هانى شاكر لـ«الوفد»: محبة الجمهور معيار النجومية الحقيقية.. ولست «نمبر 1»

أستعد لسلسلة حفلات بالمحافظات وبدايتها الإسكندرية
المطربون فى «الحلم العربى» حملوا هَم الشعوب وليس حسابات النجومية أو الربح التجارى
فضل شاكر فنان يستحق الإنصاف وصوته لا يزال مؤثرًا
مصر غنية بالأصوات النسائية ولا أحب اقتصار لقب «صوت مصر» على اسم معين
زوجتى هى سندى الأول فى كل خطوة فنية وحياتية
يظل صوت الفنان الحقيقى حاضرًا بقوة، يعيد التوازن إلى الساحة، ويمنح الجمهور رؤية صادقة نابعة من قلب التجربة. وهكذا هو هانى شاكر، نجم الغناء العربى الذى حافظ على بريقه ونجوميته لأكثر من أربعة عقود، بصوته العذب وإحساسه الصادق. فتح أمير الغناء العربى قلبه لـ«الوفد» فى حوار صريح وهادئ، تحدّث خلاله عن مشاريعه الفنية المقبلة، ورؤيته لمستقبل الغناء، إلى جانب موقفه من عدد من القضايا المثيرة للجدل، أبرزها تصريحات راغب علامة حول «الحلم العربى»، وعودة فضل شاكر، وتأثير الذكاء الاصطناعى على الموسيقى. كما كشف عن أسباب تراجع عدد حفلاته داخل مصر، وكواليس حفله المنتظر فى الإسكندرية، وحسم موقفه من العودة لرئاسة نقابة المهن الموسيقية. ولم يغب الجانب الإنسانى عن الحوار، إذ تحدّث عن دور زوجته فى حياته، ومكانة جمهوره فى قلبه.
< حدثنا عن خططك الفنية المقبلة؟
- بالفعل أستعد لإحياء حفل غنائى كبير فى مدينة الإسكندرية، وتحديدًا على مسرح محمد عبدالوهاب، وذلك يوم 21 أغسطس، الحفل من تنظيم البيت الفنى للفنون الشعبية والاستعراضية برئاسة الصديق العزيز الفنان تامر عبدالمنعم، الذى أشكره على جهوده الكبيرة فى دعم الحركة الفنية.
< هل يأتى هذا الحفل ضمن خطة فنية؟
- بالتأكيد، هذا الحفل يأتى استكمالًا للنجاح الكبير الذى حققه حفلى الأخير على مسرح البالون فى القاهرة، والذى شهد حضورًا جماهيريًا رائعًا، وأنا سعيد جدًا بأن تكون هذه الفعاليات بداية لسلسلة من الحفلات التى ستُقام فى محافظات مصر المختلفة، وخصوصًا فى المسارح التابعة للدولة، لما لها من قيمة فنية وتاريخية كبيرة.
< هل هناك رغبة فى تقديم حفلات بمؤسسات ثقافية مثل دار الأوبرا؟
- بالتأكيد، لدىّ رغبة قوية فى إقامة حفلات غنائية داخل دار الأوبرا المصرية، لأن لها مكانة خاصة جدًا عندى، ولدى كل فنان يحترم قيمة الفن الراقى، الأوبرا تمثل رمزًا ثقافيًا وفنيًا مهمًا، وأى فنان يقف على مسرحها يشعر بالفخر، إقامة حفل فيها ستكون خطوة مهمة فى مشوارى، وأتمنى أن تتحقق قريبًا.
< حدثنا عن أحدث أعمالك الفنية خلال الفترة القادمة؟
- أنا أعيش مرحلة فنية هادئة، أختار فيها أعمالى بعناية، لدىّ مشاريع غنائية جديدة، وتعاونات محتملة مع ملحنين وشعراء أحبهم، كما أتابع المشهد الفنى باهتمام، وأتمنى أن يعود الفن العربى لمكانته الحقيقية كرسالة راقية ومرآة للمجتمع.
