عاجل
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

الهدهد

 


وحشتيني.. عندي  كلام كتير نفسي أحكيهولك.. عندي مشاكل محتاجه آخد رايك فيها كالمعتاد.. 
تلفوني مش بيرن.. ولو رن مكالمات مجاملات.. مصالح .. عمل.. المكالمة الوحيدة اللي كانت مالية عليا حياتي انقطعت.. المكالمة الوحيده اللي فيها راحتي وسعادتي النفسية و المعنوية انقطعت.. المكالمة الوحيدة اللي فيها حل لكل مشاكلي بمختلف أنواعها انقطعت.. 
كنت بصحى على مكالمتك .. ألبس هدومي وانتي معايا ع الخط.. ونفضل نتكلم لغاية ما تطمني إني وصلت مكاني.. وعند ركوبي السيارة للعودة إلى المنزل يفضل صوتك وحكاياتنا.. أسرارنا المتبادلة.. ونس الطريق
تفصلنا دقائق معدودة حتى تجمعنا المكالمة العاشرة خلال ساعات النهار.. في المطبخ نكمل حكيا عن نوع الطعام.. وطبعا لا غنى عن سؤالك في تفاصيل كثيرة أجهلها حتى الآن .. بعدها ممكن نغير المكالمة إلى فيديو وأنا بتغدا.. استراحة قصيره ونبدأ في المكالمة الرابعة عشرة حتى ولو "اللي" بنعيده نزيده.
بس كانت أسعد اللحظات وأصدق النصائح وأحن
الأصوات.. وقبل الخلود يحين موعد مكالمة قبل النوم.. ابنتها الوحيدة وصديقتها الوفية وخزانة أسرارها.. 
ماما حبيبتي.. مشتاقة لسماع أجمل سؤال منك 
"كتبتي مقالك والا لسة؟"

سؤالك المعتاد  قبل موعد مقالي الذي تحفظينه عن ظهر قلب..  انتي الوحيدة اللي كنت أرسل لها المقال قبل إرساله إلى الجريدة.. 
وتحزنين وتغضبين إذا أرسلته دون أن تقرئيه أنت أولا 
تبدي رأيك إذا استوقفك شيء.. وإذا  أعجبك تكتبين جملتك الشهيرة التي مازلت أحتفظ بها على جهازي أسفل كل مقال: 
"ممتاز.. اتكلي على الله " 
إلا هذا المقال الذي كتبته منذ 6شهور لم أرغب في نشره لأنك لن تقرئيه.. ولن أعرف رأيك ط فيه ولن أتلقى منك ردًا عليه.. 
كنت الأقرب إليّ من حبل الوريد .. 
في عز مرضك وآلامك وفي كل ليلة عند مغادرتي المستشفى  تستعينين بهاتف الممرضة لتبعثي لي منه  رسائل بصوتك الهزيل لتطمئني على عودتي للمنزل.. 
ماتت أمي .. راح ونس الطريق.. 
وانتهت الحكايات.. وتوقف هاتفي.. فقدت الشغف والأمل في كل شيء.
لم يبقى لي سوى ذكريات.. شوية صور.. فيديوهات.. ورسائل صوتية لا تطفئ نار الفراق بل تزيده اشتعالا فيعذبني الألم والحنين.. 
لا.. لم تمت أمي بل معي في كل مكان، صوتها لسه بيرن في أذني.. تواظب على زيارتي في منامي.. أستيقظ وأكتب على الواتس الخاص بها ماما، أرسلت لها المقال كالعادة.. لم تجبني..ضغطت على رقم هاتفها.. آتاني جرس طويل حتى انقطع الخط.. فقلت مسرعة: آلو.. أيوة يا ماما ..
ونكمل الحكايات!
[email protected]