"كلامهم كرينج واحنا بنفلكس".. شفرات الجيل الجديد بين التمرد والانعزال
أنا تروما وكلامك كرينج، فلكس، وديتوكس وسامّ، كلمات غريبة صنعها جيل كامل للتعبير عن أنفسهم بلغة لا يفهمها سواهم، لغة لا تعترف بالقواعد والمفردات، تُولد في الشارع وعلى الشاشات، وتنتشر كالنار في الهشيم عبر الهواتف ومواقع التواصل الإجتماعي، وكأنهم قرروا أن يصنعوا عالمًا موازيًا، له قواميسه الخاصة وحدوده المغلقة.
لغة من خارج القاموس
فوق منصات تيك توك، وإنستجرام، وتعليقات الريلز، تُصاغ لغة جديدة بلا قواعد بمزيج من مصطلحات إنجليزية وعبارات من أغاني الراب والميمز، 'أنا مستف يا مان'، 'حطها في البايو'، 'دي أرهب واحدة في السيستم'… كلمات تبدو للوهلة الأولى تافهة، لكنها تعبر عن جيل بأكمله يعيش في عالم سريع مضغوط تائه بين الظروف الإقتصادية والأزمات الأسرية، جيل ضائع بين الماضي والحاضر لا يعرف له مستقبل.
السوشيال ميديا أثرت على سلوك الطلاب
أوضح عصام أحمد ابراهيم أستاذ الدراسات الإجتماعية بالمرحلة الثانوية بمدرسة طيبة الدولية للغات في محافظة الجيزة، أن الجيل الجديد له طريقة تفكير مختلفة عن الأجيال السابقة، وأن السوشيال ميديا أثرت على سلوك الطلاب اللى أغلبهم مبقاش مهتم بالتعليم وشايفين ان التعليم مش هو الوسيلة اللي ممكن تحققلهم أهدافهم.

وأضاف، أن الغريب أن الجيل ده عنده كل مقومات النجاح والذكاء ولكن لا يستغل الذكاء في التعليم.
ووجه أستاذ الدراسات الإجتماعية، نصيحة إلى المدرسين بما أن عليهم جزء كبير من تعديل سلوكيات الجيل بالتقرب من الطلاب وخلق دوافع جديدة.
الشباب ضحية الضغوط الاقتصادية وانتشار المخدرات
وعلق جمال فرويز استشاري الطب النفسي، على أن تطور اللغة بين الشباب يحدث في كل الأجيال والمجتمعات، مشيرًا أن الشخصية المصرية ظلت محافظة على نفسها 7 الأف سنة.
وأضاف فرويز أن لغة الشباب الجديدة تشعرنا معهم بالغربة كأجيال قديمة ولكن لا تمنع التواصل.
ولفت إلى أنه يعود هذا لمشاكل نفسية بسبب ظروف الزمن وكثرة مواقع التواصل الإجتماعي، بما يشكل ضغوط على الشباب.

وأوضح استشاري الطب النفسي، أن الشباب أصبح ضحية للضغوط الاقتصادية العنيفة وانتشار المخدرات بصورة فاجة، مخترعًا تلك اللغة لرفض ما يحدث حوله بصورة غير مباشرة.
التيك توك أضعف اللغة العربية
قال محمد صلاح سيد أستاذ اللغة العربية بالمرحلة الإعداية بمدرسة سلمان الفارسي الرسمية للغات في محافظة القاهرة، أن لغة الطلاب مع المدرسين تغيرت بشكل كبير وبدء ظهور كلمات غربية مكنتش موجودة والشباب شايفين إن ده بيتناسب مع إيقاع الحياة السريعة.
وأشار أستاذ اللغة العربية إلى انه بعض الدول الأخري بتحترم لغتها زي فرنسا وألمانيا واذا اضطروا لإستخدام لغة أخرى بتكون على فترات.

وأكد أن التيك توك أضعف اللغة العربية وبعض الناس حتى الأن تكتب خطأ أو فرانكو لتسهيل وسيلة الإتصال لصعوبة اللغة العربية من وجهة نظرهم، مشيرًا إلى أن اللغة العربية في مكانة عظيمة ويكفي أنها أحد اللغات المعتمدة في الأمم المتحدة.
اللغة العربية أصبحت مزيج ما بين الفرانكو والراب
التقط اطراف الحديث إبراهيم حسن عبد الرحمن خبير اللغة العربية بمحافظة الدقهلية، مؤكدًا إن اللغة العربية أصبحت مزيج ما بين العربي والإنجليزي والفرانكو وحتى كلمات من الراب والتيك توك.

وتابع أن الشباب يستخدم كلمات غربية زي: كرينج، توكسيك، ميتا، مع تطور اللغة، مما ينتج عنه التسطيح والسخرية والاستهانة بالكلام باللغة العربية، وأن لم يتم تداركه هيأثر على قدرات الشباب على التعبير السليم وفقدان الحس اللغوي.
لماذا يتحدثون هكذا؟

يوسف سيد الطالب بالفرقة الأولى كلية علوم رياضية جامعة حلوان، يقول أنا بتكلم بشفرة مع أصحابي عشان محدش يفهم بنقول ايه.
وتابع بتضطر لما أتكلم مع حد من الجيل القديم أشرحلوا كلامي عشان يفهمني وأقرب منه.
واكمل من وجهة نظري لازم يقفلوا التيك توك في مصر لانه أثر على الناس بالسلب وغير في القيم المجتمعية.
أما عمر علي الطالب بالفرقة الرابعة كلية الحقوق جامعة سوهاج، يقول مليش لغة خاصة بيا واللي بقوله مع صحابى هو هو اللى في البيت، وأكتر كلمة دارجة في الجامعة بينا يا أسطى.

وأضاف أنا متأثرتش أوي بلغة الشباب عشان شخصيتي قوية والضعيف هو اللي بيقلد تقليد أعمى.