خوفاً من اغتيالات جديدة.. إيران تخفى علماءها وتحذر أذربيجان من «ممر زنجزور»

قام النظام الإيرانى بنقل علمائه النوويين المتبقين إلى مخابئ سرية محصنة فى طهران ومدن شمال إيران، فى خطوة استباقية لحمايتهم من موجة اغتيالات إسرائيلية جديدة محتملة، بحسب تقرير خاص فى صحيفة «التلجراف» البريطانية.
وكشف التقرير أن معظم المسئولين عن البرنامج النووى الإيرانى لم يعودوا إلى منازلهم أو يمارسوا حياتهم الطبيعية كما فى السابق، وتم نقلهم مع عائلاتهم إلى فيلات محمية تحت حراسة مشددة فى مناطق آمنة.
وأشار مسئول إيرانى كبير، إلى أن عدداً من الأكاديميين الذين كانوا يعملون فى الجامعات قد تم استبدالهم بأشخاص لا علاقة لهم بالبرنامج النووى، لحماية هوياتهم الحقيقية وتضليل أى محاولات استهداف مستقبلية.
وكشف مسئول إيرانى آخر أن وحدة من الحرس الثورى كانت سابقاً مسئولة عن حماية كوادر البرنامج النووى، لكن مع تصاعد المخاوف بشأن الثقة واحتمال وجود اختراقات أمنية، أصبح هناك تنسيق بين عدة جهات أمنية لتأمين العلماء، وأضاف: «سئل جميعهم عما إذا كانوا لا يزالون يثقون بحراسهم، فأجاب بعضهم بالنفى، وتم توفير حراس جدد لهم».
حصلت صحيفة «التلجراف» على أسماء أكثر من 15 عالماً متبقياً من قائمة إسرائيلية تضم نحو 100 مختص نووى إيرانى. ووفقاً لمسئولين إسرائيليين، فإن هؤلاء أمام خيارين: الاستمرار فى عملهم وقبول خطر التعرض لهجمات جديدة، أو تغيير مسارهم المهنى.
من جانبه، وقع هجوم مسلح فى محافظة سيستان بلوشستان المضطربة جنوب شرق إيران، استهدف مركزاً للشرطة وأسفر عن مقتل شرطى و3 من العناصر المسلحين المهاجمين، واعتقال اثنين آخرين، كما أصيب ضابط شرطة آخر فى الحادث ونقل إلى مركز طبى لتلقى العلاج.
وأصدر المركز الإعلامى لشرطة محافظة سيستان بلوشستان بياناً قال فيه إن عناصر شرطة كانوا يقومون بدورية فى مدينة سراوان عندما «تعرضوا لهجوم من قبل مسلحين»، ما اضطر قوات إنفاذ القانون للرد بالقوة المناسبة.
وفقاً للمعلومات الواردة من مصادر أمنية، فإن المسلحين خططوا لدخول مركز شرطة مدينة سراوان كجزء من عملية مدبرة.
وينتمى المهاجمون إلى جماعة «جيش العدل» الجهادية البلوشية، المصنفة فى إيران «منظمة إرهابية»، وتنشط هذه الجماعة على الحدود الإيرانية الباكستانية فى محافظة سيستان وبلوشستان، ولوحظ خلال السنوات الأخيرة ارتفاعاً فى وتيرة عملياتها ضد قوات الأمن والمؤسسات الإيرانية.
ويعتبر هذا هو الهجوم الثانى فى غضون أسبوعين للجماعة، حيث نفذت فى 26 يوليو الماضى هجوماً على مبنى القضاء فى مدينة زاهدان، مركز محافظة سيستان وبلوشستان، أدى إلى سقوط 6 قتلى و22 جريحاً، وقتل 10 من رجال الشرطة فى أكتوبر الماضى فيما وصفته السلطات أيضا بأنه هجوم «إرهابى».
جاء ذلك فى وقت، حذرت إيران، أذربيجان، من أنها لن تتساهل مع ما تضمنه الاتفاق من خطط لإقامة منطقة عبور تربط أذربيجان بجيب نخجوان عبر أرمينيا، تعرف باسم «ممر زنجزور».
وتخشى إيران من أن يؤدى هذا الممر الذى تطالب به باكو منذ عقود، بقطع اتصالها الجغرافى البرى من خلال حدودها الشمالية مع أرمينيا، وبالتالى إلى أوروبا.
وأشادت وزارة الخارجية الإيرانية «بوضع البلدين اللمسات الأخيرة على نص اتفاق السلام»، من دون أن تخفى «مخاوفها بشأن التداعيات السلبية لأى تدخل أجنبى، بأى شكل كان، خصوصاً بالقرب من الحدود المشتركة».
وأوضح على أكبر ولايتى، المستشار البارز للمرشد الأعلى آية الله على خامنئى، رفض طهران ما تضمنه الاتفاق بشأن ممر بين أذربيجان وجيب نخجوان.
كما عارض «ولايتى» نزع السلاح من حزب الله فى لبنان، وقال: «لأنها ساعدت على الدوام الشعب اللبنانى والمقاومة، وما زالت تفعل ذلك».
وأكد ولايتى أنها «ليست المرة الأولى التى تطرح فيها مثل هذه الأفكار فى لبنان»، وأضاف «لكنها كما فشلت سابقاً ستفشل هذه المرة أيضاً، والمقاومة ستصمد فى مواجهة هذه لمؤامرات»، وشدد على أن بنية حزب الله لا تزال «قوية جداً»، على رغم الضربات التى تلقاها خلال المواجهة مع إسرائيل وأبرزها اغتيال أمينه العام السابق حسن نصر الله.