الأرض تدور أسرع.. وتحذيرات من آثار بيئية وصحية مقلقة
في تطور علمي يثير القلق، سجل كوكب الأرض مؤخرًا واحدًا من أقصر أيامه على الإطلاق منذ بدء قياس الزمن بالساعات الذرية، حيث أكمل دورته حول محوره بسرعة تجاوزت المعدل الطبيعي بـ1.25 ميلي ثانية.
ورغم أن هذا الفارق لا يُلاحظ على المستوى البشري، إلا أن علماء الفيزياء الفلكية والمناخ يحذرون من تبعات محتملة قد تخلّ بتوازن النظام البيئي والصحي على كوكب الأرض.
تسارع غير معتاد في دوران الكوكب
بحسب ما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية، شهدت الأرض يوم الثلاثاء الماضي تسارعًا طفيفًا في دورتها اليومية، ما قلّص طول اليوم إلى أقل من 24 ساعة بمقدار 1.25 ميلي ثانية.
ويعود هذا التغير - وفقًا للخبراء - إلى قوى الجذب القمرية التي تُحدث اضطرابات دقيقة في حركة الكوكب، بالإضافة إلى عوامل أخرى طبيعية وجيولوجية.
وتعد هذه الظاهرة تكرارًا لما حدث في 5 يوليو 2024، حين سجلت الأرضأقصر يوم في التاريخ الحديث، إذ أكملت دورتها بفارق 1.66 ميلي ثانية عن المعدل المعتاد، وهو الرقم الأدنى منذ بدء استخدام الساعات الذرية في عام 1949.
عواقب مقلقة: من غرق المدن إلى اختلال النوم
يحذر العلماء من أن استمرار تسارع دوران الأرض قد يفتح الباب أمام تحولات مناخية وجغرافية وصحية خطيرة، منها:
ارتفاع مستوى سطح البحر: تسارع الدوران يعزز القوة الطردية، ما قد يؤدي إلى دفع المياه من القطبين نحو خط الاستواء، الأمر الذي قد يتسبب في غرق مدن ساحلية حتى مع ارتفاع بسيط في سرعة الدوران.
أعاصير أكثر عنفًا: يقول الدكتور ستين أودينوالد، عالم الفلك في ناسا، إن تسارع الأرض يعزز قوة كوريوليس، وهي المسؤولة عن دوران العواصف، مما قد يؤدي إلى زيادة سرعة الأعاصير وقوتها التدميرية.
اختلال الساعة البيولوجية: في حال استمر التسارع، قد ينخفض طول اليوم إلى 22 ساعة فقط، ما يربك الإيقاع الحيوي للبشر. وتُظهر دراسات سابقة أن مجرد تغيير طفيف مثل التوقيت الصيفي يمكن أن يؤدي إلى زيادة في النوبات القلبية، والسكتات الدماغية، وحوادث السير.
عوامل متعددة وراء الظاهرة
بحسب غراهام جونز، عالم الفيزياء الفلكية بجامعة لندن، فإن تسارع دوران الأرض ناتج عن مجموعة معقدة من العوامل، أبرزها:
الزلازل وحركة القشرة الأرضية
ذوبان الجليد القطبي
تيارات المحيطات
حركة اللب الداخلي للأرض
الظواهر المناخية الكبرى مثل ظاهرة "إل نينيو"
ورغم الجهود العلمية لفهم الظاهرة، لا يزال السبب الجذري لهذا التسارع غامضًا، وتخضع الظاهرة لمزيد من الرصد والدراسة.
الساعات الذرية تكشف التغيّر بدقة
تُعد الساعات الذرية المرجع الأهم عالميًا لرصد تغيرات الزمن بدقة متناهية، من خلال تتبع تذبذبات الذرات في ظروف مفرغة تمامًا من الهواء، وتُستخدم كأساس لتحديد التوقيت العالمي المنسق (UTC).
وبفضل هذه التقنية، يتمكن العلماء من كشف فروقات زمنية ضئيلة للغاية، مثل تلك التي حدثت مؤخرًا، والتي تنذر بتحولات جيوفيزيائية كبرى قد يكون لها تأثير مباشر على الحياة اليومية للبشر.
زمن يتسارع.. وعالم يتغيّر
بينما تمر هذه التغيرات مرورًا عابرًا على إدراك الإنسان، إلا أن تداعياتها المحتملة تستوجب الحذر والبحث العميق. فهل نحن أمام بداية تغيرات طبيعية جذرية قد تعيد تشكيل الحياة على كوكب الأرض؟ أم أن العلم سيتمكن من احتواء آثارها كما فعل في السابق؟