو التي ما زالت تلاحق آبل في المحاكم بقضايا أخرى.
الأهم أن المستهلك الأمريكي بات أمام نسخة أكثر تكاملًا من الساعات الذكية، بعد فترة من التقييد أثارت انتقادات واسعة. وبالنظر إلى أن نحو 90% من إيرادات آبل تأتي من منتجاتها الرئيسية كالآيفون والآبل ووتش، فإن استعادة الميزات الصحية يظل جزءًا أساسيًا من استراتيجيتها للحفاظ على ثقة العملاء وتعزيز مكانتها في قطاع الرعاية الصحية الرقمية.
بهذا التحديث، تطوي آبل صفحة من أصعب النزاعات التقنية التي واجهتها في السنوات الأخيرة، ولو مؤقتًا، في انتظار ما ستسفر عنه المحاكم بشأن القضايا المعلقة مع ماسيمو.