رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

مدير يوتيوب السابق: إقناع جوجل بالتمويل أصعب من جمعه من المستثمرين

شيشير مهروترا
شيشير مهروترا

 حتى في الشركات العملاقة التي تتجاوز قيمتها التريليون دولار مثل جوجل، يظل إقناع الإدارة بضخ استثمارات جديدة في المشاريع تحديًا حقيقيًا يحتاج القادة إلى مهارة عرض الأفكار والدفاع عنها. 

 هذه هي الرسالة التي شاركها شيشير مهروترا، الرئيس التنفيذي الحالي لشركة Grammarly، وأحد أبرز القادة السابقين في يوتيوب، في حديثه عن تجربته المهنية.

 مهروترا، الذي لعب دورًا محوريًا في قيادة يوتيوب خلال طفرة نموه في أوائل العقد الثاني من الألفية، كان وراء إطلاق عدد من الميزات الشهيرة، مثل ميزة الإعلانات القابلة للتخطي، قبل أن يصل إلى منصب رئيس قسم المنتجات، لكنه كشف أن العمل داخل جوجل لم يكن يعني أن الموارد المالية متاحة بلا حدود، بل كان عليه أن يطالب بها تمامًا كما يفعل أي رائد أعمال يبحث عن تمويل لمشروع ناشئ.

 في مقابلة مع بودكاست "Great"، أوضح مهروترا أن الوضع المالي ليوتيوب عند انضمامه عام 2008 كان بعيدًا عن الرفاهية، فالشركة لم تكن تحقق أرباحًا بعد، وظلت كذلك لعامين إضافيين قبل أن تتمكن من دخول منطقة الربحية، وحتى بعد تحقيق الأرباح، لم يكن لدى يوتيوب كامل الحرية في استخدامها؛ إذ أوضح مهروترا: "كل دولار كسبناه، ذهب 25 سنتًا إلى الشركة الأم (جوجل)، بينما كان بإمكاننا إنفاق 75 سنتًا فقط."

 بمعنى آخر، كانت جوجل تستفيد بشكل مباشر من أرباح يوتيوب، لكن ذلك لم يُترجم إلى تدفق مفتوح للاستثمار في مشاريع المنصة نفسها.

 التمويل داخل الشركة أصعب من الخارج:

 المفارقة، بحسب مهروترا، هي أن جوجل كانت تمتلك "سيولة نقدية هائلة"، لكن الحصول على موافقة للاستثمار في يوتيوب كان أحيانًا أصعب من جمع أموال من مستثمرين خارجيين. والسبب يعود إلى هيكلية الموافقة على الاستثمارات؛ إذ أوضح أن في جوجل كان هناك شخص واحد فقط يملك صلاحية إعطاء الضوء الأخضر للاستثمارات الكبيرة، وهو الرئيس التنفيذي سوندار بيتشاي، بينما يمكن لأي شخص آخر في سلسلة القيادة أن يرفض الطلب.

 قارن مهروترا هذا النموذج بآلية التمويل في الشركات الناشئة مثل OpenAI بقيادة سام ألتمان، الذي جمع مؤخرًا 8.3 مليار دولار من مستثمرين متنوعين، وفقًا لشبكة CNBC. في هذه الحالة، يستطيع القائد البحث عن أي مستثمر مؤيد لفكرته، ما يجعل الموافقة أسهل بكثير طالما وُجدت جهة مستعدة للدعم.

"إذا كنت سام ألتمان، فالجميع يمكنه الموافقة ولا أحد يمكنه الرفض. المسألة تتعلق فقط بالعثور على من يكتب الشيك"، قال مهروترا.

من يوتيوب إلى Grammarly

 بعد مغادرته جوجل ويوتيوب، أسس مهروترا شركة Coda، وهي منصة إنتاجية، قبل أن تستحوذ عليها Grammarly في مطلع 2025. ومنذ انتقاله إلى منصب الرئيس التنفيذي لـ Grammarly، حصلت الشركة على تمويل ضخم بقيمة مليار دولار من شركة General Catalyst الاستثمارية.

 هنا، يختلف الوضع جذريًا عن تجربته السابقة؛ فـ Grammarly ليست تابعة لشركة أم كبرى، وبالتالي لا تحتاج إلى المرور ببيروقراطية داخلية للحصول على الموافقة على المشاريع. لكن مهروترا يشير إلى أن حتى يوتيوب، رغم ارتباطه بجوجل، لم يكن يتمتع دائمًا بإمكانيات مالية غير محدودة كما قد يظن البعض من الخارج.

الدرس للقادة ورواد الأعمال:

 من تجربته في المؤسستين، يخلص مهروترا إلى أن القادة، حتى في الشركات الضخمة، بحاجة لإتقان مهارات "الترويج" لمشاريعهم وإقناع أصحاب القرار، تمامًا كما يفعل مؤسسو الشركات الناشئة أمام المستثمرين المغامرين.

 هذه القدرة على صياغة رؤية واضحة، وربطها بعائد استثماري محتمل، والتعامل بمرونة مع آليات التمويل المختلفة، قد تحدد نجاح أو فشل أي مشروع، سواء كان داخل شركة عملاقة أو في شركة ناشئة تبحث عن التمويل.

 وبالنسبة للمهنيين الطموحين، فإن قصة مهروترا تقدم مثالًا عمليًا على أن امتلاك الموارد الضخمة ليس ضمانًا للنجاح، وأن الطريق إلى تحقيق الأهداف يتطلب دائمًا التخطيط الدقيق، والتفاوض، والقدرة على كسب ثقة أصحاب القرار – حتى لو كانوا داخل مكتبك نفسه.