عاجل
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

سد النهضة.. إثيوبيا تراوغ ومصر تجدد رفضها للخطوات الأحادية

سد النهضة الإثيوبي
سد النهضة الإثيوبي

مازالت أزمة سد النهضة تثير الجدل خاصة بعد تصريحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب حول أزمة السد، حيث كان الرئيس ترامب، صرح مؤخرا ، بـ«أن إثيوبيا بنت سدًا يمكنه منع تدفق المياه إلى مصر، والمشكلة هي أننا من مولنا إنشاء هذا السد»، مُضيفًا: «أعتقد أننا سنتوصل لحل بشأن مسألة سد النهضة الإثيوبي».

وعلق الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، على تصريحات الرئيس الأمريكي.

وقال شراقي  خلال حسابه على فيسبوك، “للمرة الثانية منذ أن تولى الفترة الثانية يذكر الرئيس الأمريكى ترامب أزمة سد النهضة مرتين خلال 3 أسابيع»، مضيفًا أن «الرئيس ترامب يحاول مغازلة جائزة نوبل، حيث يصور أن أزمة سد النهضة وصلت إلى ذروتها وأنه سوف يسعى لحلها سريعًا، ليضيفها كإنجاز كما يذكر كثيرا بأنه أوقف الحرب بين الهند وباكستان، وبين صربيا وكوسفو، والكونغو ورواندا، وأنه أوقف الحرب مع إيران، وقد يوقف العدوان الإسرائيلى على غزة”.

فيما جددت مصر رفضها التام للخطوات الأحادية التى تنتهجها إثيوبيا، وضرورة الالتزام بمبادئ القانون الدولى، خاصة أن نهر النيل ليس استثناء من الأنهار الأخرى التى تنطبق عليها القواعد والمبادئ التى ننادى بها، وأهمها التنسيق والتشاور وتدارس المشروعات التى تُنفذ على هذا النهر بما يمنع وقوع الأضرار ويحقق مصالح الجميع.

وشدد الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، أمس، خلال مؤتمر صحفى مع نظيره السودانى، الدكتور كامل الطيب إدريس، عقب انتهاء جلسة المباحثات الموسّعة بين الجانبين، بمقر مجلس الوزراء بالعاصمة الإدارية الجديدة، على أهمية التنسيق بين البلدين الشقيقين على كافة المستويات، وأنه تم فى هذا الصدد تناول عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، ومنها قضايا الأمن الإقليمى، وسبل تعزيزه واستدامته، حيث تم الاتفاق على ضرورة التشاور حول القضايا المرتبطة بأمن البحر الأحمر، وأعرب رئيس الوزراء فى هذا الصدد عن تطلع مصر للتنسيق المشترك إزاء قضية البلدين الوجودية المرتبطة بمياه النيل، والتأكيد على أهمية التنسيق المشترك بين البلدين فى إطار الهيئة الفنية الدائمة المشتركة.

وأعرب رئيس الوزراء عن بالغ التقدير لكون مصر أول دولة يختارها رئيس الوزراء السودانى لزيارتها عقب توليه مهام منصبه، لافتًا إلى أن ذلك يعكس عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، والحرص المشترك على الوصول بها إلى آفاق أرحب، كما تعكس أيضًا تقدير السودان الشقيق للجهد الذى تقوم به مصر لاستعادة الاستقرار المنشود فى السودان.

وقال رئيس الوزراء خلال كلمته: «إننا نتألم ونشعر بالأسف الشديد للحرب فى السودان الشقيق؛ فنحن والسودان كالجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، فالعلاقة بين مصر والسودان علاقة تاريخية ضاربة بجذورها عبر التاريخ فى ظل الوحدة التى تجمع أبناء وادى النيل». وأكد الدكتور مصطفى مدبولى حرص مصر بشكل راسخ منذ بدء الأزمة، بناء على توجيهات واضحة من الرئيس عبدالفتاح السيسى، على تقديم مختلف أوجه العون والدعم للأشقاء والضيوف الأعزاء من أبناء الشعب السودانى، الذين أتوا إلى مصر هربًا من ويلات الحرب، حيث فتحت مصر أبوابها للأشقاء السودانيين ليس تفضلًا ولا منًا، وإنما من منطلق واجب الأخ تجاه أخيه.

