صور إبادة غزة تفضح إسرائيل

«هتلر» تل أبيب يواصل محارقه.. ومجلس الأمن يؤجل جلسته
غضب بين النواب الأمريكان والعالم
واصلت أمس حكومة الاحتلال الصهيونى ضرب كل القوانين والمواثيق الدولية وصعدت محارقها فى قطاع غزة ضد الفلسطينيين، أسفرت عن ارتقاء وإصابة وفقد المئات معظمهم من طالبى المساعدات. ورفضت «حكومة بنيامين نتنياهو» بشدة الانتقادات الدولية عقب مصادقة مجلسها الوزارى الأمنى على خطة للسيطرة على مدينة غزة، فيما أعلن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أنه سيعقد جلسة الأحد لبحث القرار.
وقال وزير حرب الاحتلال «يسرائيل كاتس»، إن الدول التى تدين حكومته وتهدد بفرض عقوبات «لن تضعف عزيمتنا». مضيفاً «سيجدنا أعداؤنا يداً قوية وموحَّدة ستضربهم بقوة كبيرة»، وذلك فى أعقاب موجة إدانات للخطة الجديدة.
قال مسئولون أمميون إنه تم تأجيل الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن الدولى إلى اليوم الأحد، لبحث خطة إسرائيل لاحتلال مدينة غزة. وكانت ثلاثة مصادر دبلوماسية قد أفادت فى وقت سابق بأن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة سيعقد اجتماعاً أمس السبت لمناقشة خطة إسرائيل للسيطرة على مدينة غزة.
كما نشر موقع «ذا هيل» الأمريكى مقالاً للخبير العسكرى والمحلل الاستراتيجى «كولن باسكال»، حذر فيه من أن حرب الإبادة الجماعية المتواصلة فى القطاع ألحقت بإسرائيل ضررا بالغا لا يمكن إصلاحه على مستوى الرأى العام العالمى داعياً الحكومة الإسرائيلية إلى وقف العمليات العسكرية فورًا قبل فوات الأوان.
وقال «هذه الصور تدمى القلوب، وستبقى فى الذاكرة لأجيال»، مشيرًا إلى أن الرأى العام لم يعد يصدق السرديات الرسمية الإسرائيلية، ولا يبرر استمرار هذه الحرب التى «أصبحت بلا أفق».
ويضيف: «فى مرحلة ما، على أى دولة عاقلة أن تستبدل العاطفة بالعقل، وأن تُدرك حدود قوتها».
يشير المقال إلى أن التعاطف العالمى بات يتحول بوضوح نحو الشعب الفلسطيني، وأن مشاهد المجاعة والمعاناة هى ما يحرك هذه التحولات.
وفى الوقت الذى تواصل فيه حكومة الاحتلال عملياتها العسكرية، بدأت حكومات عدة باتخاذ خطوات ملموسة تجاه الاعتراف الرسمى بدولة فلسطينية، كرد مباشر على المجازر والانتهاكات فى غزة.
وينتقد الكاتب العقلية الإسرائيلية القائمة على السعى نحو نصر أبدى وإزالة كل تهديد، معتبرًا أن الواقعية الجيوسياسية تتطلب إدارة الأزمات لا القضاء عليها تمامًا.
ويشبه هذا المنظور بالسياسات الأمريكية إبان الحرب الباردة، حيث لم يكن الهدف تدمير الخصم، بل احتواؤه وتجنب الفوضى.
من أبرز النقاط التى شدد عليها باسكال أن صور الأطفال الهزيلين فى غزة أصبحت رمزًا دائمًا للمعاناة الإنسانية، وأنها لن تُمحى من الذاكرة العالمية بسهولة.
وأكد أن «هذه الصور، حتى إن لم تُعرض كلها بدقة، موجودة فى أذهان البشر. يصعب نسيانها، وهى التى تغير مزاج العالم حاليا». اعتبر الكاتب أن القرار الإسرائيلى بالسماح جزئيا بدخول المساعدات أو وقف العمليات العسكرية لساعات فى بعض المناطق «خطوة صغيرة ومتأخرة»، ولا تغير من جوهر المشكلة: استمرار الحرب والقتل والجوع.
وكشف موقع أكسيوس الأمريكى عن أن بعض أعضاء الحزب الجمهورى طرحوا تساؤلات حول خطة احتلال إسرائيل لغزة، فيما عارض ديمقراطيون مؤيدون لإسرائيل العملية بشراسة غير معتادة.
وأشار الموقع الأمريكى إلى أن تحالف حلفاء إسرائيل السياسيين فى الولايات المتحدة أصبح مضطربا فى الأسابيع الأخيرة وسط أزمة إنسانية متصاعدة وانخفاض متزامن فى الرأى العام الأمريكى تجاه إسرائيل.
وحذر المشرعون المؤيدون لحكومة الاحتلال من أن الخطة قد تكون بمثابة كابوس لوجستي، محذرين تل أبيب من التسرع فى اتخاذ أى خطوات وتجنب المزيد من العزلة عن المجتمع الدولي.
وقال النائب الجمهورى «رايان زينكي»، وهو عضو آخر فى اللجنة،ان الاحتلال من أجل الأمن يأتى أيضا مع مسئولية تقديم المساعدة الإنسانية وخلق مستقبل اقتصادي
ووصف النائب الديمقراطي «براد شنايدر»، وهو وسطى مؤيد لإسرائيل، الخطة بأنها «مشكوك فيها من الناحية التكتيكية ومهلكة من الناحية الاستراتيجية»، وتابع قائلًا «إذا تم تنفيذ هذا القرار، فمن المرجح أن يزيد من توحيد معظم دول العالم ضد إسرائيل، بدلاً من إعادة آخر الرهائن الباقين على قيد الحياة وتعزيز الاحتياجات الأمنية لإسرائيل».
وأبرزت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إعلان ألمانيا أنها ستعلق تصدير الأسلحة لإسرائيل بسبب تصعيدها العسكرى المستمر وحرب الإبادة الجماعية فى غزة، معتبرة أن فرض العقوبات على تل أبيب وصل أشد حلفائها وداعميها.
ومن المرجح أن يكون للتحرك الألمانى السريع أثر فى حكومة الاحتلال، وقد تتبعه دول أخرى.