رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

«هولوكست الخيام»

بوابة الوفد الإلكترونية

«الحر والجرب» يفترسان الفلسطينيين وجريمة مكتملة ضد أسرى السجون 

محادثات بين تل أبيب وجنوب السودان لتهجير أصحاب الأرض من غزة

 

لا يكافح الفلسطينيون فقط الحر الذى يلهب الأجساد، فى خيام النازحين.. بل يكافحون أيضا قسوة الحياة التى جعلت من النار مأوى لهم عبارة عن أفران وحمم نارية فى ظل ارتفاع درجات الحرارة وغياب الكهرباء منذ عامين

فى غزة أصبحت الخيمة مأوى السواد الأعظم من أهالى القطاع ولكنها تحولت إلى جحيم كبير لا تصلح للحياة الآدمية أو حتى الحيوانية.

يتساءل الصحفى والإعلامى الفلسطينى «عبدالله مقداد» هل أدرك أى صانع للقرار ما معنى أن يعيش برفقة أطفاله فى هذا الجحيم دون ماء أو كهرباء أو دواء أو غذاء لو أدرك لانتهت الحرب منذ زمن؟

ويصف الدكتور «محمد أبوعفش» مدير الإغاثة الطبية فى غزة، الوضع داخل القطاع المحاصر فى ظل حرب إبادة جماعية مستمرة، لليوم 677 قائلا «إن ما يحدث ليس مجرد أمراض موسمية، نحن نتحدث عن بيئة قاتلة: حرارة مرتفعة، مياه شبه معدومة، وصرف صحى غائب تماما».

ويضيف خلال تصريحات من القطاع لـ«الوفد» أن الخيام التى تؤوى النازحين تحولت لبؤر لأمراض جلدية خطيرة تفتك بالصغار قبل الكبار.

ويؤكد مدير الإغاثة الطبية بالقطاع أن هذه العوامل وحدها كافية لتفشى أمراض مثل الجرب، وجدرى الماء، والحساسية الجلدية، وغيرها من الأمراض التى يصعب علاجها فى هذه الظروف.

وأضاف «أبوعفش» أن القصف الصهيونى دمر 45 بئرا للمياه فى القطاع، والمياه التى تصل اليوم لا تكفى للشرب أصلا، فكيف بالنظافة الشخصية؟ البثور والحكة تلتهم أجساد الأطفال، ومع كل حكة تلتهب الجروح وتطول فترة الشفاء. نحن أمام كارثة صحية مكتملة الأركان».

وأشار الى أن الأسباب لانتشار هذه الأمراض هى أسباب مترابطة فسوء التغذية يضعف المناعة، ونقص المعادن ينهك الجسم، وانتشار الحشرات والبعوض يزيد من تفاقم العدوى.

يأتى ذلك فيما حذر رئيس نادى الأسير الفلسطينى «عبدالله زغارى»، من تفاقم الأوضاع الكارثية التى يواجهها الأسرى فى سجون الاحتلال، بخاصة مع انتشار الأمراض، وانعدام الرعاية الصحية.

وقال «الزغارى» خلال تصريحات صحفية، إن الأوضاع فى مختلف سجون الاحتلال لا تزال صعبة وكارثية، خاصة فى ظل الاكتظاظ الشديد، وافتقاد غرف الأسرى لكل مقومات الحياة الإنسانية.

وأوضح أن الأسرى يعانون من انعدام كافة أشكال الرعاية الصحية والطبية، وهو ما أدى لانتشار الأمراض بينهم، وفى مقدمتها مرض الجرب (سكابيوس)، الذى انتشر بقوة فى مختلف السجون. وأشار «الزغارى» أن من بين الأسرى من تماثل للشفاء من المرض، لكنه أصيب مرة أخرى به. وأوضح أن مرض الجرب يتحول إلى دمامل وتقرحات، تشكل تهديدا على حياة المعتقلين.

وتابع «انعدام الرعاية الطبية، وسياسة التنقلات المستمرة التى تنتهجها سلطات السجون، وعدم السماح بإدخال الملابس والأغطية والفرشات للأسرى، كلها عوامل تسهم فى انتشار المرض».

