التسامح.. جسر الإسلام لبناء مجتمع يسوده السلام والعدل

قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن قيمة التسامح تُعد من القيم السامية التي جاء بها الإسلام، حيث دعا القرآن الكريم إلى الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، والجدال بالتي هي أحسن، بما يرسخ مبادئ الرحمة والتعايش بين البشر.
حرية الاعتقاد أساس راسخ
أوضح المركز أن الإسلام وضع قاعدة ثابتة في حرية الاعتقاد، فقال تعالى: {لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي}، مما يؤكد أن الإيمان لا يقوم إلا على الاقتناع العقلي والاطمئنان القلبي، بعيدًا عن أي إكراه أو إجبار.
وحدة الرسالات السماوية
وأشار المركز إلى أن جميع الديانات السماوية تستقي من معين واحد، وأن الأنبياء جميعًا إخوة لا تفاضل بينهم من حيث الرسالة والإيمان، استنادًا لقوله تعالى: {قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم... لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون}.
احترام أماكن العبادة
وشدد المركز على أن الإسلام دعا إلى احترام دور العبادة باختلافها، حيث قال تعالى: {ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا}. وهو ما يعكس حرص الدين على حماية قيم التعايش والعدل.
الحوار بالحسنى.. قيمة إنسانية
وأوضح أن القرآن الكريم علّم المسلمين آداب الحوار مع المخالفين، فدعا إلى المجادلة بالتي هي أحسن، وضرب مثالًا في قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام مع أبيه، حين خاطبه بعبارات رقيقة: {يا أبت}، وردّ على وعيده له بالرجم قائلاً: {سلام عليك}.
التسامح سبيل السلام المجتمعي
واختتم حديثه بالتأكيد على أن تحقيق السلام هو الغاية العظمى للعلاقات الإنسانية، وأن التسامح مع الآخرين هو الوسيلة النافعة لبلوغ هذه الغاية، مؤكدًا أن المبادئ التي رسخها القرآن الكريم تمثل الطريق الأمثل لتأسيس مجتمع متسامح يسوده العدل والرحمة.