< ما تعليقك على تصريحات الفنان راغب علامة مؤخرًا حول «الحلم العربى»؟
- الحقيقة أستغرب كثيرًا من هذه التصريحات التى أُطلقت بعد أكثر من عشرين عامًا على صدور «الحلم العربى»، هذا العمل لم يكن مجرد أغنية جماعية، بل كان مشروعًا فنيًا وإنسانيًا نابعًا من قلب الوطن العربى، وقد لاقى تفاعلًا جماهيريًا واسعًا وقتها، فأسأل: أين كانت هذه الانتقادات حين صدر الأوبريت؟ لماذا الآن؟.. كل ما يحدث حاليًا على وسائل التواصل الاجتماعى هو مجرد «تريندات» مفتعلة، ومحاولات لخلق الجدل لا أكثر، وأرفض تمامًا هذا النوع من الطرح الذى يقلل من قيمة الأعمال الفنية التى تركت بصمة فى الوجدان العربى.
< ما رأيك أن هناك من يرى «الحلم العربى» كان مشروعًا تجاريًا؟
- هذا ظلم كبير، من شارك فى هذا العمل، وأنا كنت أحدهم، كانت نيته أن يرسل رسالة عن وحدة الأمة العربية، وليس مجرد مشروع ربحى أو استعراض فنى، لم يكن هدفنا الظهور، بل إيصال رسالة، والنوايا فى النهاية لا يعلمها إلا الله، لكن لا يحق لأحد بعد كل هذه السنين أن يُشكك فيها، أو أن يقلل من قيمة هذا العمل.
< ما رأيك فى عودة فضل شاكر للساحة الفنية؟
- أولًا، أنا من محبى صوت فضل شاكر جدًا، هو فنان كبير، صاحب إحساس نادر وصوت دافئ يدخل القلب من أول نغمة، ولا علاقة لى بمشكلاته السياسية أو القضايا القانونية المرتبطة به، فأنا أُقيّمه كفنان فقط، علينا أن نفرّق جيدًا بين المواقف السياسية للفنان، وبين قيمته الفنية، فضل شاكر، من وجهة نظرى، يستحق إنصافًا فنيًا، لأن صوته لا يزال حاضرًا ومؤثرًا، والناس تحبه، وهذا لا يمكن إنكاره، وأتمنى له من كل قلبى أن يتجاوز أزماته، وأن يعود بكامل طاقته الفنية.
< هل ترى أن الجمهور اليوم قادر على التفريق بين المواقف السياسية والفنية؟
- ليس دائمًا، وهذا هو التحدى، كثير من الناس تخلط بين ما هو سياسى وما هو فنى، لكننى أؤمن أن الزمن كفيل بأن يُنصف من يستحق، والفن فى النهاية رسالة راقية وإنسانية تتجاوز الخلافات، والحكم على الفنان يجب أن يكون من خلال فنه، وليس مواقفه الشخصية أو السياسية.
< كيف تشعر قبل كل حفلة؟ هل ما زال القلق يرافقك رغم الخبرة الطويلة؟
- القلق لا يفارقنى أبدًا، فى كل مرة أستعد فيها لحفل، أعيش حالة من التوتر والترقب، يوم الحفل يكون مليئًا بالأسئلة فى رأسى، هل سيكون الصوت جيدًا؟ هل ستسير الأمور بسلاسة؟ هل سأسعد جمهورى؟.. أنا شخص دقيق جدًا فى التفاصيل، من الإضاءة إلى هندسة الصوت، وكل عنصر فى الحفل يهمنى، لأننى لا أعتبر الغناء مجرد أداء، بل مسؤولية حقيقية تجاه الجمهور الذى منحنى ثقته على مدار السنين.
< هل هذا الخوف مفيد للفنان؟
- بالتأكيد. هو مؤشر على الاحترام الكبير للجمهور، حين يتوقف الفنان عن القلق، يبدأ فى التراجع دون أن يشعر، القلق هو ما يجعلنى أحرص على تقديم الأفضل دائمًا.
< ما موقفك من مسألة الذكاء الاصطناعى فى الغناء؟
- أنا مندهش جدًا من التطور التكنولوجى الحاصل، ولا أنكر أن الذكاء الاصطناعى قادر على تقليد الأصوات بشكل مذهل، وقد يستنسخ نبرة عبدالحليم حافظ أو حتى صوتى بشكل دقيق، لكن الشىء الوحيد الذى لا يستطيع الذكاء الاصطناعى محاكاته هو «الإحساس»، هذا العنصر السحرى الذى يجعل الأغنية تنبض بالحياة لا يمكن تقليده، نبرة الشعور، وصدق الأداء، وتفاعل القلب مع الكلمات، كل هذا لا يمكن لآلة أن تمنحه للمستمع.
