كاريزما
أسعدنى قرار تجديد الثقة فى الدكتور سامح مهران لرئاسة الدورة الثانية والثلاثين لمهرجان المسرح التجريبى.. المهرجان تلقى منذ إنشائه مجموعة مكثفة من الانتقادات والصفعات. حول مغزى هذا الكيان أكد البعض أنه مجرد حشو لشغل وإلهاء المثقفين والجماهير؟ فقد اتهم فاروق حسنى وزير الثقافة السابق – وهو مؤسس المهرجان التجريبى – بأنه يحشد الدولة بسيل من المهرجانات الفنية؛ بلا حاجة إليها.
< والحقيقة أنه مع مرور الزمن تأكد الجميع أنها مهرجانات فعالة أفادت المثقفين المصريين والعرب بالتطلع ومعرفة فنون العالم وزرع خبرات عديدة فى كل فروع الفنون.
< كان المخرج الراحل جلال الشرقاوى قد قاد حملة شرسة ضد مهرجان المسرح التجريبى؛ ونشر أكثر من عشرين مقالا فى جريدة الوفد؛ والمدهش أنه برغم صداقتى لجلال الشرقاوى.. فإننى كنت أتعقب مقالاته هذه أسبوعيا وانتقدها – نقدًا عنيفًا – فقد كنت من أشد المتحمسين لمهرجان المسرح التجريبى منذ ميلاده وشاركت فى فعالياته منذ أول دورة، فقد اعتبرته المنقذ الأول لحركة المسرح التى كادت أن تتكلس وتتجمد فى بدايات الثمانينيات من القرن الماضى؛ المسرح بكل أشكاله الفنية الكلاسيكية والحديثة والكوميدية وحتى الاقتباس من المسرح العالمى لم يعرف الابتكار والإبداع؛ فصار بلا خصوصية ولا تألق.
< جاء المهرجان التجريبى ليعيد إحياء الحركة المتوقفة وبسرعة اندمج المسرحيون الشباب فى هذه النهضة التى استقطبت فرقًا أجنبية جديدة علينا مزجت بين التراث والحداثة والاستعراض بأشكال متنوعة لم نكن نعرفها – وشاهدنا على سبيل المثال – مسرحية شاعرنا الكبير صلاح عبدالصبور (مسافر ليل) تقدمها فرقة نرويجية بابتكار فريد من نوعه اختلطت فيه الأشعار الجميلة بالموسيقى المدهشة بالاستعراض.
وإلى ذلك اكتشفنا تعطش الكثير من المسرحيين المصريين فى مجالات الكتابة والإخراج والتمثيل والديكور وتصميم الاستعراض وغيرها؛ هؤلاء كانوا ينتظرون الفرصة لتقديم ابتكاراتهم المرفوضة من أغلب الفرق التى اعتادت على أشكال محدده ولم يجرؤ أغلبهم على التجديد والتغيير باستثناء مسرح الطليعة الذى لم يكن يتسع لتقديم كل التجارب.
< مهرجان المسرح التجريبى رسخ على مدار هذه السنوات الطوال وصار مهرجانا عالميا بكل المقاييس.. أنا شخصيًا انتظر ابتكارات مدهشة لدعم مسرحنا المصرى والعربى.
[email protected]