رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

وسط تصعيد العقوبات وتكثيف الاتصالات السرية

البيت الأبيض يقترب من قمة ثلاثية مع بوتين وزيلينسكي

بوابة الوفد الإلكترونية

كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن نيته عقد لقاء شخصي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع المقبل، على أن يتبعه لقاء ثلاثي يضم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وفق ما أكدته مصادر مطلعة على خطة البيت الأبيض. الاجتماعات، التي أُعلن عنها خلال مكالمة هاتفية أجراها ترامب مع قادة أوروبيين بينهم زيلينسكي، ستقتصر على الرجال الثلاثة فقط، دون مشاركة أي من الزعماء الأوروبيين.

ورغم غياب التأكيد الرسمي من الكرملين، بدا زيلينسكي منفتحًا على احتمال اللقاء، وقال فى خطابه المسائي: «يبدو أن روسيا أصبحت الآن أكثر ميلاً لوقف إطلاق النار. الضغط عليها يُجدي نفعًا. لكن الأهم هو ألا يُخدع أحد، لا نحن ولا الولايات المتحدة، فى التفاصيل».

ويُمثل مجرد لقاء ترامب مكسبًا دبلوماسيًا لبوتين، الذي واجه عزلة دولية منذ غزوه لأوكرانيا قبل أكثر من ثلاث سنوات، فقد رفضت معظم دول الناتو التواصل المباشر معه، إلى أن بدأ ترامب، بعد توليه منصبه، باتصالات هاتفية مع الرئيس الروسي. وتستند خطة ترامب لعقد هذه القمة على قناعته الشخصية بأن مهاراته التفاوضية، خصوصًا فى اللقاءات المباشرة، قادرة على إبرام صفقة تنهي الحرب.

ويُعد الاجتماع- حال تم- أول لقاء بين رئيس أمريكي وبوتين منذ قمة جنيف فى يونيو 2021، حين التقى بوتين بجو بايدن. وصرّحت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، بأن الروس هم من طلبوا عقد اللقاء، مؤكدة انفتاح ترامب على الاجتماع بكلٍ من بوتين وزيلينسكي، وأضافت: «ترامب يريد إنهاء هذه الحرب الوحشية».

وتضمّن الاتصال الهاتفي مع القادة الأوروبيين رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والرئيس الفنلندي ألكسندر ستاب، والمستشار الألماني فريدريش ميرز، والأمين العام للناتو مارك روته، ونائب الرئيس جيه دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، بالإضافة إلى المبعوث الخاص لترامب ستيف ويتكوف. وقد فاجأت خطة ترامب بعض الحاضرين، حيث عبر عدد من القادة الأوروبيين عن شكوكهم بشأن جدوى الاجتماع، فى حين بدت مواقف آخرين أكثر تقبلًا.

وفى منشور له على «تروث سوشيال»، أعلن ترامب عن أن مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف اجتمع لبضع ساعات مع بوتين فى موسكو أمس الأول الأربعاء. وقال: «أحرزنا تقدمًا كبيرًا! الجميع يتفقون على أن هذه الحرب يجب أن تنتهي، وسوف نعمل على تحقيق ذلك فى الأيام والأسابيع المقبلة». ولم يأتِ على ذكر تفاصيل القمة المرتقبة.

وفى وقت لاحق، تحدث ترامب من المكتب البيضاوي، قائلًا إن استجابة بوتين ليست مفاجئة، وأضاف: «لا أعتبره إنجازًا كبيرًا، بل عملنا عليه طويلًا». ولم يحدد موعدًا أو مكانًا للاجتماع مع بوتين، مكتفيًا بالقول إنه قد يحدث «قريبًا»، ولم يستبعد فرض عقوبات إضافية قد تطال الصين لاحقًا.

كما صعّد ترامب من ضغوطه على موسكو، فأصدر أمرًا تنفيذيًا يقضي بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على الواردات من الهند، عقابًا لها على مواصلة شراء النفط الروسي. وقال: «تلقيت معلومات إضافية من مسئولين كبار بشأن تصرفات روسيا فى أوكرانيا، وتبين أنها لا تزال تشكل تهديدًا استثنائيًا للأمن القومي الأمريكي».