< هل تخشى أن تؤثر هذه التقنيات على مستقبل الفنانين؟
- ربما على المدى القصير، لكن فى النهاية سيبقى الفنان الحقيقى هو من يلمس القلب، وليس من يقلده، الجمهور ذكى جدًا، ويميز بين الصوت البشرى الصادق والصوت الصناعى المكرر.
< ما موقفك من العودة لرئاسة نقابة المهن الموسيقية؟
- أنا حاليًا فى مرحلة مختلفة تمامًا من حياتى، عشت تجربة النقابة بكل ما فيها من ضغوط وصراعات، وبعد استقالتى شعرت أننى عدت لنفسى كفنان، ووجدت وقتًا أكرسه لفنى وحفلاتى وجمهورى، أنا أُقدّر جدًا الجهد الذى يبذله أخى وصديقى مصطفى كامل، وأرى أنه يقوم بدوره على أكمل وجه، العمل النقابى مرهق جدًا، ويستهلك وقتًا وطاقة لا تُقدران بثمن، ولهذا لا أفكر فى العودة.
< هل ندمت على ترشحك سابقًا؟
- كنت أشعر أحيانًا بالندم، خاصة حين واجهت موجات من الانتقاد الجارح، والتجنى غير المبرر، من بعض الناس الذين يحبون «ركوب الموجة»، كما يُقال لكن بعد اتخاذ قرار الاستقالة، وبعد ما رأيته من دعم حقيقى من كثيرين، لم أعد نادمًا، بل أصبحت أكثر اقتناعًا بأننى كنت فى موقع يحتاج إلى قرارات مصيرية، واتخذتها فى وقتها الصحيح.
< هل من الممكن أن تترشح مجددًا؟
- لا، ولن أترشح مرة أخرى، أحتاج للراحة، وأرغب فى التفرغ لفنى والغناء فقط، هذا هو مكانى الطبيعى، والمكان الذى أشعر فيه بالسعادة.
< بعض الجمهور لاحظ أن عدد حفلاتك فى مصر قلّ.. ما السبب؟
- الحفلات لم تقل فعليًا، لكنها أصبحت أقل عددًا داخل مصر مقارنة بالسابق، لكننى ما زلت أشارك فى مهرجانات الموسيقى العربية، وفى دار الأوبرا المصرية، وهذا فخر كبير لى، كما أن لدى حفلات خارج مصر باستمرار، وهذا جزء من عملى أيضًا.
< فى رأيك، من تستحق لقب «صوت مصر» من المطربات؟
- لا أحب إطلاق هذا اللقب على صوت معين، لأن مصر مليئة بالأصوات النسائية الرائعة، لدينا أنغام، شيرين عبدالوهاب، آمال ماهر، ريهام عبدالحكيم، مى فاروق، كل واحدة منهن تمتلك موهبة فريدة وصوتًا مميزًا، ولا أرى أن إعطاء اللقب لواحدة يُنقص من قدر الأخريات، فى النهاية الفنان الناجح لا يحتاج لقبًا، بل يكفيه حب الناس.
< ما رأيك فى من يُطلق على نفسه لقب «رقم 1»؟
- أنا ضد هذه التصنيفات، لست «رقم 1»، ولا أسعى لأن أكون كذلك، كل ما أريده هو أن يحبنى الناس، ويستمتعون بفنى، ويشعرون بشىء حقيقى فى غنائى، كل فنان حر فى التعبير عن نفسه كما يشاء، لكن الأرقام لا تصنع الفنان الحقيقى، بل الإحساس والصدق والعطاء الفنى المستمر.
< ما الدور الذى تلعبه زوجتك فى حياتك الفنية والشخصية؟
- زوجتى هى السند الحقيقى والداعم الأول فى حياتى، سواء على المستوى الفنى أو الشخصى. هى شريكة يومياتى، وتعيش معى كل التفاصيل الكبيرة والصغيرة، «هى نصى الحلو»، ودائمًا تساندنى وتدعمنى فى كل الظروف، أشعر بسعادة كبيرة وأنا على المسرح عندما أراها تجلس أمامى فى الصفوف الأولى، وأتمنى من الله أن يقدّرها على هذا الحمل، لأنها دائمًا معى فى كل مكان، ومساندة لى بشكل لا يوصف.