وأعرب رئيس الوزراء عن أمله فى استعادة السودان الشقيق الأمن والاستقرار، وخروجه من محنته الحالية فى أسرع وقت حرصًا على حياة الأبرياء، ورفعًا للمعاناة عن كاهل الشعب السودانى الشقيق، وحماية لمقدراته، وحفاظًا على وحدته وسلامة أراضيه واستقلاله، مؤكدًا الرفض بشكل قاطع لأى مساس بها تحت أى مسمى وتحت أى ظرف.

 ولفت رئيس الوزراء إلى الجهود التى تبذلها مصر منذ اندلاع الحرب فى السودان من أجل تحقيق الأمن والاستقرار، وذلك من خلال المشاركة فى مختلف المبادرات المعنية بالسودان الرامية لإنهاء الحرب، انطلاقًا من أن الاستقرار فى السودان هو هدف ينبغى علينا جميعًا السعى للوصول إليه وتحقيقه، مؤكدًا أن هذا الهدف يكتسب أهمية بالغة للحفاظ على السلم والأمن فى القارة الإفريقية ككل.

ونوه إلى مشاركته مع الدكتور كامل الطيب إدريس فى جلسة مباحثات موسعة ضمت أعضاء وفدى البلدين، موضحًا أنه تم خلالها بحث مختلف أوجه العلاقات بين مصر والسودان، وسبل الارتقاء بها بما يلبى تطلعات الشعبين الشقيقين، ويعظم من مصالحهما المشتركة.

وأشار الدكتور مصطفى مدبولى إلى أنه تم الاتفاق خلال جلسة المباحثات الموسعة على دفع أطر التعاون الثنائى من خلال تفعيل آليات التشاور والتنسيق المشترك على كافة المستويات، والتأكيد على ضرورة عقد اللجان المشتركة على أن تقوم الجهات المعنية فى البلدين بتحديد التوقيتات المناسبة فى هذا الشأن.

وأضاف: «تناولنا أيضًا علاقات التعاون الاقتصادى بين مصر والسودان، فضلًا عن زيادة معدلات التبادل التجارى، وتعزيز الشراكات وتبادل الخبرات فى مختلف المجالات بما يدعم جهود الدولتين فى تحقيق التنمية والرخاء».

وأكد رئيس الوزراء اهتمام الدولة المصرية البالغ بالمشاركة فى جهود إعادة إعمار السودان وزيادة الاستثمارات فيه، وهو ما قابله ترحيب شديد من جانب الدكتور كامل الطيب إدريس، رئيس مجلس الوزراء السودانى.

وأكد رئيس الوزراء أن الجانبين المصرى والسودانى أعربا عن الاعتزاز بعلاقات الأخوة والصداقة العميقة التى تربطهما بدول حوض النيل الأخرى فى إطار من الأخوة والمنفعة المتبادلة وعدم الإضرار، وأكدا ضرورة تعزيز التعاون بين دول الحوض تأسيسًا على مبادئ القانون الدولى للحفاظ على استدامة نهر النيل، ذلك المورد الحيوى الذى يستحق من الجميع أقصى اهتمام.

وقبل أيام، أعلن رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد افتتاح سد النهضة رسميا في سبتمبر المقبل بعد اكتمال جميع أعمال بناء السد، موجها دعوة إلى كل من مصر والسودان لحضور مراسم الافتتاح السد الذي وصفه بأنه "رمز للبركة والمنفعة المتبادلة، وليس مصدرا للصراع أو التهديد".