وأضاف أن الأسرى يضطرون للنوم على فرشات أسرى كانوا مصابين بالمرض، ما يسهم فى نقله، ويشكل خطورة على حياة المعتقلين.

واعتبر «الزغارى» أن السجون تحولت إلى مقابر، وجميع الأسرى يعانون أمراضا مختلفة وحياتهم مهددة بالخطر الشديد. وشدد على أن ما يجرى فى السجون يتم بتعليمات مستمرة من قيادة الاحتلال، ويعبر عن حالة من الانتقام من الشعب الفلسطينى.

وارتقى العديد من الأسرى الفلسطينيين بسجون الاحتلال، منذ بدء حرب الإبادة على القطاع فى 7 أكتوبر 2023، جراء تعذيب وتجويع وإهمال طبى. وبلغ إجمالى أعداد الأسرى والمعتقلين فى معتقلات الاحتلال الإسرائيلى حتى بداية أغسطس الجارى، نحو 10,800 أسير، ولا يشمل الرقم المعتقلين المحتجزين فى المعسكرات التابعة للاحتلال.

ويشكل هذا العدد الأعلى منذ انتفاضة الأقصى عام 2000، وذلك استنادا إلى المعطيات التوثيقية المتوافرة لدى المؤسسات. ويبلغ عدد الأسيرات 49 أسيرة، بينهن أسيرتان من غزة، وطفلتان، فيما بلغ عدد الأطفال أكثر من 450 طفلا.

وبلغ عدد المعتقلين الإداريين حتى بداية يوليو الماضى 3613 معتقلا، وهى النسبة الأعلى مقارنة بأعداد الأسرى الموقوفين والمحكومين والمصنفين «كمقاتلين غير شرعيين».

أما المعتقلون المصنفون كمقاتلين غير شرعيين فبلغ عددهم 2378 معتقلا، وهذا الرقم لا يشمل جميع معتقلى غزة المحتجزين فى المعسكرات التابعة للاحتلال، ويشمل هذا التصنيف أيضا معتقلين عربًا من لبنان وسوريا.

وعلى خلفية التقارير حول اتصالات لتهجير فلسطينيين من غزة إلى أراضيها وصلت نائبة وزيرة خارجية الاحتلال عضو الكنيست «شارين هسكل» إلى جنوب السودان فى أول زيارة رسمية لممثل عن حكومة الاحتلال لجوبا.

كانت وكالة أسوشيتد برس قد كشفت فى وقت سابق عن أن حكومة الاحتلال تجرى محادثات مع جنوب السودان حول إمكانية نقل مواطنى غزة إلى أراضيها، وفقا لستة مصادر مطلعة على التفاصيل.

وكشفت صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية، أن تل أبيب تجرى محادثات مع خمس دول من بينها جنوب السودان لاستقبال نازحين فلسطينيين من غزة.

وتجدر الإشارة إلى أنه فى حال تنفيذ الخطة، فسيعنى ذلك نقل أهالى القطاع من منطقة مزقتها الحرب والمجاعة إلى منطقة أخرى تمزقها الحرب والمجاعة، ما يثير قضايا حقوق الإنسان.

وأشار موقع «واينت» العبرى إلى أنه فى الأسبوع الماضى، زار وزير خارجية جنوب السودان ونائبه إسرائيل، وفى الوقت نفسه، تبذل تل أبيب جهودها لنقل النازحين إلى إندونيسيا وليبيا وإثيوبيا ودولة إفريقية أخرى.

وسبق لرئيس حكومة الاحتلال «بنيامين نتنياهو» أن صرح بأنه يسعى إلى تحقيق رؤية الرئيس الأمريكى «دونالد ترامب» بنقل جزء كبير من أهالى غزة عبر عملية «هجرة طوعية». وفى الوقت نفسه، قدمت إسرائيل مقترحات مماثلة لدول إفريقية أخرى، والتى رفضها الفلسطينيون والمجتمع الدولى.