خبير في الشؤون الإسرائيلية: نتنياهو لن يدخل غزة على السجاد الأحمر

أكد د. علي الأعور، أستاذ حل النزاعات الإقليمية والدولية والخبير في الشؤون الإسرائيلية، أن تصديق الكابينت الأمني والسياسي ومجلس الوزراء المصغر أمس على قرار نتنياهو باحتلال كامل لقطاع غزة رغم كل التحذيرات اللي قدمها رئيس الأركان إيال زمير، يعني انقسامًا كاملًا بين المؤسسات السياسية والأمنية، ولكن السؤال هل فعلًا نتنياهو يستطيع التمكن من احتلال قطاع غزة؟ وهل يريد احتلال القطاع من أجل القضاء على حماس؟ ما هى الأسباب والدوافع التي دفعت نتنياهو إلى اتخاذ مثل هذا القرار، للعلم أن العملية لم تبدأ قبل شهر من الآن وهى بحاجة إلى شهرين على الأقل وفق تقديرات رئيس الأركان إيال زمير، الذي أكد أنها تحتاج إلى 200 ألف جندي احتياطي من أجل احتلال قطاع غزة.
الأسباب والدوافع لاحتلال قطاع غزة بالكامل:
أوضح أستاذ حل النزاعات الإقليمية والدولية، في تصريح خاص لـ"الوفد"، أن الأسباب والدوافع التي دفعت نتنياهو إلى اتخاذ مثل هذا القرار هدفها إطالة الحرب واستمرارها ولكن لدوافع مخفية غير معلنه، السبب الأول هو اكتمال الإنقلاب السياسي والأمني والقضائي في إسرائيل الذي يسعى له نتنياهو منذ "أكتوبر 2023" لهذة العملية وهو السيطرة على كل فصائل الدولة الإسرائيلية وبالتالي لا يتمكن من تحقيق أهدافه إلا من خلال استمرار الحرب واللحظة التي يتأكد فيها نتنياهو أنه سيطر على كل فصائل الدولة سوف يعلن انتهاء الحرب.
وأردف، أن الهدف الأول غير المعلن لهذه العملية هو استمرار نتنياهو في هذه العملية من أجل استكمال الانقلاب القضائي والسياسي والعسكري الذي بدئه في إقالة وزير الدفاع ورئيس الشاباك وتعين بن غفير وزيرًا للأمن القومي وتعين يسرائيل كاتس وزيرًا للدفاع، مشيرًا إلى اصتدامه مع إيال زمير والبقاء على خطوة واحدة وهى إقالة المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية وتعين رئيس لمحكمة العدل الدولية.. هكذا يكون نتنياهو قد حصل على إنقلاب كامل في إسرائيل وأصبح هو صاحب الكلمة والقرار الأمني والقضائي والسياسي والتشريعي في إسرائيل.
وأضاف أن الهدف الثاني غير المعلن هو استكمال وتطبيق أفكار وأيديولوجيا اليمين المتطرف في الضفة الغربية من ضمها بالكامل، وبالتالي هو بحاجة إلى قرار أمريكي، إذن لا يمكن أن تتوفق هذه العملية إلا بضمانات أمريكية وكتاب خطي من ترامب يعلن فيه اعتراف الولايات المتحدة بضم الضفة الغربية لإسرائيل ولها حق تاريخي وديني في هذه الأرض وحينها نتنياهو سوف يمتنع عن تنفيذ هذه العملية.
أما عن الهدف الثالث أشار الأعور، إلى أن نتنياهو يعتقد أنه بإمكانه تشكيل إدارة مدنية من العشائر والوجهاء في إدارة غزة ونسى أن الفصائل الفلسطينية هى من تسيطر على قطاع غزة، ويظن أنه يمكن من خلال الإعلام والتحفيل لهذه العملية أن تشكل خطرًا على غزة وبالتالي يأتي دور الوجهاء.
ولفت الخبير في الشؤون الإسرائيلية، أن الهدف المعلن هو القضاء على حماس ونتنياهو يدرك أن القضاء على حماس مستحيل، وأن العملية العسكرية لن يتم تنفيذها وتطبيقها على أرض الواقع لأنها تحتاج من سنتين إلى خمس سنوات على الأقل، وبالتالي العملية ستبقى في إطار الإعلام والقرارات والضغط السياسي والداخلي على المجتمع الإسرائيلي أولًا ومن ثمة على دول الشرق الوسط .
ويرى فيما يتعلق بحركة حماس أنها أخذت القرار وهو القتال حتى الربط الأخير، بمعنى أن الكلمة للميدان، حماس لن ترفع الراية البيضاء ولن تستسلم، ونتنياهو يدرك ذلك جيدًا وبالتالي شماعة القضاء على حماس ستبقى شماعة فقط.
ونوه أن هناك فرقًا ما بين ما يخطط له الكيان بالاحتلال الكامل لقطاع غزة وما هو قائم اليوم، لأن سيطرة الدبابات لا تعني الاحتلال ولا القيادة ولا السيطرة، ونتنياهو يسعى إلى الاحتلال الكامل لقطاع غزة ولن يتم ذلك لأنه لن يدخل غزة إلا على السجاد الأحمر، مشيرًا أن هناك فرقًا ما بين الدخول إلى غزة والإعلان عن الاحتلال العسكري الكامل وتعيين حاكم عسكري إسرايلي يدير غزة ومن خلفه إدارة مدنية من المخاتير والعشائر وبين الدبابات.
وأكد أن المقاومة ستبقى عائقًا كبيرًا أمام نتنياهو في تنفيذ مخططاته وأهدافه، وما يحدث اليوم من قتل وتدمير وإبادة جماعية هو أقل بكثير مما يخطط له فيما لو احتل قطاع غزة بالكامل، منوهًا أن الدبابات تكلف نتنياهو ثمنًا كبيرًا جدًا وهو يدرك أن تنفيذ العملية والاحتلال العسكري لن يتم إلا بدفع تمن كبير في أعداد القتلى بين صفوف الجيش الإسرائيلي.