الشرقية: إنزال 800 ألف زريعة من أسماك البلطي والمبروك لدعم الثروة السمكية وتحقيق الاكتفاء الذاتي

أعلن المهندس حازم الأشموني، محافظ الشرقية، عن إنزال دفعة جديدة من زريعة أسماك البلطي النيلي والمبروك الحشائش، في عدد من المسطحات المائية بالمحافظة، تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، الهادفة إلى دعم وتنمية الإنتاج السمكي وتوفير مصدر بروتين آمن وصحي لجميع المواطنين.
وأوضح المحافظ أن عمليات الإطلاق الجديدة جرت على مدار يومين، حيث تم إنزال 400 ألف زريعة من أصبعيات أسماك البلطي النيلي في بحر أبو الأخضر بقرية ميت بشار التابعة لمركز منيا القمح، فيما شهد ترعة الإسماعيلية بمنطقة الجعفرية إنزال 350 ألف زريعة أخرى من البلطي النيلي، بالإضافة إلى 50 ألف زريعة مبروك حشائش، ليصل إجمالي ما تم إطلاقه إلى 800 ألف زريعة خلال هذه المرحلة.
وأكد الأشموني أن هذه الجهود تأتي ضمن خطة شاملة تتبناها الدولة لتطوير قطاع المصايد الطبيعية والمسطحات المائية الداخلية، بما يحقق الاستغلال الأمثل للموارد المائية بالمحافظة، ويزيد من المخزون السمكي، ويرفع معدلات الإنتاج المحلي من الأسماك، وهو ما يسهم بدوره في تقليل الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك، ويعزز الأمن الغذائي.
من جانبها، أوضحت هبة عبد التواب، مديرة وحدة الثروة السمكية بمحافظة الشرقية، أن إطلاق الزريعة يتم بالتعاون مع جهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية، ووفق خطة زمنية مدروسة تشمل مختلف مراكز ومدن المحافظة التي تتمتع بوجود مجاري مائية صالحة لتربية الأسماك.
وأشارت إلى أن الهدف من هذه المبادرة ليس فقط زيادة الإنتاج، وإنما أيضًا الحفاظ على التوازن البيئي داخل المسطحات المائية، ودعم الصيادين المحليين بزيادة فرص الصيد المستدام.
وأضافت عبد التواب أن إجمالي ما تم إطلاقه من الزريعة السمكية منذ بداية خطة عام 2024 / 2025 بلغ نحو 6 ملايين زريعة، توزعت على النحو التالي: 3 ملايين زريعة بلطي نيلي، و2 مليون و250 ألف زريعة مبروك حشائش، و750 ألف زريعة مبروك فضي. وأكدت أن هذه الأرقام تعكس حجم الجهود المبذولة على مدار العام في سبيل تعزيز إنتاجية المصايد الطبيعية بالمحافظة.
وفي السياق ذاته، أوضح المهندس فخري عياد، مدير مفرخ العباسة، أن جميع الزريعة المنتجة بالمفرخ تخضع لعمليات فحص بيطري دقيقة قبل إنزالها في المسطحات المائية، وذلك للتأكد من خلوها من الأمراض وسلامتها البيئية، بما يضمن نجاح عمليات التربية وزيادة نسب البقاء للأسماك.
وذكر أن إطلاق الزريعة يتم وفق أحدث المعايير العلمية المعتمدة في مجال تنمية الثروة السمكية، بما يشمل اختيار مواقع الإطلاق المناسبة من حيث نوعية المياه وعمقها وتوافر الغذاء الطبيعي.
وشهد فعاليات الإطلاق كل من المهندس محمد عسكر، مدير مكتب مصايد الزقازيق، والمهندس عبد الله خليل، والمهندس أسامة أحمد من مكتب مصايد الزقازيق، حيث تابعوا عملية إنزال الزريعة ميدانيًا للتأكد من تنفيذها وفق المعايير الفنية المطلوبة.
يُشار إلى أن محافظة الشرقية تعد من المحافظات الغنية بالمجاري المائية، حيث تضم شبكة واسعة من الترع والمصارف والبحيرات الصغيرة، ما يجعلها بيئة مناسبة لتنمية وتربية أنواع مختلفة من الأسماك، وخاصة البلطي النيلي والمبروك. وتأتي هذه الجهود في إطار استراتيجية الدولة للتنمية المستدامة، التي تضع قطاع الثروة السمكية ضمن أولوياتها، نظرًا لدوره في دعم الاقتصاد المحلي وتوفير فرص عمل للصيادين والشباب، فضلًا عن دوره الحيوي في تحسين النمط الغذائي للمواطنين.
وتتوقع الأجهزة المعنية أن تسهم عمليات الإطلاق المتكررة للزريعة في رفع الإنتاجية السنوية للمسطحات المائية بالمحافظة خلال الأعوام المقبلة، بما يواكب الطلب المتزايد على الأسماك كمصدر بروتين منخفض التكلفة، ويساعد في خفض أسعارها بالأسواق، ويعزز قدرة الأسر على الحصول على غذاء صحي وآمن.