من جهته، وصف وزير الخارجية ماركو روبيو أمس بأنه كان جيدًا لكنه حذّر من العقبات، قائلاً لقناة «فوكس بيزنس»: «لا تزال هناك تحديات كبيرة. نأمل أن نتمكن من التغلب عليها خلال الأيام والساعات القادمة».

ورغم أن بوتين أعلن فى يناير عن أنه منفتح على لقاء ترامب «للحديث بهدوء»، فإن المتحدث باسمه دميتري بيسكوف نفى فى الأسابيع الماضية وجود قمة وشيكة. إلا أن التصعيد الأخير، من لقاء ويتكوف مع بوتين، إلى إعلان العقوبات، يشير إلى تسارع غير مسبوق فى التحركات.

وقال مسئول أوكراني رفيع، مطلع على بعض تفاصيل المحادثات بين ويتكوف وبوتين، إن كييف لا تزال بانتظار توضيحات من الجانب الأمريكي حول ما تم التفاوض عليه، وأضاف أن مسئولين أمريكيين وعدوا بمزيد من المعلومات خلال الأيام المقبلة. بحسب تليجراف.

وكان البيت الأبيض قد أعلن فى وقت سابق عن أن ترامب يضغط للتوصل إلى وقف إطلاق نار غير مشروط لمدة 30 يومًا، على أن يمهد ذلك لاتفاق سلام دائم. وقال أحد مسئولي الإدارة الأمريكية: «سار الاجتماع مع بوتين والمبعوث ويتكوف على ما يرام. الروس حريصون على مواصلة التعاون مع الولايات المتحدة. ومن المتوقع فرض العقوبات الثانوية اليوم الجمعة».

وقد نقل يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي، تقييمًا إيجابيًا للمحادثات، مؤكدًا: «نقلت روسيا إشارات إلى الجانب الأمريكي بشأن أوكرانيا وتلقت إشارات مماثلة من ترامب». بينما أشار زيلينسكي إلى أن روسيا قد تكون مستعدة للتفاوض، لكنه حذر مجددًا من الوقوع فى فخ التفاصيل المضللة.

وفى السياق قال جون بولتون، مستشار الأمن القومي السابق لترامب لشبكة CNN: «أعتقد أن بوتين سيرى فى ذلك فرصة». وأضاف بولتون «أعتقد أنه يعلم أنه، عن قصد أو عن غير قصد، دفع ترامب إلى أبعد مما ينبغي، وسيكون لديه بعض الأفكار حول كيفية إعادة الأمور فى اتجاهه».

ويبقى السؤال الحاسم فى أذهان المحللين هو ما الذي سيقدمه الروس كمخرجات للقمة؟. حاولت الولايات المتحدة سابقًا التوصل إلى اتفاق لوقف الهجمات الجوية من كلا الجانبين. قد يسمح هذا للأوكرانيين بمغادرة ملاجئهم. لكن فرص التوصل إلى وقف إطلاق نار أوسع تبدو ضئيلة. يبدو من المرجح تحقيق اختراقات كبيرة فى هجوم موسكو الصيفي. وقد يرى بوتين فى هذا التعاون الجديد مع ترامب فرصة لكسب المزيد من الوقت للسيطرة على أراضٍ استراتيجية حيوية فى شرق أوكرانيا.

من جانبه أوضح  ديفيد سالفو، الخبير فى الشئون الروسية والمدير الإدارى لتحالف ضمان الديمقراطية فى صندوق مارشال الألماني: «أعتقد أننا فى واشنطن نقلل أحيانًا من شأن انخراط الكرملين فى هذه الحرب». وأضاف: «شرعية ومصير نظام بوتين بأكمله لا يعتمدان فقط على إنهاء هذه الحرب بشروط روسية، بل على مواصلة خوضها فى المستقبل المنظور، فالاقتصاد بأكمله يعتمد على هذه الحرب».

وأضاف سالفو، المسئول السابق فى وزارة الخارجية الأمريكية: «أنا لا أرى أي شيء من شأنه أن يحرك الإبرة ويغير حسابات الكرملين».

فى السياق نفسه وافقت الولايات المتحدة على تقديم مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا بقيمة 200 مليون دولار (150 مليون جنيه إسترليني)، أمس الأول، بما فى ذلك دعم إنتاج الطائرات بدون طيار.