عضو لجنة الزراعة بحزب الوفد:
عضو لجنة الزراعة بحزب الوفد: تراجع أسعار المحاصيل ونقص الدعم من أهم أسباب هجرة الفلاح للريف

أكد الدكتور مصطفي خليل أستاذ أمراض الدواجن بمركز البحوث الزراعية وعضو لجنة الزراعة بحزب الوفد ان هجرة الفلاح المصري لمهمته الأساسية مثل الزراعة والإنتاج الحيواني لها أسباب متعددة، بعضها اقتصادي، وبعضها متعلق بالسياسات الزراعية للدولة، بالإضافة إلى التغيرات الاجتماعية والتكنولوجية.
ومن أهم الأسباب التي دفعت الفلاح المصري لترك هذه لمهمته الأساسية كا عنصر انتاجي والتحول إلى مستهلك عدم زراعة الذرة والفول البلدي وفول الصويا، و بسبب ضعف العائد الاقتصادي وتراجع أسعار هذه المحاصيل مقارنة بارتفاع تكلفة مستلزمات الزراعة من بذور، أسمدة ومبيدات.
وأضاف خليل ان المنافسة الغير عادلة مع المثيل المستورد لان الدولة تستورد الذرة والفول بكميات كبيرة، ما أدى لانخفاض أسعارها محليا، مما جعل زراعتها غير مجدية للفلاح، ونقص الدعم الحكومي وعدم وجود سياسات تدعم المزارعين في تسويق محاصيلهم وضمان سعر عادل لها.
وندرة المياه وارتفاع تكاليف الري و تراجع منسوب المياه وزيادة تكلفة الري بسبب اعتماد الزراعة على السدود والآبار في بعض المناطق.
كما هجر تربية الأغنام والماعز والطيور المنزلية بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف و الاعتماد على خامات الأعلاف المستوردة، زادت التكلفة بشكل كبير وانتشار الأمراض والأوبئة مما تسبب في ضعف الرعاية البيطرية وانتشار الأمراض مما أدى إلى نفوق أعداد كبيرة من الماشية والدواجن، ما جعل الفلاح يخسر استثماراته وانخفاض الطلب المحلي وتراجع الإقبال على اللحوم البلدية بسبب ارتفاع أسعارها مقارنة بالمستوردة وتراجع القوة الشرائية.
كما هجر الفلاح إنتاج الألبان والمنتجات التقليدية كالزبدة و الجبنة القريش وهيمنة المصانع الكبرى و ظهور شركات الألبان الضخمة التي تستحوذ على السوق، مما جعل المنافسة صعبة على الفلاح الصغير وصعوبة تسويق المنتجات البلدية التي لم تعد تباع بسهولة بسبب ضعف قنوات التوزيع وعدم جاهزية سلاسل الامداد في التغليف والتعبئة والنقل والتبريد وارتفاع تكاليف الإنتاج من الأعلاف غالية وأسعار الأبقار الحلوب مرتفعة، ما جعل تربية الماشية غير مربحة.
وأوضح خليل ان أسباب تحول الفلاح إلى مستهلك بسبب قلة العائد من الزراعة، اتجه الفلاحون إلى العمل في المصانع أو السفر للعمل بالخارج وبسبب تفتت الحيازات الزراعية وتقلص مساحة الأراضي الزراعية والميراث والبناء العشوائي، مما جعل الإنتاج الزراعي غير مجد اقتصاديا وغياب الدعم الحكومي الحقيقي حيث تعد هناك سياسات واضحة لدعم الفلاح مثلما كان يحدث في الماضي من توفير البذور والأسمدة والاعلاف والتسويق المدعوم.
وأضاف ان هناك العديد من الحلول مثل دعم الفلاح بأسعار عادلة للمحاصيل ومنع الإغراق بالمنتجات المستوردة وتوفير أعلاف محلية بأسعار مناسبة لتشجيع تربية المواشي والطيور المنزلية وتحسين الخدمات البيطرية بدعم الوحدات البيطرية بالأطباء البيطريين والأدوية والتحصينات البيطرية لمكافحة الأمراض، وتوفير منافذ تسويق عادلة للمنتجات البلدية في ميادين المدن والشوارع الرئيسية.
وأشار إلى أن استمرار هذه المشكلات دون حلول، سوف تؤدي الي تراجع الإنتاج الزراعي والإنتاج الحيواني أكثر واكثر، مما يزيد من الاعتماد على الاستيراد، ويرفع أسعار الغذاء، ويضر بالأمن الغذائي المصري.